عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم من السوفيت إلى الغرب.. تحولات جيش أوكرانيا في 3 سنوات من الحرب - في المدرج
بعد نحو ثلاث سنوات تقريباً على الحرب مع روسيا، تغيّر الجيش الأوكراني بشكل كبير منذ أن عبرت قوات موسكو للمرة الأولى لغزو جارتها.
وبدأ الجيش الأوكراني كقوة من الحقبة السوفيتية، لكنه منذ ذلك الحين استوعب التكنولوجيا الغربية، ودفع نحو الحصول على معدات عسكرية جديدة محلية الصنع لتعويض خسائره، وتحسين الأصول القديمة، وفق مجلة NewsWeek الأميركية.
قدرات جوية
في الأشهر الأولى من عام 2023، تلقت أوكرانيا طلبيات من طائرات Mig-29 المقاتلة من الحقبة السوفيتية، والتي اعتاد الجيش الأوكراني على استخدامها من سلوفاكيا وبولندا.
ومع استمرار الضغط الأوكراني للحصول على طائرات مقاتلة غربية، تمكنت كييف أخيراً من استخدام طائرات الجيل الرابع طراز F-16 الأميركية الصنع في أغسطس الماضي.
وكانت الطائرات باهظة الثمن، التي قدمتها الدنمارك وهولندا وبلجيكا والنرويج، أكبر التزام بالمساعدات في الحرب، وتطلبت تدريباً مكثفاً للطيارين والطاقم الفني، فضلاً عن الكثير من البنية التحتية الجديدة والتخطيط.
وخسرت أوكرانيا طائرة F-16 واحدة على الأقل، وهو ما كان حتمياً في أي صراع نشط.
وقال الخبراء إن طائرات F-16 تمنح أوكرانيا دفعة قوية لتحديث قواتها الجوية، وتقرب جيشها من معايير حلف شمال الأطلسي.
الصواريخ
قدم حلفاء كييف مجموعة متنوعة من المعدات التي كانت جديدة على الجيش الأوكراني أثناء الحرب.
وتلقت أوكرانيا عدداً غير معروف من أنظمة الصواريخ التكتيكية "أتاكمس" من الولايات المتحدة، وهي صواريخ باليستية بعيدة المدى تُطلق من الأرض بمدى يقدر بنحو 300 ميل.
وأعطى الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لاستخدامها في عمق الأراضي الروسية الشهر الماضي، بعد أكثر من عام من استلام أوكرانيا للمعدات لأول مرة.
وبحسب وثائق البنتاجون، أرسلت واشنطن أيضاً أكثر من 40 نظاماً صاروخياً هيمارس، بالإضافة إلى الذخيرة الخاصة بالأنظمة.
وفي مناطق النزاع، استخدمت أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" التي زودتها بها بريطانيا وفرنسا، والتي يشار إليها أيضا باسم صواريخ سكالب، ويتم إطلاقها من طائرات F-16 والطائرات الأوكرانية من الحقبة السوفيتية، عندما يتم تعديلها.
واستخدمت أوكرانيا أيضاً العديد من الأسلحة الجديدة الأخرى في الحرب، مثل الذخائر العنقودية التي قدمتها لها الولايات المتحدة، والألغام الأرضية المضادة للأفراد، والقنابل الصغيرة التي تطلق من الأرض.
التكنولوجيا المحلية
كانت بعض التكنولوجيات التي حصلت عليها أوكرانيا من حلفائها، مثل صواريخ "أتاكمس" و"ستورم شادو"، خاضعة لقيود، يقول عنها المسؤولون في كييف إنها "تعيق جهودها الحربية".
وبجانب تسليم المساعدات، عملت أوكرانيا بجد لتطوير أسلحة جديدة محلياً، وهي غير مقيدة بالقواعد التي وضعها داعموها.
ومن بين هذه التكنولوجيا الطائرات بدون طيار المتفجرة بعيدة المدى التي أطلقتها أوكرانيا، والتي استهدفت بشكل متكرر أصولاً عالية القيمة تابعة لموسكو، على بعد مئات الأميال داخل الأراضي الروسية، وقادرة على الوصول إلى أكثر من ألف كيلومتر عبر الحدود.
وتعرضت القواعد الجوية والمرافق البحرية ومصافي النفط ومصانع الأسلحة في موسكو، وحتى عاصمتها، للهجوم من طائرات بدون طيار انتحارية من صنع أوكرانيا تم تطويرها طوال الحرب.
وقال صامويل بينديت، من منظمة CNA غير الربحية للأبحاث والتحليلات ومقرها واشنطن، إن الطائرات بدون طيار طويلة المدى التي تمتلكها أوكرانيا أصبحت الآن، على عكس ما كانت عليه قبل الحرب، "رخيصة نسبياً".
كما صمّمت أوكرانيا، وصنعت، ثم طورت عدداً لا يحصى من الطائرات بدون طيار قصيرة المدى، لاستخدامها على طول الخطوط الأمامية، وتستخدم في الاستطلاع، أو توجيه الضربات المدفعية أو تدمير المركبات المدرعة الروسية.
وأدى سباق موسكو وكييف لتطوير طائرات بدون طيار أفضل، وتدابير أكثر فعالية لمكافحة الطائرات بدون طيار، إلى تحفيز مسار مذهل لتطوير المركبات غير المأهولة.
وقال بينديت إنه منذ عام 2023، أصبحت الطائرات بدون طيار التي تعمل بنظام الرؤية من منظور الشخص الأول - FPV تهيمن على الصراع، لتصبح "السلاح التكتيكي المفضل" وتطور مدى طيرانها.
وأضاف أنه بين عامي 2022 و2024، أصبحت هذه الطائرات "أكبر حجماً وأكثر قوة"، وقادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام.
صواريخ قيد التطوير
تمتلك أوكرانيا أعداداً أكبر من صواريخ نبتون المضادة للسفن محلية الصنع في أوكرانيا، والتي يُنسب إليها إغراق السفينة الرائدة لأسطول البحر الأسود "موسفكا"، في المراحل الأولى من الحرب.
وأعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في أغسطس الماضي، أن أوكرانيا اختبرت بنجاح أول صاروخ باليستي محلي الصنع، ومنذ ذلك الحين أثار المزيد من الاختبارات للسلاح الذي لم يُذكر اسمه.
ويُعتقد أنه صاروخ Hrim-2، وهو صاروخ قيد التطوير منذ فترة طويلة ويُعتقد أن مداه التقديري يزيد قليلاً عن 300 ميل، وفقاً لما قاله جاكوب باراكيلاس، رئيس الأبحاث في استراتيجية الدفاع والسياسة والقدرات في الفرع الأوروبي لمؤسسة RAND.
وأكد باراكيلاس أن هذا المدى لن يكون كافياً لضرب موسكو، لكنه طويل بما يكفي لتهديد مواقع روسية رئيسية مثل القواعد الجوية أو مواقع تخزين الذخيرة وغيرها من المرافق العسكرية، عندما يتم إطلاقه من الأراضي الأوكرانية.
كما طورت كييف سلاحاً وصفته بأنه "طائرة صاروخية بدون طيار" أطلق عليها اسم "باليانيتسيا"، ومدفع هاوتزر أطلقت عليه اسم "بوهدانا".
الدفاع الجوي
طالبت كييف باستمرار بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، والصواريخ الاعتراضية لحماية سمائها وإسقاط الطائرات والصواريخ الروسية.
ومنذ فبراير 2022، قدم داعمو أوكرانيا مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي الجديدة، بما في ذلك صواريخ باتريوت الأميركية الصنع، وأنظمة Iris-T قصيرة المدى وSAMP/T.
ووفقاً لوثائق البنتاجون، قدمت الولايات المتحدة وحدها ثلاث بطاريات باتريوت، و12 نظاماً صاروخياً أرض-جو متقدماً، وأكثر من 3000 صاروخ ستينجر المضاد للطائرات، وهي أنظمة دفاع جوي محمولة أميركية.
كما استخدمت كييف المدافع المضادة للطائرات من طراز جيبارد المصنوعة في ألمانيا بفعالية كبيرة ضد طائرات "شاهد" بدون طيار الروسية الانتحارية المصممة إيرانياً.
كما حصلت أوكرانيا أيضاً على معدات مصممة لدمج مجموعة متنوعة من الأنظمة الغربية مع بنيتها التحتية التي كانت قائمة قبل الحرب.
الدبابات والمركبات المدرعة
حصلت أوكرانيا على مركبات مدرعة ودبابات من أنصارها، وضمتها إلى قواتها الحالية.
وتلقت أوكرانيا من الولايات المتحدة 31 دبابة قتال رئيسية من طراز أبرامز، بالإضافة إلى 45 دبابة من طراز T-72B.
كما أرسلت واشنطن ما يزيد على 300 مركبة قتالية من طراز Bradly، والتي طالما أشادت بها أوكرانيا، وأربع مركبات دعم لمركبات Bradley.
وأرسلت بريطانيا دباباتها القتالية الرئيسية من طراز Challenger-2. وأرسلت عدة دول نسخاً من دبابات ليوبارد المصنوعة في ألمانيا.
وتم دمج أنواع مختلفة من المركبات المدرعة، مثل حوالي 140 مركبة قتالية مشاة من طراز Marder من برلين وعشرات المركبات الاستطلاعية المدرعة من طراز AMX-10 RC من باريس، في الجيش الأوكراني.
كما تبرعت الولايات المتحدة بمركبات أخرى، مثل أكثر من 400 ناقلة جنود مدرعة من طراز سترايكر وأكثر من 1000 مركبة محمية ضد الألغام والكمائن.
وبجانب المعدات، جاءت تكتيكات جديدة. وتتحول أوكرانيا تتحول بشكل كامل إلى معايير حلف شمال الأطلسي في التخطيط والتشغيل.
0 تعليق