مسؤول: خطوط أنابيب الهيدروجين تشكل خطرًا وإهدارًا للمال

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذّر مسؤول كبير في إحدى أكبر شركات شبكات الغاز في أوروبا من خطورة خطوط أنابيب الهيدروجين، مشيرًا إلى عدّة عقبات تحدّ من انتشارها.

ووفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، انتقد الرئيس التنفيذي السابق لشركة نقل الغاز الهولندية غاسوني (Gasunie) جورج فيربيرغ، مشروع إنشاء "العمود الفقري" للهيدروجين في المملكة المتحدة.

واقترحت شركة الغاز الوطنية في بريطانيا (National Gas) مشروع الاتحاد (Project Union)، الذي سيعمل على إعادة استعمال خطوط أنابيب نقل الغاز الحالية، وبناء خطوط أنابيب جديدة لنقل الهيدروجين.

وتأتي جهود التحول إلى الهيدروجين في الوقت الذي حددت فيه المملكة المتحدة هدفًا لإزالة الكربون من شبكة الكهرباء بحلول عام 2035.

مخاطر خطوط أنابيب الهيدروجين

حذّر جورج فيربيرغ، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة نقل الغاز الهولندية "غاسوني" لمدة 12 عامًا حتى عام 2004، من أن اقتراح مشروع الاتحاد لتحويل خطوط الأنابيب الحالية للعمل بالهيدروجين بنسبة 100% قد يعرّض سلامة النظام وكفاءته التشغيلية للخطر، وفق التصريحات التي نقلتها منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).

وأُعلِن "مشروع الاتحاد" لأول مرة في عام 2021، وهو شبكة نقل واسعة النطاق من خطوط الأنابيب التي تحمل الهيدروجين بنسبة 100%، تمتد على طول المملكة المتحدة وعرضها -من سانت فيرغوس في أقصى شمال شرق إسكتلندا إلى ساوثهامبتون في جنوب إنجلترا، وإلى المراكز الصناعية في شمال غرب وشمال شرق إنجلترا- وتتصل بشبكات توزيع الهيدروجين في التجمعات الصناعية في جميع أنحاء البلاد.

ويتضمن مشروع خطوط أنابيب الهيدروجين إعادة استعمال أجزاء من نظام نقل الغاز الوطني، الذي يبلغ طوله 5 آلاف ميل، لنقل الهيدروجين بنسبة 100%.

وسيعمل المشروع في البداية على إنشاء شبكات نقل محلية لربط مواقع إنتاج وتخزين الهيدروجين الإستراتيجية بالتجمعات الصناعية.

وفي النهاية، ستُربط هذه الشبكات الإقليمية لإنشاء شبكة نقل هيدروجين بطول 1500 ميل عبر بريطانيا العظمى، كما سيوفر خيار التوسع خارج هذه الشبكة الأولية لتوصيل مستهلكين إضافيين في المستقبل، وفق ما جاء بالموقع الرسمي لشركة الغاز الوطنية في بريطانيا (National Gas).

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، سيعمل مشروع الاتحاد على إنشاء شبكة نقل مرنة وفتح سوق هيدروجين تدعم نمو إنتاج الهيدروجين في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وتوفر خيارًا منخفض الكربون للشركات الكبرى، وتضمن استمرار أمن الإمدادات من خلال تخزين الغاز منخفض الكربون.

خطوط أنابيب الغاز في المملكة المتحدة
خطوط أنابيب الغاز في المملكة المتحدة - الصورة من الموقع الرسمي لشركة الغاز الوطنية

تحويل محطات الغاز إلى الهيدروجين

في سياقٍ متصل، أشارت حكومة المملكة المتحدة إلى أنها قد تدعم بعض محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز للتحول إلى الهيدروجين، إذ تقدّم قواعد جديدة صارمة لمحطات الوقود الأحفوري الجديدة التي تسعى للحصول على تصاريح ومدفوعات السعة.

وضمن خطة عمل الطاقة النظيفة 2030، التي صدرت في 13 ديسمبر/كانون الأول 2024، قالت وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني (DESNZ)، إنها تستكشف طرقًا للسماح لمحطات الكهرباء التي تعمل بالغاز الحالية بالخروج من اتفاقيات الدعم طويلة الأجل الموقّعة جزءًا من آلية سوق الطاقة في المملكة المتحدة، والتحول إلى مخطط دعم الهيدروجين الذي أُعلِن الأسبوع الماضي.

وقالت الوزارة، إن المرافق يُمكن أن تتحول -أيضًا- إلى مخطط دعم احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) لمحطات الكهرباء، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي أحدث مزاد لسوق الطاقة في المملكة المتحدة، حصل مشغّلو نحو 31.6 غيغاواط من الكهرباء التي تعمل بالغاز على مدفوعات للحفاظ على السعة متاحة، حتى لو لم تُستعمل.

وعادةً ما تكون العقود لمدّة عام واحد، وتُحْجَز لمدّة 4 سنوات أو سنة واحدة مقدمًا، إلّا أنه يُسمح لأصول الغاز الجديدة في وقت التسليم الأول بعقود تصل إلى 15 عامًا، مع السماح للمحطات المجددة بعقود مدّتها 3 سنوات.

وتأتي الخطوة الجديدة، التي تقول وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني، إنها "تستكشفها" بصفتها واحدة من الطرق المحتملة لإزالة الكربون من سوق الطاقة في المملكة المتحدة، في الوقت الذي تتحرك فيه البلاد لإجبار منتجي الكهرباء بالغاز على إزالة الكربون.

قواعد إزالة الكربون في المملكة المتحدة

وفق تحديثات قطاع الكهرباء لدى منصة الطاقة المتخصصة، تنص قواعد الاستعداد لإزالة الكربون المقترحة على أن يقدّم مطوّرو محطات الكهرباء الجديدة التي تعمل بالغاز، والذين يسعون للحصول على تصاريح بيئية بدءًا من فبراير/شباط 2026، "تقرير الاستعداد لإزالة الكربون"، الذي يحدد كيف ومتى سيتحولون إمّا إلى الهيدروجين، أو احتجاز الكربون وتخزينه.

وكان على المطورين الذين يسعون للحصول على إذن تخطيط لمحطات الغاز التي تبلغ قدرتها 300 ميغاواط أو أكثر، أن يُثبتوا جاهزيتهم لاحتجاز الكربون وتخزينه منذ عام 2013.

قطاع الكهرباء في المملكة المتحدة

ومع ذلك، فإن القواعد الجديدة تزيل حاجز 300 ميغاواط، وتقدّم لأول مرة القدرة على التحول إلى الهيدروجين بدلًا من ذلك، بحسب ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت".

وعلاوة على ذلك، فإن أيّ محطات كهرباء جديدة أو مجددة تسعى للمشاركة في مزاد سوق الطاقة لعام 2026 ستحتاج -أيضًا- إلى تقديم تقرير الاستعداد لإزالة الكربون.

والهدف هو ضمان بناء محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز "جاهزة للهيدروجين" (أو جاهزة لالتقاط الكربون وتخزينه)؛ إلّا أن مسودة مشروع القانون الجديد لا تعطي جدولًا زمنيًا محددًا للتحويل.

وأشارت خطة عمل الطاقة النظيفة 2030 إلى أن تحويل الهيدروجين إلى كهرباء يُمكن أن يؤدي "دورًا رئيسًا" في إزالة الكربون من شبكة المملكة المتحدة، من خلال توفير سعة احتياطية في أوقات انخفاض توليد الطاقة المتجددة.

وسيتطلب هذا من المشغّلين تقليل أحمال التشغيل بمرور الوقت، مع تزايد طاقة الشبكة في المملكة المتحدة المتجددة.

ومع ذلك، بالإضافة إلى المستوى العالي من مخاطر الاستثمار، فإن تحويل الهيدروجين إلى كهرباء يعتمد -بشكل كبير- على الوصول إلى شبكة الهيدروجين، بحسب خريطة الطريق؛ ما يشير إلى أن الحكومة، التي انتُخبت في يوليو/تموز الماضي، تؤيد عمومًا دعم خطوط أنابيب الهيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تصريحات الرئيس السابق لشركة غاسوني الهولندية من منصة "هيدروجين إنسايت".
  2. معلومات إضافية عن مشروع خطوط أنابيب الهيدروجين في بريطانيا من الموقع الرسمي لشبكة نقل الغاز الوطنية.
  3. دعم الحكومة البريطانية لتحول محطات الغاز إلى الهيدروجين من منصة "هيدروجين إنسايت".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق