كم نحن نحتاج إلى الفرح

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
كم‭ ‬أنت‭ ‬عزيز‭ ‬علينا‭ ‬أيها‭ ‬الفرح،‭ ‬بك‭ ‬نجدد‭ ‬الحياة،‭ ‬ونرتبط‭ ‬بمن‭ ‬نحبهم‭ ‬ونتعلق‭ ‬دائمًا‭ ‬بالأمل‭ ‬الذي‭ ‬يقودنا‭ ‬لعمل‭ ‬الخير‭ ‬والصلاح‭.‬

أنت‭ ‬أيها‭ ‬الفرح‭ ‬من‭ ‬نعم‭ ‬الله‭ ‬علينا،‭ ‬وواجبنا‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬عليك،‭ ‬ولا‭ ‬نترك‭ ‬ما‭ ‬يعكر‭ ‬علينا‭ ‬صفو‭ ‬الحياة‭ ‬وأملها‭ ‬المرتجى‭... ‬مطلوب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نفرح‭ ‬وواجبنا‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬نغرس‭ ‬الفرح‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الآخرين‭ ‬القريبين‭ ‬منا‭ ‬أو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تربطنا‭ ‬بها‭ ‬علاقات‭ ‬إنسانية‭ ‬وثيقة‭ ‬ومصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬فوسائل‭ ‬الفرح‭ ‬عديدة،‭ ‬ويعجز‭ ‬المرء‭ ‬عن‭ ‬تعدادها،‭ ‬بينما‭ ‬الحزن‭ ‬طريقه‭ ‬قصير‭ ‬قد‭ ‬يداهمنا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬فيحبط‭ ‬أملنا‭ ‬في‭ ‬الرجاء‭ ‬للخير‭ ‬وينغض‭ ‬علينا‭ ‬الحزن‭ ‬الحياة‭ ‬ويجعلها‭ ‬كئيبة‭.‬

لقد‭ ‬تفنن‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬والمقروء‭ ‬والمسموع‭ ‬بنشر‭ ‬الأخبار‭ ‬المزعجة‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬سهلاً‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬بينما‭ ‬الأخبار‭ ‬المفرحة‭ ‬والتي‭ ‬تبعث‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬قليلة،‭ ‬ويتمنى‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬بوسائله‭ ‬المتعددة‭ ‬أن‭ ‬يوردوا‭ ‬الأخبار‭ ‬المفرحة‭ ‬لنفوسنا‭ ‬والرجاء‭ ‬والأمل‭... ‬كان‭ ‬الشعراء‭ ‬بعضهم‭ ‬تقرأ‭ ‬قصائدهم‭ ‬المتفائلة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬وبعضهم‭ ‬يتفنن‭ ‬في‭ ‬قصائد‭ ‬النكد‭ ‬والحزن،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬أحيانًا‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬لوحة‭ ‬فنية‭ ‬مبدعها‭ ‬يغرس‭ ‬فيك‭ ‬الأمل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الموضوع‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬الألوان‭ ‬ويتفاءل‭ ‬بما‭ ‬تسوده‭ ‬المحبة‭ ‬والوئام،‭ ‬وأحياناً‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬معزوفة‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬الشجن‭ ‬والحنين‭ ‬فتتذكر‭ ‬أوقاتك‭ ‬السعيدة‭ ‬ولحظات‭ ‬عمرك‭ ‬المشرقة‭.‬

فما‭ ‬أجمل‭ ‬الحياة‭ ‬بالتفاؤل،‭ ‬وما‭ ‬أجمل‭ ‬الدنيا‭ ‬بابتسامة‭ ‬ولو‭ ‬من‭ ‬طفل‭ ‬صغير‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬إلا‭ ‬براءة‭ ‬الطفولة‭ ‬فتشعر‭ ‬تجاهه‭ ‬بأيامك‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬للنكد‭ ‬طريقاً،‭ ‬وإذا‭ ‬بك‭ ‬تواجه‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬الكبر‭ ‬فتتضاعف‭ ‬الهموم‭ ‬وتصبح‭ ‬الحياة‭ ‬مكفهرة‭ ‬في‭ ‬وجهك‭ ‬وكأنك‭ ‬ما‭ ‬خلقت‭ ‬إلا‭ ‬للنكد‭.‬

حرام‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نزرع‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬ونفوس‭ ‬الآخرين‭ ‬الأمل،‭ ‬فما‭ ‬أجمل‭ ‬الحياة‭ ‬مع‭ ‬الابتسامة‭ ‬وما‭ ‬أجمل‭ ‬الحياة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬مبعث‭ ‬فرح‭ ‬للآخرين‭ ‬وتشاركهم‭ ‬جمال‭ ‬الحياة‭ ‬وتلاوينها‭ ‬المفرحة‭.‬

هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬إننا‭ ‬لا‭ ‬نواجه‭ ‬الصعاب‭ ‬والعقبات‭ ‬التي‭ ‬تبعث‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬التشاؤم‭ ‬ويسود‭ ‬بيننا‭ ‬الحزن،‭ ‬لكننا‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أعاصير‭ ‬الحزن‭ ‬بما‭ ‬حبانا‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬البقاء‭ ‬والتفاؤل‭ ‬بالغد‭ ‬واقتناص‭ ‬الفرص‭ ‬المبهجة‭ ‬لا‭ ‬تكبرا‭ ‬ولا‭ ‬رياء‭ ‬أو‭ ‬حسداً،‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتشارك‭ ‬حلو‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬ونحاول‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬منقصاتها‭ ‬أحياناً‭ ‬نستشهد‭ ‬بقول‭ ‬أبي‭ ‬العلاء‭ ‬المعري‭ ‬973‭ ‬–‭ ‬1057م‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬سليمان‭ ‬القضاعي‭ ‬التنوخي

 

تعبٌ‭ ‬كُلّها‭ ‬الحياةُ‭ ‬فما‭ ‬أعـجبُ

إلا‭ ‬من‭ ‬راغبٍ‭ ‬في‭ ‬ازدياد

للمعري‭ ‬وقته‭ ‬وظروفه،‭ ‬ونحن‭ ‬لنا‭ ‬وقتنا‭ ‬وظروفنا‭ ‬ولعلنا‭ ‬نتشهد‭ ‬بالقول‭: ‬تفاءلوا‭ ‬بالخير‭ ‬تجدوه‭... ‬والتفاؤل‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬بالعمل‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬الخير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسعاد‭ ‬الآخرين‭.‬

كم‭ ‬تمنينا‭ ‬أن‭ ‬تزول‭ ‬الهموم‭ ‬ويفرح‭ ‬الناس‭ ‬بالأيام‭ ‬الجميلة،‭ ‬فالمرء‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يعيش‭ ‬لنفسه‭ ‬وإنما‭ ‬يعيش‭ ‬للآخرين‭ ‬ومعهم‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬جميعًا‭ ‬التعاون‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬وتسخير‭ ‬العلم‭ ‬لما‭ ‬ينفع‭ ‬مجتمعنا‭ ‬ويسود‭ ‬فيها‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والدعة‭.‬

علينا‭ ‬إذا‭ ‬أن‭ ‬نفرح‭ ‬بما‭ ‬نعيشه‭ ‬وبما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬فالمرء‭ ‬المؤمن‭ ‬فينا‭ ‬يتفاءل‭ ‬بالخير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة،‭ ‬وسبحان‭ ‬الله‭ ‬نعم‭ ‬تمر‭ ‬بنا‭ ‬ظروف‭ ‬ومتاعب‭ ‬ومنغصات‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتعاون‭ ‬جميعًا‭ ‬كأسر‭ ‬ومجتمع‭ ‬لغرس‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والدعة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬وأن‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬وجوه‭ ‬أطفالنا‭ ‬البراءة‭ ‬التي‭ ‬نستمد‭ ‬منها‭ ‬أهمية‭ ‬الحياة‭ ‬والمستقبل‭ ‬فالشاعر‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬قال‭ ‬يوماً‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬قصائده‭ ‬‮«‬وبراءة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬عينيه‮»‬‭ ‬فما‭ ‬أجمل‭ ‬براءة‭ ‬الأطفال‭.‬

كان‭ ‬الفلاح‭ ‬أو‭ ‬المزارع‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬يفرح‭ ‬بالمراحل‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬النخلة‭ ‬فلكل‭ ‬أوان‭ ‬فرحه‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذه‭ ‬النخلة‭ ‬المباركة‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬صار‭ ‬ثمارها‭ ‬رطبًا‭ ‬تفاءل‭ ‬بعطائها‭ ‬من‭ ‬التمور‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬غذاء‭ ‬المستقبل،‭ ‬كما‭ ‬يتفاءل‭ ‬البحار‭ ‬وهو‭ ‬ينصب‭ ‬‮«‬الحظرة‮»‬‭ ‬من‭ ‬جريد‭ ‬النخيل‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬متفائلاً‭ ‬وراجيًا‭ ‬أن‭ ‬تدر‭ ‬عليه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الأسماك‭ ‬يأكلها‭ ‬أو‭ ‬يبيعها‭ ‬أو‭ ‬يخزنها‭ ‬بالملح‭ ‬للمستقبل‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يدري‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬ماذا‭ ‬سيكون‭ ‬عطاؤها‭ ‬ولكن‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬يجعله‭ ‬يأمل‭ ‬الكثير‭.‬

حياتنا‭ ‬مليئة‭ ‬بالأمل‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬كما‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنغصات‭ ‬ولكننا‭ ‬نعيش‭ ‬دائمًا‭ ‬بالأمل،‭ ‬والفرح‭ ‬شيء‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الله‭ ‬يبارك‭ ‬لكم‭ ‬في‭ ‬حياتكم‭ ‬ويدخل‭ ‬السرور‭ ‬والفرح‭ ‬إلى‭ ‬نفوسكم؛‭ ‬ففرحكم‭ ‬هو‭ ‬فرح‭ ‬لنا‭ ‬وتفاؤلكم‭ ‬يزرع‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬التفاؤل‭ ‬والفرح‭ ‬فالحياة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬تتطلب‭ ‬منا‭ ‬التعاون‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتآزر‭ ‬لخير‭ ‬الجميع،‭ ‬فما‭ ‬أجملك‭ ‬أيها‭ ‬الفرح،‭ ‬أدام‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬ومتعنا‭ ‬بطاقة‭ ‬الإبداع‭ ‬والتميز‭ ‬لخير‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬فكما‭ ‬كنا‭ ‬نقول‭ ‬في‭ ‬أمثالنا‭ ‬الشعبية‭ ‬‮«‬كلنا‭ ‬عيال‭ ‬قرية،‭ ‬وكل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬يعرف‭ ‬خيه‮»‬‭ ‬فما‭ ‬أجمل‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تربطنا‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضاً‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬آمن‭ ‬ومستقر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

وعلى‭ ‬الخير‭ ‬والمحبة‭ ‬نلتقي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق