قال وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، الثلاثاء، إن بلاده تهدف إلى التوصل لاتفاق مع سوريا على ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط بعد تشكيل حكومة دائمة في دمشق.

وذكر أورال أوغلو، للصحافيين في العاصمة أنقرة، أن مثل هذه الصفقة ستسمح للبلدين "بتحديد مساحات نفوذهما" للتنقيب عن النفط والغاز، مضيفاً أن أي اتفاق مستقبلي سيكون متوافقاً مع القانون الدولي.

وكانت اتفاقية بحرية مماثلة وقعت بين تركيا وليبيا في عام 2019 قد زادت من حدة التوترات بين الحكومة في أنقرة واليونان بشأن استكشاف الطاقة في البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف الوزير التركي أن التقدم في التفاوض على صفقة بحرية يتطلب سلطة سياسية مستقرة في سوريا، لافتاً إلى أن تركيا تريد التعاون في مشاريع البنية الأساسية، بما في ذلك الموانئ.

نفوذ متزايد

وتماشيا مع الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي بذلتها دول أخرى في المنطقة، عرضت تركيا المساعدة في إعادة بناء سوريا.

وساندت تركيا فصائل المعارضة المسلحة السورية التي أطاحت بنظام الرئيس بشار الأسد، في 8 ديسمبر الجاري، مما أنهى حرباً أهلية استمرت 13 عاماً، وهي على اتصال وثيق بالحكومة المؤقتة الجديدة هناك.

وأعادت أنقرة فتح سفارتها في دمشق، منتصف ديسمبر، بعد زيارة رئيس المخابرات التركية للعاصمة السورية.

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، بأن أنقرة ستحسن العلاقات مع سوريا في مجالات تضم التجارة والطاقة والدفاع.

وبرزت تركيا كواحدة من الدول الرئيسية التي أكدت نفوذها في إعادة تشكيل المشهد السياسي في سوريا بعد انهيار نظام الرئيس السابق بشار الأسد في وقت سابق من هذا الشهر.

ولدى أنقرة حوافز قوية في دعم حكام سوريا الجدد حيث تستضيف تركيا حوالي 3 ملايين مهاجر سوري، بينما ستكون الشركات التركية في طليعة المستفيدين من جهود إعادة الإعمار بعد الحرب.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد الاثنين، على أن وحدة الأراضي السورية مبدأ لا يتغير بالنسبة لتركيا، وأنها لن تتراجع عنه، لافتاً إلى أن زيارات المسؤولين الأتراك لدمشق ستتزايد في الفترة المقبلة.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إنه أكد لقائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، وزعيم "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، في دمشق على ضرورة وحدة الأراضي السورية ودعم بلاده للشعب السوري في المرحلة المقبلة.