نظمت دار الشروق، أمس السبت، حفل إطلاق وتوقيع رواية "الحب عربة مهترئة" للروائي الجزائري أحمد طيباوي، بمقر مكتبة البلد في وسط القاهرة، وناقشته الروائية مي التلمساني.

حضر الندوة مجموعة كبيرة من الروائيين والكتاب والمثقفين من بينهم: الروائي عبد الوهاب حمادي، والروائية نورا ناجي، والكاتب والناقد سيد محمود، والكاتب والناقد محمود عبد الشكور، والكاتب محمد يوسف الغرباوي، والكاتبة نهلة كرم، والكاتبة آية طنطاوي، والكاتبة هبة عبد العليم، والكاتب الصحفي محمد سرساوي، ونانسي حبيب مسؤول النشر بدار الشروق، وعمرو عز الدين مسؤول التسويق بالدار.

استهل الروائي أحمد طيباوي، حديثه بالتعبير عن سعادته الكبيرة بتواجده في القاهرة، مؤكداً أن مشاركته في مناقشة روايته كانت لحظة مميزة بالنسبة له، خاصة مع قراءة الكاتبة الكبيرة مي التلمساني العميقة والثرية، مشيرا إلى أن قراءتها لم تكن مجرد تحليل بل أعادت له شخصياً ذكريات وأبعاداً عن الرواية ربما لم يتوقف عندها كثيرا من قبل، مما جعله يشعر بأن الرواية تُقرأ بروح جديدة من خلال عيون الآخرين.

واصل بعدها قائلا: إن للقارئ كامل الحق في أن ينفتح على النص ويتعاطى معه عبر تأويلات عديدة، وأنه يرى أن ذلك حق أصيل لكل من يتولى عملية القراءة للنصوص الأدبية، مشددا على أن الرواية لا تحصر نفسها في زاوية معينة، وانما تستهدف اجراء مسائلة وحاله من طرح الأسئلة حول أبعادا عاطفية واجتماعية وسياسية.

وأضاف طيباوي إن الكتابات الجيدة للروائي أو المبدع المتمكن لا يجب أن تكون شخصيات أعماله هي إسقاط حرفي على شخصيات لها ظل في الواقع، حيث لا أعتبر ذلك نجاحًا لحالة الإبداع والتخيل والروائي، وإنما على العكس، فالكاتب عليه أن يخلق لنفسه شخصيات تناسب عالمه الروائي ويمنحها قدرًا كبيرًا من خياله بشكل يتسع للتعبير عن كل ما يريد.

وأكدت الروائية مي التلمساني، أن أسلوب كتابة الروائي أحمد طيباوي يتسم بارتباطه العميق بالفلسفة، واصفة إياه بأنه سارد وحكّاء مبدع يمتلك قدرة استثنائية على تقديم الشخصيات بأسلوب غير مألوف وخارج الإيقاع المتوقع، وأشادت بموهبته ككاتب كبير له تجربة ناضجة وباع طويل في الأدب.

وأوضحت التلمساني، أن الرواية تناقش بعمق جيل الاختيارات المحدودة وحتمية اتخاذ القرار، معتبرةً أن "الحب عربة مهترئة" تُسلط الضوء على قضية فلسفية كبرى هي الاغتراب، الذي يُسيطر على شخصية البطل.

فيما قال الناقد محمود عبد الشكور، إن نصوص طيباوي يمكن قرائتها على الدوام في إطار من التعاطي الذكي مع مفهوم الاغتراب، وطيباوي روائي ماكر يمتزج معه الخاص بالعام، واعٍ بالتغيرات والأزمات التي مر بها جيله، ليشير الكاتب والناقد سيد محمود، إلى أنه في روايات أحمد طيباوي "باب الوادي"، و"الحب عربية مهترئة"، تفكيك لعلاقات العائلة، وكأنه تفكيك للمؤسسة العائلية، والسؤال السياسي سؤال مهم في كتابة أحمد طيباوي.