أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب اختياره كريس رايت في منصب وزير الطاقة الأميركي الجديد، خلفًا لـ"جينيفر غرانهولم" التي تولّت الوزارة منذ عام 2021 في عهد الرئيس جو بايدن.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، "رايت" هو المؤسس، الرئيس التنفيذي لشركة خدمات حقول النفط ليبرتي إنرجي (Liberty Energy)، المعنية بالتكسير المائي (الهيدروليكي).
وهذا الترشيح من شأنه أن يضع أحد أقطاب صناعة النفط الصخري الأميركي في قلب حملة الإدارة الجديدة التي ستسعى بصفة خاصة إلى تخفيف القيود المفروضة على صناعة الوقود الأحفوري.
إذ من المتوقع أن يفي "رايت" بوعد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري، وهو الهدف الذي يلخصه شعار حملته الانتخابية "الحفر يا صغيري"، في إشارة إلى المزيد من عمليات التنقيب عن النفط والغاز.
مهام وزير الطاقة الأميركي الجديد
كتب الرئيس دونالد ترمب، في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة: "كان كريس من رواد التكنولوجيا ورواد الأعمال في مجال الطاقة.. عمل في الطاقة النووية والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية والنفط والغاز".
وتابع: "الأهم من ذلك، كان كريس أحد الرواد الذين ساعدوا في إطلاق ثورة النفط الصخري التي غذّت استقلال الطاقة الأميركية، وحوّلت أسواق الطاقة العالمية والجغرافيا السياسية".
وأضاف ترمب، في بيانه الصادر يوم السبت (16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024): "بصفته وزيرًا للطاقة، سيكون كريس قائدًا رئيسًا، يقود الابتكار، ويقضي على البيروقراطية، ويبشّر بعصر ذهبي جديد من الرخاء الأميركي والسلام العالمي".
وسيكون رايت أيضًا عضوًا في مجلس الطاقة الوطني الذي شُكّل حديثًا، والذي قال ترمب إنه سيتألّف من جميع الوكالات المشاركة في شؤون الطاقة من "التراخيص والإنتاج والتوليد والتوزيع والتنظيم والنقل".
وسيتولى حاكم ولاية داكوتا الشمالية دوغ بورغوم -الذي اختاره ترمب لمنصب وزير الداخلية- رئاسة المجلس.
وقال ترمب إن المجلس سيشرف على "المسار إلى هيمنة الولايات المتحدة على الطاقة من خلال القضاء على البيروقراطية، وتعزيز استثمارات القطاع الخاص في جميع قطاعات الاقتصاد".
بالإضافة إلى عمل شركته في مجال التكسير المائي (الهيدروليكي) للنفط والغاز الطبيعي، يُعد رايت أيضًا عضوًا في مجلس إدارة شركة أوكلو (Oklo) المصنعة لمفاعلات نووية معيارية، كما تحدث عن إمكانات الطاقة النووية.
رأي وزير الطاقة الأميركي في تغير المناخ
في تصريحات سابقة، اعترف وزير الطاقة الأميركي الجديد كريس رايت، بالصلة بين حرق الوقود الأحفوري وتغير المناخ؛ لكنه أعرب عن شكوكه في أن تغير المناخ مرتبط بتفاقم الطقس.
كما كان مؤيدًا قويًا للوقود الأحفوري في المقابلات العامة، قائلًا إنها ضرورية لانتشال العالم النامي من براثن الفقر.
وصرّح كريس، في وقت سابق، بأنه لا يهتم من أين تأتي الطاقة، "ما دامت آمنة وموثوقة وبأسعار معقولة وتحسن حياة البشر"، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (CNN).
وفي مقطع فيديو نُشر على ملفه الشخصي على موقع "لينكد إن" (LinkedIn) العام الماضي (2023)، قال كريس: "لا توجد أزمة مناخ، ونحن لسنا في خضم انتقال الطاقة أيضًا".
وقال رايت لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية (CNBC)، في مقابلة أُجريت معه عام 2023: "يعمل العالم بالنفط والغاز، ونحن بحاجة إلى ذلك"، مضيفًا أن الدعوات إلى التحول عن الوقود الأحفوري في غضون عقد من الزمان كانت "إطارًا زمنيًا سخيفًا".
وأضاف: "إن الوقوف في طريق نظام الطاقة اليوم قبل أن نبني نظام طاقة جديدًا، هو أمر لا يحمل أي جانب إيجابي.. لا أعتقد أنك سترى تغييرًا ذا مغزى في نظام الهيدروكربونات لدينا في العقود الـ3 المقبلة".
واستشهدت حملة ترمب بعمل رايت مع "بينكل تكنولوجيز" (Pinnacle Technologies)، وهي شركة أسسها قبل "ليبرتي إنرجي"، بوصفها حاسمة لازدهار التكسير المائي (الهيدروليكي) في الولايات المتحدة، الذي جعل البلاد أكبر منتج للنفط في العالم.
وتُعرف تقنية التكسير المائي (الهيدروليكي) أو "Hydraulic Fracturing/Fracking" بأنها عملية تعتمد على حقن السوائل والمواد الكيماوية وحبيبات الرمل تحت ضغط عالٍ لإحداث تصدعات داخل التشكيلات الصخرية؛ ما يسمح بتحفيز الإنتاج واستخراج الطاقة من باطن الأرض.
توجهات إدارة ترمب الجديدة
يمثّل تعيين كريس رايت المقترح فوزًا كبيرًا آخر لصناعة النفط الأميركية التي دعّمت ترشيحه؛ ويمنحه دورًا رئيسًا في سن خطط الرئيس المنتخب لزيادة صادرات الغاز المسال.
إذ تعهّد ترمب خلال حملته الانتخابية بإلغاء توقف الرئيس جو بايدن عن تصاريح تصدير الغاز المسال في "اليوم الأول" من إدارته، وهي المهمة التي ستقع على عاتق وزير الطاقة الأميركي الجديد.
كما تعهّد ترمب بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري الأميركي، بدلًا من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح؛ وهو الهدف الذي سيكون رايت فعّالًا في تحقيقه.
رايت هو أحدث إضافة إلى إدارة ترمب التي تربطها علاقات بصناعة الوقود الأحفوري، بعد تعيين حاكم ولاية داكوتا الشمالية دوغ بورغوم "قيصرًا" للطاقة في إدارة ترمب يوم الجمعة (15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، بحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).
سيُكلف بورغوم الذي سيشغل أيضًا منصب وزير الداخلية، بتنسيق أجندة ترمب للطاقة عبر الوكالات الحكومية، وتنفيذ خطة تحرير شاملة لتعزيز إمدادات الوقود الأحفوري.
وقال ترمب، في بيان أصدره لإعلان تعيين بورغوم: "إن أميركا مباركة بكميات هائلة من الذهب السائل والمعادن والموارد الثمينة الأخرى، تحت أقدامنا مباشرة".
وتابع: "سنحفر آبارًا جديدة، ونوسّع جميع أشكال إنتاج الطاقة لتنمية اقتصادنا، وخلق وظائف ذات رواتب جيدة".
بالإضافة إلى دورها في الإشراف على الصادرات، فإن وزارة الطاقة مسؤولة عن برنامج الأسلحة النووية، والتنظيف البيئي، والبحث العلمي والتطوير، من خلال إشرافها على المختبرات الوطنية في البلاد.
من هو كريس رايت؟
- حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1985.
- حاصل على الدراسات العليا في الهندسة الكهربائية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1987.
- في عام 1992، أسّس شركة بينكل تكنولوجيز (Pinnacle Technologies)، وهي شركة تعمل في إنتاج الغاز الصخري التجاري.
- شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة بينكل تكنولوجيز حتى عام 2006.
- في عام 2000، تولٌى منصب رئيس مجلس إدارة شركة ستراود إنرجي (Stroud Energy)، وهي شركة أخرى تعمل في إنتاج الغاز الصخري.
- في عام 2006، باع رايت الشركة إلى شركة رينج ريسورسيز (Range Resources)، الرائدة في مجال الغاز الصخري.
- في عام 2011، أسّس شركة ليبرتي إنرجي (Liberty Energy)، في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأميركية.
- يشغل منصبًا في مجلس إدارة شركة أوكلو (Oklo)، وهي شركة مفاعلات نووية صغيرة من الجيل التالي، وشركة إي إم إكس رويالتي (EMX Royalty)، وهي شركة عالمية لحقوق الملكية في مجال التعدين.
- يُعد تعيين كريس رايت فوزًا لصناعة الوقود الأحفوري التي تتوقع طفرة في ظل الإدارة المقبلة.
المصادر:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق