كشفت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، أوابك، تأثير تراجع أسعار النفط عالميًا خلال الربع الثالث من العام الجاري (2024) في اقتصادات الدول العربية.
وقال أمين عام المنظمة المهندس جمال عيسى اللوغاني، اليوم الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، إن أسوق النفط على المدى القريب محاطة بحالة من عدم اليقين، يصعب معها تحديد مستوى معين قد تصله أسعار الخام.
وأضاف اللوغاني، بمناسبة إصدار تقرير المنظمة عن الربع الثالث لعام 2024 حول الأوضاع النفطية العالمية، أن التطورات في سوق النفط ألقت بظلالها على مستويات الأداء الاقتصادي في دول أوابك، إذ كان لانخفاض العائدات النفطية تأثير سلبي في أرصدة المالية العامة والحساب الخارجي.
وأوضح أنه على الرغم من التحديات المستمرة نتيجة التشتت الجغرافي والاقتصادي، فقد ظلت اقتصادات الدول الأعضاء ملتزمة بالإصلاحات الاقتصادية، مما أسهم في تباطؤ التضخم وتعزيز الاستثمار وسوق العمل.
النمو الاقتصادي
أكد اللوغاني، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن استمرار نمو النشاط الاقتصادي في القطاع غير النفطي في دول أوابك ساعد على تحقيق توازن مقابل تراجع القطاع النفطي.
وتوقّع الأمين العام، استمرار تباطؤ نمو القطاع النفطي على المدى القريب، تزامنًا مع قرار دول أوبك+ تمديد التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأوضح أن أداء الاقتصاد العالمي ظل مستقرًا خلال الربع الثالث، مع تحسُّن نسق النشاط الاقتصادي والناتج المحتمل في الاقتصادات المتقدمة.
وأشار إلى إسهام ذلك في استمرار التراجع بمعدلات التضخم، حتى مع استمرار الضغوط السعرية في بعض الاقتصادات وارتفاع أسعار الخدمات.
وقال، إنه رغم استقرار نمو أداء الاقتصاد العالمي، فإنه حمل في طيّاته بعض التباين في التطورات على مستوى الاقتصادات العالمية منفردة، متوقعًا أن يشهد الاقتصاد العالمي نموًا بمعدل 3.2% خلال عام 2025، وهو المعدل السائد خلال العام الحالي.
أسعار النفط
أشار أمين عام أوابك إلى تباين اتجاهات أسعار النفط الخام الفورية خلال الربع الثالث، اذ ارتفعت في يوليو/تموز الماضي بدعم من الطلب الموسمي القوي على النفط، وانخفاض توافر شحنات التحميل الفوري من الخامات الخفيفة منخفضة الكبريت في الأسواق الفورية.
كما تلقّت أسعار النفط خلال يوليو/تموز دعمًا من تزايد عمليات الشراء من قبل المصافي الأوروبية، والانخفاض الكبير في مخزونات النفط الخام ومخزونات البنزين الأميركية، مع ارتفاع هوامش التكرير في آسيا وساحل الخليج الأميركي، لا سيما منتجات التقطير الخفيفة والمتوسطة.
وأوضح اللوغاني أن الأسعار الفورية للنفط الخام تراجعت خلال شهرَي أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضيين، متأثرة بتزايد عمليات بيع العقود في الأسواق الآجلة للنفط الخام، والتوقعات السلبية بشأن سوق النفط الخام في الأمد القريب.
كما ساعد ضعف هوامش التكرير في جميع المراكز الرئيسة، بالاتجاه النزولي لأسعار النفط، فضلًا عن تباطؤ الطلب خلال موسم صيانة المصافي وزيادة توافر النفط الخام الخفيف منخفض الكبريت في حوض الأطلسي.
أسعار خامات أوبك
انخفض متوسط الأسعار الفورية لسلة خامات أوبك على أساس فصلي بنسبة 7.6% مقارنة بالربع السابق، ليصل إلى 78.8 دولارًا للبرميل، في الربع الثالث من العام.
وسجلت عقود خام برنت خسائر فصلية هي الأكبر لها في عام بلغت نسبتها نحو 17%، كما سجلت عقود خام غرب تكساس الأميركي أكبر خسائر فصلية لها منذ الربع الثالث لعام 2023، إذ بلغت نسبتها نحو 16% خلال المدة نفسها.
وأرجعت أوابك ذلك إلى تنامي التوقعات بشأن إمكان تباطؤ نمو الطلب على النفط خلال عامي 2024 و2025، مما يعكس ضعف النمو الاقتصادي مع تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع معدل البطالة وضعف نشاط التصنيع في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط عالميًا.
ويشير المهندس جمال اللوغاني إلى انكماش نشاط التصنيع في الصين -أكبر مستورد للنفط عالميًا-، مع انخفاض نمو الصادرات والاستثمار مع استمرار ضعف الطلب المحلي على الوقود وضعف هوامش التكرير.
إمدادات النفط
أوضح اللوغاني أن إمدادات النفط العالمية (نفط خام وسوائل الغاز الطبيعي) انخفضت بنسبة 0.4% بالربع الثالث من 2024، مقارنة بالربع السابق، لتصل إلى 102 مليون برميل يوميًا.
وأضاف أن الطلب العالمي على النفط ارتفع بنسبة 1.3% على أساس فصلي، ليصل إلى 104.7 مليون برميل يوميًا بدعم رئيس من ارتفاع الطلب في دول الأميركيتين ودول منطقة الشرق الأوسط والصين وروسيا وأفريقيا.
وكان لانخفاض الطلب على النفط في كل من الهند وباقي الدول الأسيوية النامية وباقي دول أوراسيا دور في الحدّ من ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال الربع الثالث من العام الحالي.
وشدد اللوغاني على أن إجمالي المخزونات النفطية العالمية التجارية والإستراتيجية انخفض بنسبة 0.2% على أساس فصلي، ليصل إلى نحو 9.2 مليار برميل في نهاية الربع الثالث 2024.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض توقعات الطلب على النفط والمعروض في 2025:
تغير المناخ
فيما يخص التطورات المتعلقة بتغير المناخ، يرى أمين عام أوابك أن الانبعاثات العالمية من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سجلت رقمًا قياسيًا جديدا بلغ 57.1 مليون طن في عام 2023، وأن موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2024 تطوَّر بسرعة، ليصبح أحد أكثر المواسم نشاطا وكثافة في التاريخ الحديث.
وقال: "دون تخفيضات جذرية في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، قد يواجه العالم ارتفاعًا في درجات حرارة الأرض بمقدار 3.1 درجة مئوية".
وأشار إلى وصول الطلب العالمي على الهيدروجين إلى مستوى قياسي جديد يتجاوز 97 مليون طن في عام 2023، مؤكدًا أن منطقة الشرق الأوسط شهدت نموًا ملحوظا في الطلب بأكثر من 6% على أساس سنوي بدعم من ارتفاع الطلب عليه في صناعة التكرير وصناعة الميثانول.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق