الاختبارات التقليدية لقياس الذكاء تعتمد على معايير تشمل مهارات اللغة، وحل الألغاز، وكذلك قدرة الفرد على إنجاز المهام بسرعة وكفاءة.

وفقًا لما ذكره ميشيل توماس، خبير علم النفس في جامعة بيركبيك، فإن هذه الاختبارات تجمع الدرجات النهائية للفرد وتُقارنها مع نتائج الآخرين. وتختبر هذه الاختبارات قدرة الشخص على تلقي المعلومات، الاحتفاظ بها، ومعالجة الأفكار بشكل تجريدي، بالإضافة إلى قدراته في المعالجة البصرية المكانية.

هل معدل الذكاء ثابت أم يتغير مع العمر؟

عند الحديث عن الذكاء، يبدو أن القدرات العقلية تظل ثابتة مع تقدم العمر.

يشير آلان كوفمان، خبير الذكاء من جامعة ييل، إلى أن اختبار الذكاء يعتمد على العمر وبالتالي يُقاس الذكاء بالنسبة إلى فئة العمر المحددة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن مقارنة معدل الذكاء بين الفئات العمرية المختلفة.

النتيجة المثالية لأي شخص في فئة عمرية معينة هي 100، أي أن المعدلات تبقى ثابتة بغض النظر عن تقدم العمر، فيظل الشخص في موقعه النسبي بين أقرانه.

كيف يتغير الذكاء مع التقدم في العمر؟

عند مقارنة معدلات الذكاء بين كبار السن والصغار، يصعب أحيانًا الحصول على نتائج دقيقة، نظرًا لاختلاف الفئات العمرية. لكن وفقًا لما ذكره كوفمان، يتم تصنيف معدل الذكاء للمراهقين والشباب بين 25 و34 عامًا على أنه 100. ثم، عند مقارنة الأداء بين الشباب وكبار السن، يمكن ملاحظة التغيرات التي تحدث نتيجة تقدم العمر، حيث قد يظهر انخفاض طفيف في المعدل مع مرور الزمن.

أنواع الذكاء وتغيراتها مع العمر

يشير الخبراء إلى أن اختبار الذكاء لا يقيس نوعًا واحدًا من الذكاء، بل يضم أنواعًا متعددة، مثل الذكاء السائل والذكاء المتبلور. وفي شرح لكوفمان، يُقاس الذكاء السائل (القدرة على حل المشكلات غير المألوفة) والذكاء المتبلور (المعرفة المكتسبة من التعليم والتجربة). ومع تقدم العمر، ينخفض معدل الذكاء السائل بشكل أسرع من الذكاء المتبلور.

وفقًا للدراسات، فإن الذكاء المتبلور يظل ثابتًا حتى منتصف العمر تقريبًا، حيث يرتفع تدريجيًا في فترة العشرينات والثلاثينات قبل أن يبدأ في الانخفاض مع تقدم السن. أما الذكاء السائل، فيبلغ ذروته في العشرينات ثم يبدأ في الانخفاض بشكل أسرع في مرحلة الأربعينات والخمسينات.

متى يكون الذكاء في أفضل حالاته؟

بحسب الخبراء، فإن منتصف الثلاثينات من العمر يُعتبر الوقت الذي يكون فيه الفرد في أقصى درجات الاستجابة العقلية والسرعة في المعالجة. ومع تقدم العمر، تزداد معرفة الشخص بالمفردات والمهارات المعرفية الأخرى التي اكتسبها على مر السنين، إلا أن سرعة الاستجابة تتباطأ تدريجيًا مع تقدم العمر.