تمنى الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب للأمريكيين عيد ميلاد سعيدًا، أمس الأربعاء، لكن رسائلهما لا يمكن أن تكون أكثر اختلافًا: حيث يهدف بايدن إلى رفع معنويات أولئك الذين قد يعانون من موسم الأعياد هذا، بينما اختار ترامب أن يستغل هذا اليوم كفرصة لتهديد الدول الأخرى وانتقاد خصومه السياسيين، وفقًا لمجلة نيوزويك، ومع مغادرة بايدن لمنصبه في غضون أسابيع قليلة، فإنه ظهر علنًا ويجلب البهجة في الأعياد لمن هم في حاجة إليها.

بينما يستعد ترامب لإدارته القادمة، يواصل التركيز على خصومه السياسيين الذين يعتقد أنهم ظلموه في خسارته في انتخابات 2020 والقضايا الجنائية المتعددة المرفوعة ضده. من بين القضايا الجنائية الأربع المرفوعة ضد ترامب، والتي دفع فيها ببراءته من جميع التهم، تم رفض اثنتين والقضيتان الأخريان في طي النسيان. كما كان الرئيس المنتخب يضايق بنما وكندا وجرينلاند بشأن ملكية أراضيها.

ونشر ترامب سلسلة من رسائل عيد الميلاد على منصته الاجتماعية Truth Social يوم الأربعاء. بدأت الرسائل ببهجة وسرور مع تمنيات سعيدة وصورة للرئيس المنتخب وزوجته السيدة الأولى القادمة ميلانيا ترامب، ولكن بعد ذلك اتخذت الأمور منعطفًا آخر، وفي أحد المنشورات، وجه ترامب نداءً آخر للولايات المتحدة لتولي ملكية كندا وقناة بنما وجرينلاند، وكتب: "عيد ميلاد سعيد للجميع، بما في ذلك الجنود الصينيين الرائعين، الذين يديرون قناة بنما (حيث فقدنا 38 ألف شخص في بنائها قبل 110 سنوات) بمحبة، ولكن بشكل غير قانوني، ويتأكدون دائمًا من أن الولايات المتحدة تضع مليارات الدولارات في أموال "الإصلاح"، ولكن لن يكون لديهم أي شيء ليقولوه عن "أي شيء".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، اقترح ترامب أن الولايات المتحدة قد تستعيد السيطرة على قناة بنما من الحكومة البنمية إذا لم يتم فعل شيء للحد من تكاليف الشحن "الباهظة" المطلوبة لاستخدام الممر المائي، وقال الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو: "كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها ملك لبنما، وسيظل كذلك". كما قال مولينو إن الصين ليس لها أي تأثير على إدارة قناة بنما.

وتابع ترامب في تدوينته: "أيضًا، إلى حاكم كندا جاستن ترودو، الذي فرض ضرائب على مواطنيه مرتفعة للغاية، ولكن إذا أصبحت كندا الولاية رقم 51، فإن ضرائبها سوف تنخفض بنسبة تزيد عن 60٪، وسوف يتضاعف حجم أعمالها على الفور، وسوف تحظى بالحماية العسكرية مثل أي دولة أخرى في العالم. وبالمثل، إلى شعب جرينلاند، الذي تحتاجه الولايات المتحدة لأغراض الأمن القومي، والذي يريد أن تكون الولايات المتحدة هناك، وسوف نفعل ذلك!"

كان ترامب يطلق على ترودو، رئيس وزراء كندا، لقب "الحاكم" ويقترح أن تنضم كندا إلى الولايات المتحدة باعتبارها الولاية رقم 51، وقال الرئيس المنتخب أيضًا أثناء تسمية المؤسس المشارك لشركة باي بال كين هويري كاختياره لمنصب السفير في الدنمارك، "لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن ملكية جرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة".

واعتقد وزير الأمن العام الكندي دومينيك لوبلانك أن ترامب كان يمزح فقط عندما اقترح أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة خلال عشاء مع ترودو في أواخر الشهر الماضي، وقال لوبلانك، الذي حضر العشاء، للصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر: "كان الرئيس يقول بعض النكات، وكان الرئيس يمازحنا بالطبع حول هذه القضية، ولم يكن تعليقًا جادًا بأي حال من الأحوال".

وقال رئيس وزراء جرينلاند موت إيجيدي يوم الاثنين: "جرينلاند لنا. نحن لسنا للبيع ولن نكون للبيع أبدًا. يجب ألا نخسر نضالنا الطويل من أجل الحرية"، كما حافظ الرئيس المنتخب على تقليده في العطلة بشكر "المجانين اليساريين المتطرفين" في الولايات المتحدة.

وكتب ترامب: "عيد ميلاد سعيد للمجانين اليساريين المتطرفين، الذين يحاولون باستمرار عرقلة نظام محاكمنا وانتخاباتنا، ويلاحقون دائمًا المواطنين والوطنيين العظماء في الولايات المتحدة، ولكن بشكل خاص، خصمهم السياسي، أنا. إنهم يعرفون أن فرصتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي الحصول على العفو من رجل ليس لديه أي فكرة عما يفعله"، كتب ترامب في منشور آخر يوم الأربعاء.

وتابع: "أيضًا، إلى المجرمين السبعة والثلاثين الأكثر عنفًا، الذين قتلوا واغتصبوا ونهبوا مثل أي شخص آخر تقريبًا قبلهم، ولكنهم حصلوا للتو على عفو لا يصدق من جو بايدن النائم. أرفض أن أتمنى عيد ميلاد سعيدًا لهؤلاء "الأرواح" المحظوظة، ولكن بدلًا من ذلك، سأقول، اذهبوا إلى الجحيم! لقد أجرينا أعظم انتخابات في تاريخ بلدنا، والآن يضيء ضوء ساطع على الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفًا: "في غضون 26 يومًا، سنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى. عيد ميلاد سعيد!"

وأعلن الرئيس جو بايدن يوم الاثنين أنه سيخفف أحكام 37 سجينًا محكومًا عليهم بالإعدام فيدراليًا. سيظلون في السجن مدى الحياة ولن يُمنحوا إمكانية الإفراج المشروط، وكما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض يوم الاثنين: "كرس الرئيس بايدن حياته المهنية للحد من الجرائم العنيفة وضمان نظام عدالة عادل وفعال"،. "إنه يعتقد أن أمريكا يجب أن توقف استخدام عقوبة الإعدام على المستوى الفيدرالي، باستثناء حالات الإرهاب والقتل الجماعي بدافع الكراهية - ولهذا السبب تنطبق إجراءات اليوم على جميع الحالات باستثناء تلك الحالات".

كما خفف الرئيس أحكام ما يقرب من 1500 شخص حُكم عليهم بالحبس المنزلي أثناء جائحة كوفيد-19 وعفا عن 40 آخرين أدينوا بجرائم غير عنيفة، بما في ذلك ابنه هانتر بايدن، هذا الشهر.