استضاف حزب الوعي، أمس، المفكر والسياسي الدكتور حسام بدراوي، في جلسة حوارية حول المستقبل السياسي في مصر.
ورحب الدكتور باسل عادل رئيس حزب الوعي، بالدكتور حسام بدراوي، مشيرًا إلى أنه رغم أن عمر حزب الوعي لم يتجاوز الثلاثة أسابيع إلا أنه تم تنفيذ العديد من الأنشطة تشمل حملة طرق الأبواب وزيارة محافظتي الإسكندرية وبورسعيد للتعريف بالحزب، بالإضافة إلى الاشتباك مع القضايا الوطنية وتقديم أوراق بحثية حول المشكلات الملحة.
وأعلن عادل، خلال اللقاء، أن الحزب يجهز احتفالية تدشين الحزب يوم 11 يناير بقصر عابدين بحضور كبار الرموز والشخصيات المصرية والعربية.
وأضاف أن الحزب أطلق استمارة العضوية ويرحب بانضمام الشباب والمرأة لبناء تجربة سياسية مختلفة.
ومن جانبه، طالب بدراوي، الأحزاب والتكتلات الانتخابية بتعزيز التعاون، خاصة بين الأطراف التي تشترك في أيديولوجيات متقاربة، لمواجهة التحديات السياسية الراهنة، واقترح تشكيل تحالف سياسي من أحزاب الليبرالية الاجتماعية.
ودعا بدراوي إلى تشكيل مجلس أمناء للأحزاب الليبرالية الاجتماعية، مشيرا إلى أنه فقط في هذه الحالة يمكن أن تتواصل الدولة مع هذا التحالف ويلتف من حوله الملايين من المصريين.
وحول الانتخابات القادمة، قال بدراوي إن هناك مقدمات لوجود أمل في إجراء انتخابات بشكل مختلف، موضحًا أنه يوجد رأيين في هذا الأمر، الأول يرى أن البلد مستقرة والأمن مسيطر وبالتالي ستجرى الانتخابات بنفس الطرق السابقة، وهذا ما قد يؤدي إلى حدوث أزمات كثيرة، والثاني من داخل النظام يرى أن هناك ضرورة لوجود برلمان مختلف به تمثيل للمعارضة وحرية رأي وتعبير وهذا ما سيتضح خلال الشهور القادمة.
وطالب بدراوي بضرورة بناء جدار من الثقة بين المواطن والحكومة لأن الناس لا تصدق الحكومة ولو وجدوا شخصيات تعبر عنهم سيقفون من ورائها.
وشدد المفكر السياسي على ضرورة الفصل بين السلطات لتحقيق المساءلة وسيادة القانون والحد من الفساد.
وأشار إلى أن التيار الديني المتطرف يستمد قوته من التماسك والتوافق المستمر بين أعضائه، وهو ما يستدعي من الدولة أن تملأ الفراغ السياسي بأحزاب مدنية متماسكة لتحقيق تأثير سياسي فعال.
وحذّر بدراوي من محاولة الأحزاب منافسة مؤسسات الدولة في أداء أدوارها الأساسية، لا سيما في قطاعات مثل التعليم والصحة والنقل.
وأوضح أن هذه المجالات تعد من اختصاص الدولة الذي لا يمكن الاستغناء عنه، مشددًا على أهمية تكامل الأدوار بين الأحزاب والدولة بدلًا من التنافس.
وتناول بدراوي التحديات التي تواجه النواب والأحزاب في التواصل مع الناخبين، مشيرًا إلى أن اتساع الدوائر الانتخابية يعيق البعض عن الإلمام بشؤون دوائرهم بشكل كامل، مما يؤثر على قدرتهم على التفاعل مع احتياجات الجمهور، متسائلا عن ما إذا كانت الدولة ستسمح للأحزاب المختلفة بالتواصل مع الجماهير.
وأكد بدراوي ضرورة استقطاب الشخصيات ذات الثقل المجتمعي إلى الحياة السياسية لتعزيز مكانة الأحزاب ودورها في المجتمع، مشيرًا إلى أن التعاون والتوافق بين الأحزاب هو المفتاح لتحقيق مستقبل سياسي أفضل لمصر.
وتابع بدراوى أن المجتمع المصري ينظر للسياسيين بشكل فردي أكثر من اهتمامه بأيديولوجية الحزب، بالإضافة إلى ثقافة حب المواطن المصري للسلطة التنفيذية من خلال تفضيل التواصل مباشرة مع المحافظين ومديريات التعليم والقطاعات الخدمية.
وختم بدراوى أنه يجب أن يكون سقف طموح المعارضة مرتفعا، بحيث تسعي لتأهيل مرشح 2000 برلماني لتستخلص منهم ما بين 150 إلى 200 نائب برلماني، خاصة وأن المعارضة شيء صحي ومفيد للنظام في منع حدوث ثورات أو انقلابات والعمل علي الإصلاح من الداخل.
0 تعليق