12:37 م الإثنين 23 ديسمبر 2024

كتبت: ندى محرم:

قبل ساعات قليلة اختبر جنود بريطانيين، سلاحًا جديدًا يستخدم موجات الراديو ذات التردد العالي لإسقاط المسيرات المعادية.

سلاح الطاقة الموجه بترددات الراديو، تم تصميمه لاكتشاف وتتبع وتدمير مجموعة من التهديدات عبر البر والجو والبحر على مسافة إلى كيلومتر واحد، وفقًا لما أوردته وكالة بي إيه ميديا البريطانية.

وتم الانتهاء مؤخرًا من تجربة إطلاق النار الحي لنظام تطوير RFDEW من قبل وحدة التجارب والتطوير المدفعية الملكية التابعة للجيش ومجموعة الدفاع الجوي السابعة في نطاق في غرب ويلز.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن التجارب مكنت أفراد الدفاع الجوي بالجيش من استكشاف إمكانات السلاح في تكوينات مختلفة للبيئة ونوع التهديد وسيناريو الاشتباك.

وحسب وزيرة المشتريات الدفاعية، ماريا إيجل، فإن هذا السلاح "قد يكون محوريا في تغيير قواعد اللعبة".

ولفتت إلى أن تطوير هذا النوع من الأسلحة يمثل تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا الدفاع الجوي، ويعكس أهمية مواكبة التهديدات المتزايدة للطائرات المُسيرة، التي أثبتت فعاليتها في النزاعات الحديثة.

وأظهرت الحرب في أوكرانيا والهجمات التي شنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر كيف أن المسيرات منخفضة التكلفة يمكن أن تكون لها تأثيرات مدمرة.

وفي الشهر الماضي، أعلن جون هيلي، وزير الدفاع البريطاني، أن نظام الطائرات بدون طيار الرئيسي للجيش البريطاني سوف يتم إزالته، إلى جانب معدات عسكرية قديمة أخرى.

وأكدت مصادر دفاعية بريطانية، أن الجيش بحاجة إلى إيجاد أنظمة "أفضل" لأن التكنولوجيا في ساحة المعركة تتقدم باستمرار.

وفي نوفمبر، قال الجنرال السير رولي ووكر، رئيس هيئة الأركان العامة، إن الوقت قد حان لقبول حقيقة مفادها أن المنصة بحاجة إلى التحديث.

وتكمن ميزة السلاح في أن الأسلحة التقليدية مثل الصواريخ المضادة للطائرات يمكن أن تكلف أضعافًا عديدة من تكلفة المسيرات التي تحاول إسقاطها، بينما لا يتجاوز سعر إطلاق سلاح الطاقة الموجه بترددات الراديو سوى 10 بنسات فقط.

ويتميز السلاح بإطلاق موجات عالية التردد تعمل على تعطيل أو تدمير المكونات الإلكترونية الأساسية داخل الطائرات المُسيرة أو المركبات غير المأهولة، ما يؤدي إلى توقفها عن العمل أو سقوطها من السماء.

ويتيح فرص أكبر للتصدي للطائرات المُسيرة بكفاءة ودون الحاجة إلى استهلاك كميات كبيرة من الذخائر التقليدية.

كما نجح السلاح البريطاني الجديد في نظام الرؤية SMASH X4 الذي يساعد القوات في إسقاط الطائرات بدون طيار.

بالإضافة إلى أنه يمكن تركيبه على مركبة عسكرية لتوفير القدرة على الحركة، مثل نظام HELWS الذي تم تركيبه على مركبة مدرعة من طراز Wolfhound، وفقا لما ذكرته هيئة البث للاخبار البريطانية.

ويُقدّم السلاح الجديد حلاً أكثر استدامة واستجابة سريعة ضد تهديدات المسيرات، وهو ما يُعزز من قدرة الدفاعات البريطانية على التعامل مع الهجمات غير التقليدية والمتزايدة في الحروب الحديثة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن السلاح يواجه تحديات مرتبطة بمدى فعاليته في مواجهة أسراب المسيرات متعددة الاتجاهات أو تلك التي تستخدم تقنيات تخفي إلكترونية.

ويمثل هذا التطور خطوة مهمة نحو تعزيز الدفاعات الإلكترونية لمواجهة تهديدات المستقبل.

كما يعد سلاح الطاقة الموجه خطوة مبتكرة في التكنولوجيا العسكرية، مع إمكانيات واسعة لتعزيز الأمن وتقليل التكاليف، ما يجعل بريطانيا في طليعة الدول التي تعتمد تقنيات دفاعية جديدة لمواجهة التهديدات المتطورة.