يحمل حقل زلطن أهمية حاسمة لقطاع النفط في ليبيا، إذ إنه يُعد أول اكتشاف تجاري في الدولة النفطية، لكنه تعرّض مثل غيره لتوقف الإنتاج لمدة وصلت إلى 10 سنوات.
اكتُشف الحقل النفطي في عام 1959، وبدأ إنتاج النفط منه لأول مرة في عام 1961، بمعدل تدفق نحو 17 ألفًا و500 برميل يوميًا، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويقع الحقل عند سفح جبال زلطن على بُعد 169 كيلومترًا إلى الجنوب من مدينة البريقة في منطقة الامتياز رقم 6، وهو أكبر حقل نفطي في خليج سرت.
معلومات حقل زلطن
تدير الحقل البري، المعروف أيضًا باسم حقل ناصر، شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، الرائدة في مجال التنقيب عن النفط والغاز وتطويرهما في ليبيا، وهي مدرجة في البورصة ومقرها مرسى البريقة.
وفي أغسطس/آب من عام 2023، أعلنت مؤسسة النفط الانتهاء من حفر البئر التطويرية رقم (C347-6) في حقل زلطن، التي حقّقت معدل تدفق بنحو 1100 برميل يوميًا.
احتياطيات حقل زلطن
حسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن، قُدرت احتياطيات حقل زلطن في عام 1959 عند 2.5 مليار برميل على عمق يتراوح بين 5 آلاف و500 قدم و7 آلاف و600 قدم تحت الأرض.
و"زلطن" هو أكبر حقل نفطي في خليج سرت، ويضم 229 بئرًا، ويستعمل نظامًا للرفع بالغاز، وهو أول حقول النفط الرئيسة في ليبيا.
كما يُعد حقل زلطن أحد أكبر حقول النفط في ليبيا، ويبعد نحو 170 كيلومترًا جنوب ميناء البريقة، وينتج حاليًا نحو 30 ألف برميل يوميًا من مجموع 120 بئرًا منتجة.
تحديات حقل زلطن
تأثر حقل زلطن بتحديات كثيرة عرقلت مسيرة الإنتاج، وكان أبرزها الحرب والاضطرابات التي أعقبت سقوط الرئيس الراحل معمر القذافي.
وفي يونيو/حزيران (2024)، طالب العاملون بحقل زلطن وزارة المالية بصرف رواتب شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، محذرين من التصعيد، حال عدم الاستجابة إلى مطالبهم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، أعلنت مؤسسة النفط الوطنية المسؤولة عن قطاع المحروقات في ليبيا إعادة تشغيل بئر كبيرة في حقل زلطن بعد عشر سنوات من التوقف.
وكانت البئر (C258H-6) مقفلة منذ شهر أبريل/نيسان (2013)، نتيجة ضعف الإنتاج وكثرة إنتاج المياه المصاحبة التي وصلت إلى أكثر من 97% من طبقة زلطن.
وبحسب المؤسسة، جاء استئناف تشغيل البئر بعد الانتهاء من أعمال الصيانة باستعمال منصة (Workover Rig) لعزل طبقة زلطن المُنتجة للمياه، واستكمال طبقة الحراش العلوية، وعملية التحسين بالحامض (Acid stimulation)، ووصل حجم إنتاجية البئر 3 آلاف و326 برميلًا من النفط يوميًا بنسبة 100% ودون مياه مصاحبة.
وفي سبتمبر/أيلول (2020)، أعلنت المؤسسة وقف تسرب النفط جراء فوران البئر رقم (C166-6)، دون أضرار أو إصابات.
وفي سبتمبر/أيلول (2018)، كشف مهندس في شركة سرت النقاب عن اندلاع حريق في حقل زلطن جراء تسريب في محطة للمعالجة، وجرت السيطرة عليه، لكن مع إصابة أحد العمال هناك.
وفي ديسمبر/كانون الأول (2017)، لقي 3 عمال مصرعهم، وأُصيب رابع جراء تسرب غاز كبريتيد الهيدروجين في أثناء تنفيذ أعمال الصيانة الدورية بمعمل الغاز في حقل زلطن.
إنتاج النفط في ليبيا
يمثّل إنتاج النفط مصدر الدخل الرئيس في ليبيا العضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، ويمثّل نحو 90% من نشاطها الاقتصادي.
وبنهاية عام 2022، أشارت تقديرات إلى أن احتياطيات النفط المؤكدة في ليبيا تبلغ 48.4 مليار برميل، وبلغ حجم الإنتاج 1.17 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار، في مقابل 1.18 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، وفق التقرير الشهري لأوبك، ويُقارن ذلك بالانخفاض الحاد إلى 462 ألف برميل يوميًا في عام 2011.
وتجاوز إنتاج النفط الليبي في العام الماضي نحو 432 مليون برميل، وعلى مدار العام استقرت معدلات الإنتاج قرب مستوى 1.2 مليون برميل يوميًا.
وأعلنت مؤسسة النفط الليبية في 11 يونيو/حزيران (2024)، أنها تعكف على تنفيذ خطة تستهدف حفر 121 بئرًا جديدة، لاستكشاف موارد النفط والغاز واستغلالها، بالإضافة إلى صيانة نحو 1335 بئرًا أخرى لضمان استدامة إنتاج النفط.
شركة سرت
تأسّست شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز في عام 1981، وهي إحدى شركات النفطة الوطنية التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط.
وتتولى "سرت" استكشاف وإنتاج وتصنيع النفط والغاز، ونقل الغاز إلى المستهلكين عبر الخط الساحلي، بالإضافة إلى تحقيق مستهدفات الخطط المعتمدة من قبل الجمعية العمومية.
وكانت شركة سرت معروفة باسم "إسو ستاندرد ليبيا" التي كانت أولى الشركات التي تعثر على النفط في ليبيا بكميات تجارية في حقل زلطن خلال عام 1959، وهو ما شجع الشركات الأخرى على الإقبال على الاستثمار في التنقيب عن النفط بالصحراء.
وفي 1969، انسحبت "إكسون" (الشركة الأم لإسو ستاندرد) من ليبيا، وفي1981 تشكلت شركة سرت بوصفها شركة وطنية مملوكة بالكامل للدولة.
وبعدها تنامى النشاط الاستكشافي برًا، ثم امتد بحرًا، وسجلت في عام 1983 اكتشافيْن مهميْن للنفط والغاز في المياه الإقليمية، وفق بيانات الشركة المنشورة عبر موقعها الرسمي.
وتحقيقًا لهدف التكامل، نُقلت تبعية خط نقل الغاز الساحلي (البريقة- الخمس) إلى شركة سرت، كما دمجت بها الشركة الوطنية للكيميائيات النفطية في أكتوبر/تشرين الأول (1990)، لتنشأ شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، وأصبح نشاطها يشمل تكرير الخام وإسالة الغاز الطبيعي وتصنيع البتروكيماويات وتزويد المستهلكين بالغاز الطبيعي، بالإضافة إلى نشاطها الرئيس في استخراج النفط والغاز وإنتاجهما.
نرشح لكم..
اقرأ أيضًا..
- تغطية خاصة وحصرية لبيانات وحدة أبحاث الطاقة (هنا).
0 تعليق