السبت 28 ديسمبر 2024 | 05:02 مساءً
آخر أخبار سد النهضة الإثيوبي
شهدت إثيوبيا نشاطًا زلزاليًا مكثفًا خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث ضربت ثلاثة زلازل متتالية منطقة الأخدود الإثيوبي يوم الجمعة 27 ديسمبر 2024، بقوة تراوحت بين 4.4 و4.9 درجة على مقياس ريختر، تزامن هذا النشاط مع تحذيرات من تأثير هذه الهزات الأرضية على استقرار سد النهضة، الذي يواجه تحديات جيولوجية خطيرة.
النشاط الزلزالي غير المسبوق
وفقًا للدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، فإن عام 2024 سجل أعلى معدل نشاط زلزالي في إثيوبيا خلال العقد الأخير، إذ تم رصد 44 زلزالًا تتجاوز قوتها 4 درجات. وأشار شراقي إلى أن هذا العدد تضاعف مقارنة بمتوسط النشاط الزلزالي قبل بدء التخزين في سد النهضة عام 2020.
أوضح شراقي أن سد النهضة يحتجز حاليًا حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه، ما يعادل 60 مليار طن تضغط بشكل كبير على القشرة الأرضية الهشة في منطقة الأخدود الإفريقي، وهي واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل والبراكين. ورغم أن الزلازل الأخيرة حدثت على بعد 600 كيلومتر من السد، إلا أن احتمالية وقوع زلازل أقرب وأكثر قوة لا يمكن استبعادها.
تشغيل التوربينات وأزمة المياه
وأشار شراقي إلى أن التوربينات توقفت عن العمل لفترات طويلة هذا العام، مع تشغيل متقطع لساعات محدودة في ديسمبر الجاري. وأكد أن التدفق الحالي للنيل الأزرق عند السد لا يكفي لتشغيل التوربينات بشكل دائم، مما يُجبر إدارة السد على السحب من مخزون البحيرة.
أكد الخبراء أن الظروف الجيولوجية في إثيوبيا، بما في ذلك التشققات والفوالق المرتبطة بخط الصدع الإفريقي العظيم، تُشكل تحديًا كبيرًا لاستقرار سد النهضة، خاصة مع تزايد النشاط الزلزالي. ومع استمرار ملء السد، يبقى الخطر قائمًا، مما يتطلب مراقبة دقيقة وتعاونًا دوليًا لمواجهة هذه التحديات.
0 تعليق