مع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مطلع ديسمبر 2024، بدأت الساحة الفنية والسياسية السورية تشهد زخمًا كبيرًا من المواقف والتصريحات التي تعكس رؤى مختلفة حول المرحلة القادمة.
وبين من دافع عن مواقفه السابقة ومن استقبل الحدث بتفاؤل وحذر، بدا أن الفنانين السوريين يشكلون جزءًا من المشهد السياسي والاجتماعي الجديد في سوريا.
سلاف فواخرجي: الدفاع عن الماضي والتطلع للمستقبل
واجهت الفنانة السورية سلاف فواخرجي حملة انتقادات بسبب دعمها السابق للنظام السوري.
وفي أول تعليق لها عبر حسابها على "فيسبوك"، دافعت عن مواقفها مؤكدة أنها تتصالح مع جميع مراحل حياتها.
وقالت: “تعلمت أن أتصالح مع كل مرحلة عمرية أو فكرية أو سياسية، صحيحة كانت أم خاطئة، لأنها تمثلني”.
وأكملت: “لم أدعِ يومًا أنني كنت على حق مطلق، فالحق ليس مطلقًا بيد أحد. لكنني كنت دائمًا أؤكد أن دم السوري على السوري حرام، ومع ذلك لم يُسمع صوتي من البعض”.
وأضافت أنها تأمل في أن تكون سوريا المستقبل دولة علمانية ومدنية تحترم التنوع، مشيرة إلى أنها لن تتنكر لمواقفها السابقة، لكنها تتطلع لمرحلة جديدة قادرة على تحقيق النهضة.
كما أكدت رفضها مسح صور أو مواقف من ماضيها بناءً على طلب البعض، معتبرة أن التاريخ لا يمكن محوه.
سامر المصري: لحظة العودة بعد 14 عامًا من الغياب
أما الفنان سامر المصري، فقد عبر عن مشاعره المختلطة بعد سقوط النظام. وقال لـ"لـ"الرئيس نيوز"، أنه لم يزر سوريا منذ أكثر من 14 عامًا بسبب التهديدات التي تعرض لها لمعارضته النظام.
وأوضح أنه تلقى مضايقات مباشرة من شخصيات قريبة من النظام، وصلت حد التهديد بالسجن إذا لم يشارك في مظاهرات مؤيدة للأسد.
وفي مشهد عاطفي، ظهر المصري في فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يغالب دموعه قائلًا: “مبروك عاشت أيديكم يا أبطال. أخيرًا سأرى والدتي بعد 14 عامًا. جايك يا أمي”.
وأعلن سامر المصري نيته العودة إلى سوريا على متن أول رحلة جوية إلى مطار دمشق، وقد عاد بالفعل خلال الأيام الماضية إلى سوريا.
جمال سليمان: دعوة لحوار وطني شامل
من جهته، دعا الفنان السوري جمال سليمان إلى إجراء حوار وطني شامل يجمع كل أطياف المجتمع السوري.
وفي تصريحات إعلامية، شدد سليمان على ضرورة صياغة دستور جديد يراعي التنوع السياسي والاجتماعي والديني في البلاد.
وقال سليمان:"نحتاج إلى نظام سياسي جديد يضمن استقلال القضاء وتداول السلطة بشكل سلمي عبر صناديق الانتخابات، ما كان يُمارس أيام الأسد من استئثار بالسلطة لن يكون مقبولًا بعد اليوم".
وأضاف أنه قد يترشح للرئاسة في حال توافر بيئة سياسية نزيهة تضمن انتخابات حرة، ودعا جميع السوريين القادرين على قيادة البلاد إلى الترشح، رافضًا فكرة أن "لا بديل" عن الأسد.
وشدد جمال سليمان على أن سوريا بحاجة إلى نظام سياسي مدني يشمل جميع الأطياف، مع ضمان التمثيل العادل واحترام التنوع الثقافي والاجتماعي.
مكسيم خليل: رفع العلم الجديد في دمشق
عاد الفنان مكسيم خليل إلى سوريا لأول مرة منذ 12 عامًا بعد سقوط النظام، وظهر في فيديو متداول وهو يرفع العلم السوري الجديد، قائلًا: “مبروك لجميع السوريين. سوريا لكل السوريين، لقد زال الوهم وهرب الطغيان".
واشتهر خليل بدوره في مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" الذي عُرض في رمضان الماضي، حيث جسد شخصية بشار الأسد في عمل سلط الضوء على فساد السلطة الحاكمة، واعتبر عودته إلى سوريا رمزًا لبدء مرحلة جديدة يسودها الأمل.
معتصم النهار: التحذير من الفتنة
الفنان السوري معتصم النهار لم يتأخر في توجيه رسالة تحذيرية عبر حسابه على منصة "إكس"، وقال:"الفتنة نار خبيثة تبدأ بكلمة وتنتهي بدمار، الوطن لا يُبنى على الانقسام، والمجتمعات لا تزدهر إلا بالوحدة. احذروا الفتنة، فهي عدو خفي يلبس ثوب الحق أحيانًا لكنه لا يحمل إلا الباطل".
فنانون يدعمون الحوار الوطني
شهدت السنوات الأخيرة موجة من الانقسامات بين الفنانين السوريين بسبب مواقفهم السياسية، ومع سقوط النظام، دعا العديد من الفنانين إلى تجاوز هذه الخلافات والدخول في حوار وطني شامل.
مع تزايد الأصوات الداعية إلى الوحدة الوطنية، يأمل السوريون أن تكون المرحلة القادمة بداية لنهضة شاملة.
0 تعليق