08:28 م الأربعاء 25 ديسمبر 2024

سهر عبد الرحيم

شهدت عدة مدن سورية اليوم الأربعاء اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات الأمن السوري.بعد خروج العشرات من العلويين في تظاهرة بسبب هجوم مفترض على مقام تابع للعلويين وهو ما نفاه وزير الإعلام السوري.

وتأتي هذه الاشتباكات والاحتجاجات بعد يوم واحد فقط من تحذير وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي قال: "على من يعتقدون أنهم حققوا انتصارات في سوريا أن يتمهلوا في الحكم، فالتطورات المستقبلية تحمل الكثير".

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر وقوع اشتباكات عنيفة شهدتها مدن سورية، اليوم الأربعاء، احتجاجًا على الاعتداء على مقام الشيخ "أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي"، مؤسس المرجعية العلوية، والمعروف باسم مقام "الشيخ يبرق" في مدينة حلب.

لكن وزير الإعلام السوري، خرج ليؤكد أن الفيديو الذي انتشر لاشتعال النار في مقام الشيخ العلوي هو فيديو قديم وليس خلال الأحداث الحالية.

فيما كشفت وزارة الداخلية في سوريا، يوم الأربعاء، أن فيديو اعتداء مسلحين على مقام "أبو عبد الله الحسين الخصيبي" في منطقة ميسلون بمدينة حلب، هو فيديو "قديم".

وأوضحت الوزارة في بيانها: "انتشرت اليوم على بعض مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حادثة اقتحام واعتداء على مقام الشيخ أبي عبد الله الخصيبي أحد المزارات الدينية لإحدى الطوائف في محافظة حلب، وتم الترويج لهذه المقاطع على أنها حدثت مؤخرا".

وأضاف البيان: "نؤكد أن الفيديو المنتشر هو فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب أقدمت عليه مجموعات مجهولة، كما أن أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية". واعتبر أن "الهدف من إعادة نشر مقاطع هو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا".

وقد أدى انتشار هذا الفيديو إلى خروج المئات في مظاهرات في اللاذقية وجبلة، على الساحل السوري. فيما مصدر في وزارة الداخلية، إن الاشتباكات أسفرت عن وقوع قتيلين و 4 جرحى من قوات الوزارة، وتركزت الاشتباكات في مدن اللاذقية وطرطوس وحمص، تلك المدن التي يعيش فيها جزء كبير من الطائفة العلوية، وطالب المحتجون بمحاسبة الفاعلين.

وفي مدينة طرطوس الساحلية، وقعت اشتباكات بين مسلحين وقوى الأمن التابعة لإدارة العمليات العسكرية، وذلك بعد رفض عدد من الأهالي تفتيش منازلهم في قرية خربة المعزة في المدينة، وأحرق المسلحون سيارة تابعة للأمن مع سقوط قتلى من الطرفين، حسبما أفاد به "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

ومن جانبها، أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، اليوم الأربعاء، في بيان رسمي لها، فرض حظر تجوال في محافظتي حمص واللاذقية، وذلك بعدما شهدت المحافظتين مظاهرات واشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن احتجاجًا على استهداف أفراد من الطائفة العلوية.

وحدد البيان ساعات حظر التجوال، في حمص من الساعة 6 مساءً وحتى الساعة 8 صباحً، أما اللاذقية فمن الساعة 8 مساءً حتى الساعة 8 صباحًا.

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، ذكر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن "من يعتقدون حاليًا بتحقيق انتصارات مؤكدة في سوريا، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان"، حسبما نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا".

وقبل يومين، توقع المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، خلال مشاركته في احتفالية دينية في العاصمة طهران، من عودة المقاتلين في سوريا ضد القيادة الجديدة، قائلًا: "أتوقع أن يشهد المستقبل ظهور مجموعة شريفة وقوية في سوريا".

وبعد سيطرة الفصائل المسلحة السورية على البلاد في 8 ديسمبر الجاري وهروب بشار الأسد، أكد قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، نهاية النفوذ الإيراني في البلاد.