عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم دراسة تحذر: وباء السمنة سيضرب الولايات المتحدة عام 2050 - في المدرج
أظهرت دراسة نُشرت في دورية "لانسيت" زيادة هائلة في معدلات السمنة وزيادة الوزن في الولايات المتحدة على مدار العقود الثلاثة الماضية، إذ تضاعفت معدلات السمنة بين البالغين (فوق سن 25 عاماً)، والمراهقين (من 15 إلى 24 عاماً) منذ عام 1990 وحتى 2021.
كشفت الدراسة التحليلية الشاملة الحديثة عن أن أكثر من نصف الذكور المراهقين في تكساس (52%)، وما يقارب ثلثي الإناث المراهقات في ولاية مسيسيبي (63%)؛ كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في عام 2021، بينما بلغت النسبة في صفوف البالغين حوالي 80% من الرجال في ولاية نورث داكوتا والنساء في ولاية مسيسيبي.
وتتوقع الدراسة، التي أجرتها "شبكة دراسة العبء العالمي للأمراض" بالتعاون مع "معهد قياسات الصحة والتقييم" بجامعة واشنطن، أن يتجاوز عدد الأطفال والمراهقين المصابين بزيادة الوزن والسمنة 43 مليوناً بحلول عام 2050، في حين سيصل عدد البالغين إلى 213 مليوناً.
ويترافق ذلك مع تحذيرات من أن استمرار هذه المعدلات المرتفعة سيؤدي إلى أعباء صحية واقتصادية ضخمة، مع زيادة مخاطر الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وأنواع معينة من السرطان.
وقد أظهرت الدراسة فوارق جغرافية وجنسية لافتة، إذ تستمر الولايات الجنوبية مثل أوكلاهوما وألاباما وأركنساس ومسيسيبي وتكساس وويست فيرجينيا وكنتاكي في تسجيل أعلى معدلات السمنة بين المراهقين الأكبر سناً، وهو ما دفع الباحثين للمطالبة باتخاذ إجراءات فورية على مستوى السياسات العامة للحد من هذه الظاهرة.
كانت الولايات الجنوبية لديها أعلى مستويات زيادة الوزن والسمنة بين المراهقين الأكبر سناً؛ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً.
خطورة السمنة
ويحذر الباحثون من تصاعد أزمة الوزن الزائد والسمنة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، إذ من المتوقع أن يعاني 213 مليون بالغ فوق سن 25 عاماً وأكثر من 43 مليون طفل ومراهق في سن 5-24 عاماً من الوزن الزائد أو السمنة بحلول عام 2050، مع عواقب صحية واجتماعية واقتصادية مذهلة بنفس القدر.
ومع توقع زيادة انتشار السمنة بمعدل أسرع من زيادة الوزن، فمن المتوقع بحلول عام 2050 أن يعاني حوالي واحد من كل خمسة أطفال، وواحد على الأقل من كل ثلاثة مراهقين، واثنان من كل ثلاثة بالغين من السمنة؛ مع استمرار أعلى المستويات في التركيز في الولايات الجنوبية.
أظهرت الدراسة اتجاهات مقلقة في انتشار السمنة وزيادة الوزن في الولايات المتحدة، حيث يعيش أكثر من نصف الذكور المراهقين في تكساس (52%) ونحو ثلثي الإناث المراهقات في ميسيسيبي (63%) مع زيادة الوزن أو السمنة، وذلك وفقاً لبيانات عام 2021. وبيَّنت الدراسة أن حوالي 80% من الرجال في داكوتا الشمالية والنساء في ميسيسيبي يعانون أيضاً من زيادة الوزن أو السمنة.
ويمكن أن تؤدي زيادة الوزن والسمنة إلى حدوث حالات صحية خطيرة، وكثير منها يحدث الآن في أعمار أصغر، بما في ذلك مرض السكري والنوبات القلبية والسكتة الدماغية والسرطان واضطرابات الصحة العقلية وحتى الموت المبكر.
وقدرت الدراسة أن ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان البالغين في الولايات المتحدة الأميركية يعيشون مع زيادة الوزن أو السمنة في عام 2021.
وارتفع معدل انتشار السمنة بسرعة خاصة، إذ تضاعف بين عامي 1990 و2021 لدى كل من الرجال البالغين (من 18.6% إلى 41.5%) والنساء (من 22.8% إلى 45.6%).
كان معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة بين البالغين مرتفعاً في جميع الولايات في عام 2021. وبين الرجال، تراوحت المستويات من 80.6% في داكوتا الشمالية إلى 65.3% في واشنطن العاصمة؛ في حين تراوحت المستويات بين النساء من 79.9% في ولاية ميسيسيبي إلى 63.7% في هاواي.
وتقول الدراسة إن انتشار السمنة من المتوقع أن يزداد بمعدل أسرع من زيادة الوزن، وأسرع بين الرجال البالغين منه بين النساء.
ومن المتوقع أن تشهد كولورادو (بزيادة 44.2%) ونيو مكسيكو (بزيادة 41.2%) بين عامي 2021 و2050، وبين النساء البالغات في كانساس وكولورادو (بزيادة 34.9%)، ارتفاعاً في معدلات السمنة بين الرجال.
ومع ذلك، من المتوقع أن تظل أعلى مستويات السمنة في الولايات الجنوبية، حيث من المتوقع أن يعاني حوالي ثلثي الرجال البالغين في غرب فرجينيا وكنتاكي من السمنة بحلول عام 2050، فضلاً عن ثلثي النساء البالغات في 12 ولاية، مع توقع ارتفاع معدلات السمنة بشكل خاص في ميسيسيبي وويست فرجينيا وأركنساس وألاباما.
وتقول الدراسة إن ظهور السمنة أصبح مبكراً على مدى الأجيال اللاحقة. على سبيل المثال، كانت اثنتان تقريباً من كل خمس نساء ولدن في الستينيات يعانين من السمنة في سن 45 عاماً، ومع ذلك كانت نفس النسبة تعيش مع السمنة بحلول سن 30 للنساء المولودات في الثمانينيات، وبحلول سن 20 للنساء المولودات في عام 2020.
سمنة المراهقين
تؤثر السمنة على قطاعات من السكان الأميركيين بشكل مختلف، حيث تشهد الإناث المراهقات الأكبر سناً (50.8%) انتشاراً أعلى في عام 2021 مقارنة بالذكور المراهقين الأكبر سناً (46.7%)، مع معدلات مرتفعة بشكل خاص بين الإناث المراهقات الأكبر سناً في ميسيسيبي وألاباما وأوكلاهوما، وتجاوزت المستويات 59%، وبين الذكور المراهقين الأكبر سناً في تكساس وغرب فرجينيا حيث تجاوزت المستويات 52%.
تتوقع الدراسة الجديدة أن يعيش 3.3 مليون طفل ومراهق صغير إضافي و3.41 مليون مراهق أكبر سناً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2050؛ ليرتفع الإجمالي إلى 43.1 مليون، منهم 24 مليوناً سيعانون من السمنة.
مع توقع أن يتفوق ارتفاع معدلات السمنة على زيادة الوزن الزائد، فمن المتوقع أن يعيش حوالي واحد من كل خمسة أطفال وواحد من كل ثلاثة مراهقين مصابين بالسمنة في عام 2050.
وسيصل المد المتصاعد للسمنة بين المراهقين إلى أعلى مستوياته بين الذكور المراهقين الأكبر سناً في أوكلاهوما (43%) وميسيسيبي (39.8%) وويست فرجينيا (37.7%) في عام 2050، ويؤثر على ما لا يقل عن نصف المراهقات الأكبر سناً اللائي يعشن في ميسيسيبي وأركنساس وأوكلاهوما وألاباما، وسيظل أكبر عدد من المراهقين الأكبر سناً المصابين بالسمنة في كاليفورنيا (1.53 مليون) وتكساس (1.49 مليون) في عام 2050.
ويقول الباحثون إن الآليات وراء انتشار السمنة المتزايدة أكثر تعقيداً من مجرد مسألة الإفراط في تناول الطاقة والخمول البدني.
ويرى العلماء أن التدخلات الحالية التي تركز على التغييرات السلوكية القائمة على نمط الحياة لا تنتج تخفيضات كافية ومستدامة في زيادة الوزن والسمنة، وخاصة بين الأطفال والمراهقين، كما يشيرون إلى أن معالجة العوامل البنيوية للسمنة السكانية والتأكيد على الوقاية يجب أن تكون محورية لأي استراتيجيات مستقبلية، مع مراعاة التحولات المجتمعية في قبول السمنة، إلى جانب تصميم الحلول حسب الجنس والدول ذات معدلات السمنة المرتفعة.
أدوية السمنة
يشير التحليل إلى أنه في حين أن الأدوية المضادة للسمنة مثل مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1 RAs) لها مكان في إدارة السمنة، إلا أنها وحدها لن تكون كافية لحل وباء السمنة.
ونظراً للارتفاع المتوقع في زيادة الوزن والسمنة، فإن الطلب على الأدوية المضادة للسمنة سيزداد بالتأكيد، لكنها ليست الحل الكامل مع القلق المحيط بالتكاليف الباهظة والوصول العادل، فضلاً عن الفعالية المتفاوتة والآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، ستظل الوقاية استراتيجية أساسية.
ويؤكد المؤلفون على أن الوقاية لابد أن تصبح محوراً أكثر هيمنة في مكافحة السمنة، وأن أي سياسات تهدف إلى معالجة أزمة السمنة لابد أن تكون أولوية لدى الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات، وأن تدعمها التزامات سياسية رفيعة المستوى.
ويقول الباحثون إن عكس اتجاه وباء السمنة في الولايات المتحدة يعتمد قبل كل شيء على دعم الحكومة للبرامج التي تزيد من مستويات النشاط البدني، مثل الاستثمار في الأحياء الآمنة التي يمكن المشي فيها، وضمان توفر الغذاء الصحي للأطفال والمراهقين، وتنظيم صناعات الأغذية والتسويق، وتحقيق أنظمة غذائية مستدامة بيئياً.
0 تعليق