يعدّ حقل غاز الشمال القطري أكبر حقل غاز في العالم، وهو أحد أهم المشروعات التي تسعى دولة قطر إلى تطويرها دائمًا، لتعظيم إنتاجه والاستفادة من إيراداته بإحداث تنمية شاملة في مختلف القطاعات الأخرى، بما في ذلك القطاعات غير النفطية.
وبحسب قاعدة بيانات النفط والغاز في قطر، لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الغاز الطبيعي تتقاسمه كل من الدوحة وطهران، إذ إن مساحته تبلغ نحو 9700 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف كيلومتر مربع في المياه الإقليمية القطرية، و3700 كيلومتر مربع بالمياه الإقليمية الإيرانية.
وبينما يُطلق على هذه المورد العملاق في قطر اسم "حقل غاز الشمال"، تسمّيه إيران من جهتها "حقل بارس الجنوبي"، إذ إنه يحتوي على كميات ضخمة من الاحتياطيات القابلة للاسترداد، كما أنه يمثّل أهمية جيوسياسية وجيوإستراتيجية كبيرة بالنسبة لمنطقة الخليج، وأجزاء واسعة من العالم.
وتسعى قطر، من خلال شركتها العملاقة قطر للطاقة، إلى زيادة إنتاج حقل غاز الشمال، بهدف استغلال هذا المورد المهم لتحقيق الريادة العالمية في مجال الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال، بما يعظّم إيرادات الدولة الخليجية الصغيرة الواقعة على الخليج العربي.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل غاز الشمال
اكتُشف حقل غاز الشمال للمرة الأولى في عام 1971، إلّا أن عمليات تطويره وبدء الإنتاج منه تأخرت حتى عام 1989، بينما انطلقت عمليات الاستكشاف التجاري لثروات الغاز الطبيعي فيه عام 1991، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني لشركة قطر للطاقة.
ويقع الحقل الغازي العملاق داخل دولة قطر على مساحة تبلغ 6 آلاف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نصف المساحة الإجمالية للدولة الخليجية، وهو موجود في الخليج العربي قبالة السواحل الشمالية الشرقية للدولة، وعلى بعد نحو 180 كيلومترًا من العاصمة الدوحة.
ويعدّ مشروع توسعة حقل غاز الشمال، في الوقت الحالي، أولوية مطلقة بالنسبة لدولة قطر، إذ يتصدر قائمة اهتمامات كل الشركات العالمية الراغبة بالمشاركة في عمليات التطوير، وهو ما اتّضح خلال العامين الماضيين، مع تقدُّم عدد كبير من شركات الطاقة العالمية للحصول على حصص في المشروع
وتعول الدولة الخليجية على الحقل العملاق، الذي تمثّل احتياطياته نحو 10% من احتياطيات الغاز العالمية، لمنحها دفعة مهمة، تجعلها مؤهلة لقيادة قطاع الغاز المسال العالمي، لا سيما مع الأزمات السياسية والاقتصادية والجيوسياسية العالمية الأخيرة، التي أثبتت احتياج العالم إلى الغاز بصفته مصدرًا مهمًا للطاقة.
ومن خلال هذه المشروع، تستهدف الدولة ضمان تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، ومن خلال هذه الرؤية تعمل على الترويج للغاز المسال بصفته وقودًا مستهدفًا، وليس مجرد وقود انتقالي لمرحلة تحول الطاقة، أو يمكن التخلي عنه في وقت قريب.
احتياطيات حقل غاز الشمال
بحسب التقديرات الرسمية، فإن احتياطيات حقل غاز الشمال، بدولة قطر، تزيد عن 900 تريليون قدم مكعبة قياسية، وهو ما يجعله أكبر مكمن للغاز غير المصاحب في العالم، بحسب ما أوردته بيانات شركة قطر للطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الحقل العملاق على نحو 50 مليار برميل من المكثفات، وهو ما وضع دولة قطر في صدارة الدول المالكة لأكبر احتياطيات في العالم، بعد روسيا وإيران، وفق بيانات الاحتياطيات العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويتضمن مشروع تطوير حقل غاز الشمال زيادة الإنتاج تدريجيًا بحلول نهاية العقد الحالي، إذ يبلغ إنتاجه في الوقت الحالي نحو 77 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، من المقرر زيادتها إلى 110 ملايين طن في عام 2026، ثم 126 مليون طن في 2027.
وبحسب الخطة التي وضعتها شركة قطر للطاقة لزيادة الإنتاج بحلول نهاية العقد الجاري، من المقرر الوصول إلى حجم إنتاج من الغاز المسال المنتج من حقل غاز الشمال يبلغ نحو 142 مليون طن بحلول عام 2030.
مشروع توسعة حقل غاز الشمال
يعدّ مشروع توسعة حقل غاز الشمال واحدًا من أهم الاستثمارات في صناعة الطاقة خلال العقد الحالي، كما أنه أكبر مشروعات الغاز المسال في التاريخ، إذ من المنتظر أن يدعم اقتصاد قطر بعائدات عملاقة خلال السنوات القادمة.
وكانت شركة قطر للطاقة قد أعلنت، في شهر سبتمبر/أيلول 2018، أنها بصدد زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى 110 ملايين طن سنويًا، وذلك من خلال إنتاج خط إنتاج جديد، يضاف إلى خطوط الإنتاج التي أعلنت الشركة إكمالها في عام 2017، ليصبح عددها الإجمالي 4 خطوط.
وتُقدَّر الطاقة الإنتاجية للخط الواحد بنحو 8 ملايين طن سنويًا، وذلك خلال المرحلة الأولى فقط، ولكن في المرحلة الثانية، التي كشفتها الشركة في عام 2019، أعلنت الشركة أنها تستهدف زيادة الإنتاج بحلول عام 2027 إلى نحو 126 مليون طن سنويًا.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لقطاع الطاقة القطري، فإن مشروع توسعة حقل غاز الشمال ينقسم إلى جزأين، الشرقي والجنوبي، ويهدف إلى زيادة السعة الإنتاجية بما يتجاوز 63% من السعة الحالية، إذ سيدخل الحقل طور الإنتاج في عام 2026، بينما سيسلّم أول شحنة في عام 2027.
يشار إلى أن كبريات شركات الطاقة العالمية تشارك في مشروع تطوير حقل غاز الشمال، وفي مقدمتها توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies)، وإكسون موبيل (Exxon Mobil)، وكونوكو فيليبس (Conoco Philips)، وإيني الإيطالية.
كما تشارك فيه شركات شل (Shell) و"سينوبك" الصينية (Sinopec)، بالشراكة مع شركة قطر للطاقة، في حين تبلغ الاستثمارات الإجمالية بالمشروع حتى الآن نحو 28.7 مليار دولار أميركي.
نرشح لكم..
0 تعليق