أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينج رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا خلال أول اجتماع لهما، السبت، أن الصين تأمل أن تتعامل اليابان "بشكل مناسب" مع قضايا رئيسية مثل التاريخ وتايوان، بحسب وسائل إعلام رسمية صينية.

وخلال لقائهما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في ليما عاصمة بيرو، شدد شي على ضرورة أن تعمل الجارتان الآسيويتان على حماية النظام العالمي للتجارة الحرة واستقرار سلاسل الإنتاج والإمداد دون عوائق.

وأشار شي إلى تعهد إيشيبا، عقب توليه منصبه، بتعزيز العلاقات الاستراتيجية الصينية-اليابانية ذات المنفعة المتبادلة بشكل شامل من أجل تحقيق المزيد من المصالح للشعبين، وهو أمر أكد أنه يقدره، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

وأعرب عن استعداده لتعزيز التواصل والتنسيق مع رئيس الوزراء الياباني لدفع العلاقات الصينية-اليابانية معاً على المسار الصحيح، وتحقيق تقدم مطرد وطويل الأجل.

اضطرابات وتحولات

ولفت الرئيس الصيني أيضاً إلى أن الوضع الدولي والإقليمي يشهد حالياً اضطرابات وتحولات، وأن العلاقات الصينية-اليابانية تمر بمرحلة حرجة من التحسن والتنمية. وأكد أن الصين واليابان جارتان قريبتان ودولتان مهمتان في آسيا والعالم، مضيفاً أن العلاقات الثنائية تحمل أهمية تتجاوز البعد الثنائي.

وأعرب شي عن استعداد الجانب الصيني للعمل مع اليابان وفقاً للمبادئ والتوجهات الواردة في الوثائق السياسية الأربع بين الصين واليابان، والتمسك بالإجماع المهم على أن الصين واليابان شريكان متعاونان وليسا تهديدين لبعضهما البعض.

ودعا إلى بذل جهود مشتركة من أجل دفع العلاقات الاستراتيجية الصينية-اليابانية ذات المنفعة المتبادلة على نحو شامل، والسعي لبناء علاقات بناءة ومستقرة بين الصين واليابان تلبي متطلبات العصر الجديد. 

وذكر بيان لوزارة الخارجية الصينية أن شي أكد على أن اليابان يجب أن تواجه تاريخها وتتعامل بشكل صحيح مع قضايا حساسة مثل مستقبل تايوان، والتي تقول بكين إنها جزء من أراضيها.

علاقة "بناءة ومستقرة"

من جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني للرئيس الصيني إنه يرغب في بناء علاقة "بناءة ومستقرة"، لكنه طلب منه إلغاء حظر استيراد المأكولات البحرية اليابانية وتعزيز تدابير السلامة للمواطنين اليابانيين في الصين بعد حوادث طعن سقط خلالها ضحايا في الآونة الأخيرة، وأبدى قلقه إزاء الأنشطة البحرية الصينية.

ووفقاً لبيان ياباني عن الاجتماع، طلب إيشيبا من شي إطلاق سراح المواطنين اليابانيين المحتجزين في الصين.

وقال رئيس الوزراء الياباني إنه أبلغ الرئيس الصيني أن اليابان "قلقة للغاية" بشأن المناورات العسكرية الصينية العدائية على نحو متزايد، وفق وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء.

وفي أعقاب الاجتماع، قال إيشيبا للصحافيين: "هناك العديد من الاختلافات في الرأي بين اليابان والصين، لكن على الرغم من هذه الاختلافات، اتفقت مع الرئيس شي على مواصلة عقد المزيد من الاجتماعات".

وكان هذا أول اجتماع بين إيشيبا، الذي تولى منصبه في أكتوبر، والرئيس الصيني الذي يحكم منذ فترة طويلة.

توتر متصاعد

وتواصل الصين القيام بأنشطة بحرية وجوية بالقرب من جزيرة تسيطر عليها اليابان، وكذلك حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي، لتأكيد مزاعم بأحقيتها في السيادة الإقليمية.

وتوغلت طائرة عسكرية صينية في المجال الجوي الياباني لأول مرة في أغسطس، وتفاقم الشعور العام الياباني بالاستياء تجاه الصين بعد عملية طعن أودت بحياة تلميذ ياباني الشهر التالي في مدينة شنتشن بجنوب الصين.

وعلى الرغم من التوترات الطويلة الأمد بشأن تاريخ الحرب والأراضي والعديد من القضايا الأخرى، أدركت الحكومتان اليابانية والصينية أن الحد من التوترات من شأنه أن يخدم مصالحهما الاستراتيجية المشتركة.

ويأتي اللقاء بين إيشيبا وشي في الوقت الذي تستعد فيه الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترمب لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الصين، التي لديها سجل حافل بالسعي إلى إقامة علاقات أوثق مع دول أخرى بما في ذلك اليابان في ظل مثل هذه الظروف.

وسارع ترمب، الذي فاز بشكل حاسم في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر، في اختيار المرشحين للمناصب القيادية في إدارته الثانية، وأغلبهم يُعتبرون موالين متحمسين، وصقور بارزين تجاه الصين.