يمرّ قطاع الغاز في موزمبيق بمرحلة حرجة في الوقت الراهن، حيث يتأرجح بين استغلال الإمكانات الهائلة والتغلب على المخاطر المستقبلية.
ومع اكتشاف احتياطيات ضخمة من الغاز في حوض روفوما، تتجاوز 165 تريليون قدم مكعبة، اجتذبت البلاد استثمارات أجنبية هائلة، وخاصة من عمالقة الطاقة، مثل توتال إنرجي وإيني، إلى جانب كبار المستثمرين من الصين والهند.
ومع ذلك، سلّط تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، الضوء على المخاطر التي تواجه الخطط الطموحة لقطاع الغاز في موزمبيق تحت وطأة عدم الاستقرار والصراعات السياسية، واصفًا الوضع بأنه تجسيد للوعود الكاذبة.
فالمشروعات الكبرى، مثل محطات روفوما للغاز المسال وموزمبيق للغاز المسال، المصممة لتكون بمثابة بوابة لتصدير الغاز، غارقة في التأخيرات، وتواجه مخاطر متزايدة.
تحديات تواجه قطاع الغاز في موزمبيق
يضم قطاع الغاز في موزمبيق أحد أكبر مشروعات الغاز في أفريقيا، جنبًا إلى جنب مع تعزيز البنية التحتية للنقل، مثل خطوط الأنابيب ومحطات الغاز المسال.
بيد أن المنطقة شهدت تنامي حركات التمرد منذ عام 2017، وأدى ذلك إلى زعزعة الاستقرار، وعرقلة التنمية، والتسبب في تأخير مشروعات الغاز، وبدا تطوير موارد الغاز والاضطرابات الأهلية في موزمبيق مزيجًا هشًا.
وتفاقم الوضع بسبب الاستياء المحلي، حيث لم تشهد المجتمعات في أفريقيا فوائد اقتصادية كافية من استغلال الغاز، حسبما جاء في تقرير صادر عن مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- ذروة إنتاج الغاز من حوض روفوما في شرق أفريقيا من 3 حقول:
مشروعات الغاز في موزمبيق
تواجه مشروعات الغاز في موزمبيق الموجهة للتصدير، مثل محطة روفوما للغاز المسال ومحطة موزمبيق للغاز المسال إلى جانب خط أنابيب ذي صلة، عقبات كبيرة، وتأخيرات عدّة، ويرجع ذلك إلى:
- استمرار التمرد.
- الانتخابات الرئاسية المتنازَع عليها تهدد بتفاقم الوضع.
بالإضافة إلى ذلك، ثمة تأخيرات تلاحق العديد من المشروعات الأخرى، أهمها:
- خط أنابيب النهضة الأفريقي: مشروع مشترك بين موزمبيق وجنوب أفريقيا والصين؛ يبلغ طوله 2600 كيلومتر، لكنه يواجه تأخيرات منذ سنوات.
- خط أنابيب غازنوسو: خط أنابيب آخر مقترح يواجه تأخيرات وتحديات مالية مماثلة.
- خط أنابيب الغاز بين تنزانيا وكينيا: خط أنابيب مقترح يهدف إلى ربط شبكة الغاز في موزمبيق بمنطقة كابو ديلغادو بمومباسا في كينيا، لكنه يحرز تقدمًا بطيئًا ويواجه مشكلات مالية.
وأكد تقرير غلوبال إنرجي مونيتور أن مواصلة استغلال احتياطيات الغاز البحرية في كابو ديلغادو، إلى جانب استمرار بناء خطوط الأنابيب في موزمبيق -وإن كان ببطء-، يثبتان أن البلاد تركّز على تصدير الغاز بدلًا من استغلاله لتوليد الكهرباء محليًا.
مستقبل الغاز في موزمبيق
يواجه مستقبل الغاز في أفريقيا، خاصة في موزمبيق، منعطفًا حاسمًا؛ فبدلًا من تعزيز النمو، أدت مشروعات الغاز إلى التعدي على الأراضي الزراعية والتدهور البيئي، فضلًا عن الاضطرابات الأهلية.
وأشار التقرير إلى أن أفريقيا تمتلك موارد وفيرة للطاقة المتجددة، وقد يساعد دول القارة على توفير كهرباء أرخص وأكثر ملاءمة لاحتياجاتها مقارنة بتوليد الكهرباء بالغاز.
وخلص التقرير إلى أن مواصلة الاستثمار في البنية التحتية للغاز قد يؤدي إلى مليارات الدولارات من الأصول العالقة.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال في أفريقيا خلال الربع الثالث:
قطاع الغاز في أفريقيا
يتّسم قطاع الغاز في أفريقيا بتناقضات صارخة، إذ تعاني القارة من فقر الطاقة، حيث يعيش 600 مليون شخص دون كهرباء، وتظل خيارات الطهي النظيف غير متاحة لأكثر من ثلثي السكان، وخاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وعلى الرغم من امتلاك القارة إمكانات الطاقة المتجددة التي تفوق الطلب المتوقع بحلول عام 2040 بنحو 1000 مرة، فإن الاستثمارات ضئيلة.
وخلال مؤتمر المناخ الأخير في باكو، وافقت الدول الغنية على توفير 300 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2035، وهذا أقل بكثير من 1.3 تريليون دولار المطلوبة.
في الوقت نفسه، تواصل صناعة النفط والغاز ضخ استثمارات كبيرة في القارة، مع تراجع كبريات شركات الطاقة عن أهدافها المتعلقة بمشروعات الطاقة النظيفة.
وحاليًا، تشهد أفريقيا تطوير 39 مشروعًا لخطوط أنابيب نقل الغاز، بتكلفة تُقدَّر بنحو 47.1 مليار دولار، بقيادة موزمبيق وجنوب أفريقيا ونيجيريا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- مستقبل قطاع الغاز في موزمبيق من مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور
- أكبر مصدري الغاز المسال في أفريقيا من وحدة أبحاث الطاقة
- إنتاج الغاز من حوض روفوما من وحدة أبحاث الطاقة
0 تعليق