تنتظر المتهمة «س.ع» صدور القرار النهائي بحق جريمة القتل التي ارتكبتها بحق طفل برىء أمام محكمة مستأنف الجيزة المؤجلة لجلسة 26 نوفمبر الجاري، أمام الدائرة الرابعة برئاسة المستشار هشام عبدالباسط، وذلك بعد أن تقدم دفاع المتهمة بالاستئناف رقم 3738 على الحكم الصادر بالإعدام شنقاً عما أسند إليها من اتهام بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وكانت محكمة جنايات أول درجة بالجيزة قد أودعت حيثيات الحكم حضوريا على المتهمة بالإعدام شنقا لاتهامها بقتل طفل أكتوبر بسبب خلافات مع أسرته.
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم، إنه بعد تلاوة أمر الإحالة، وسماع طلبات النيابة والمرافعة، والاطلاع على الأوراق، والمداولة قانونا، تتحصل وقائع الدعوى حسبما استقر في يقين المحكمة، واطمأن إليها وجدانها، مستخلصة من سائر الأوراق، وما تم فيها من تحقيقات، وما دار بجلسة المحاكمة، في أن المتهمة كانت تستغل الطفل الرضيع، المجني عليه، في أعمال التسول.
وحينما امتنع والدا المجني عليه عن إعطاء الطفل لها للتسول به، امتلأ قلبها بالحقد والضغينة، وسيطر عليها شيطان الانتقام، فأرادت أن تحرق قلب والدته عليه، فزين لها الشيطان سوء أعمالها، وعقدت العزم، وبيتت النية على قتله.
وتابعت المحكمة في حيثياتها: «فكرت وقدرت في هدوء وروية، وأعدت مخططا إجراميا لذلك، وأعدت قطعة قماش عبارة عن (إيشارب)، واستغلت نوم والدة المجني عليه، وبكاء المجني عليه الرضيع، فأمسكت به وأرضعته لبنا صناعيا حتى نام، ثم قامت بتنفيذ مخططها الإجرامي، بلف قطعة قماش حول رقبته، ثم خنقته، ولم تتركه سوى جثة هامدة، فأحدثت به الإصابات الموصوفة، وهي عبارة عن انضغاط ودكانة أسفل يسار الذقن، وأعلى يسار العنق، ومقابلها انضغاط بالأنسجة الرخوة وتلونات متشبهة لكونها انسكابات دموية».
وتوصلت تحريات أجهزة أمن الجيزة، إلى صحة الواقعة، كما اعترفت المتهمة في تحقيقات النيابة بارتكابها الواقعة، وحيث إن الواقعة على النحو السالف فقد قام الدليل على صحتها، وصحة إسنادها للمتهمة، أخذا مما شهدت به والدة الطفل ووالده، ومعاون مباحث قسم أول أكتوبر، وما ثبت بتقرير الطب الشرعي، وما ثبت من اعتراف المتهمة بالتحقيقات، حيث شهدت والدة المجني عليه بأنها شاهدت نجلها الرضيع متوفى، وتوجد آثار وعلامات حول رقبته، وشهد والده بمضمون ما شهدت به.
كما قالت التحريات إن المتهمة كانت تستغل الطفل المجني عليه في أعمال التسول، وحينما امتنع والداه عن إعطائه لها، قررت الانتقام، وعقدت العزم والنية على قتل المجني عليه الرضيع، واستغلت نوم الأم، الشاهدة الأولى، وخنقت المجني عليه بإيشارب حريمي حتى أنهت حياته.
وثبت من تقرير الطب الشرعي وجود إصابات بالمجني عليه موصوفة، وباستجواب المتهمة بتحقيقات النيابة قررت بارتكابها الواقعة بسبب منع والدي الطفل من إعطائه لها لارتكاب أعمال التسول، وقامت بخنقه مستغلة نوم والده وبكائه ولم تتركه إلا جثة هامدة.
وحيث إن المحكمة تطمئن إلى أدلة الثبوت، ومن ثم فهي تأخذ المتهمة بما خلصت إليه منها.
وأوضحت المحكمة في أسبابها أنها لا تجد في ظروف الجريمة التي اقترفتها المتهمة وملابساتها ما يحملها على أن تأخذها بالمتهمة رأفة، وبناءً على ما تقدم، وبعد ورود تقرير فضيلة المفتي، والذي اطلعت عليه المحكمة، فقد اتفق رأي أعضاء المحكمة بالإجماع على معاقبة المتهمة بالإعدام شنقا عما أسند إليها.
0 تعليق