تعتزم حكومة أنقرة إلغاء دعم الكهرباء في تركيا عن عدد من الفئات، في خطوة من شأنها خفض فاتورة الطاقة، والاستجابة لمتطلبات صندوق النقد الدولي.
وتخطط تركيا، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لإلغاء الدعم الحكومي عن كبار مستهلكي الكهرباء في القطاعين السكني والتجاري بدءًا من فبراير/شباط.
وأعلنت الجريدة الرسمية، اليوم الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، أنه سيتم إلغاء دعم الكهرباء في تركيا عن للمستهلكين من القطاع المنزلي الذين يزيد استهلاكهم على 5000 كيلوواط/ساعة سنويًا.
بموجب القرار الجديد سيُحَدد سقف دعم الكهرباء في تركيا للمستهلكين الصناعيين وقطاعي الخدمات العام والخاص عند 15 ألف كيلوواط/ساعة سنويًا.
فئات خارج الإطار
لن يتأثر مستهلكو القطاعات الزراعية بمستويات إلغاء دعم الكهرباء في تركيا، كما تشمل الاستثناءات دور العبادة والجمعيات الخيرية ومنظمات الإغاثة في حالات الكوارث.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن ذوي الاستهلاك العالي يمثلون نحو 3% من مستهلكي الكهرباء السكنيين البالغ عددهم 40 مليونًا.
ودعمت تركيا استعمال الكهرباء لسنوات، وقال المسؤولون الحكوميون مرارًا وتكرارًا إن الأسر لديها كهرباء أرخص من الدول المجاورة.
وكان بيرقدار قد أعلن، في تصريحات سابقة، أن الحكومة التركية تعتزم إلغاء الدعم الحكومي للكهرباء عن المنازل ذات الاستهلاك المرتفع بدءًا من فبراير/شباط المقبل، مع تبني نظام تسعير يعتمد على التكلفة الفعلية، مستهدفة بذلك دعم الأسر الأكثر احتياجًا.
وبموجب التعديل الأخير من هيئة تنظيم الطاقة، ستُفرَض تكلفة حقيقية لأسعار الكهرباء على المنازل التي يتجاوز استهلاكها ضعف المعدل الشهري المعتاد، أي نحو 417 كيلوواط/ساعة.
وأكد بيرقدار أن دعم الكهرباء في تركيا سيستمر للأسر التي تستهلك نحو 200 كيلوواط/ساعة شهريًا، مشددًا على أنه لن تكون هناك أي زيادات في أسعار الكهرباء حتى نهاية يناير/كانون الثاني.
الكهرباء في تركيا
يأتي التوجه الجديد لإلغاء دعم الكهرباء في تركيا ضمن سياسات حكومية لتحسين كفاءة استعمال الطاقة وتقليل الأعباء المالية الناجمة عن دعم الاستهلاك العالي.
ويشجع صندوق النقد الدولي تركيا على مواصلة خفض دعم الكهرباء لتقليل تكاليفه، مع العمل على حماية الأسر الفقيرة من أي تأثيرات سلبية لهذا التغيير.
وكان رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى تركيا، جيم والش، قد أشار إلى أن التضخم غير المستقر واحتياجات تركيا الكبيرة من واردات الطاقة يجعلانها أكثر عرضة لصدمات تضخمية محتملة، مؤكدًا أن زيادة إنتاج الطاقة المتجددة قد يساعد في تخفيف هذه التأثيرات.
يُشار إلى أن توليد الكهرباء بالفحم في تركيا ارتفع خلال 2023 إلى مستوى قياسي؛ ما يعرقل سعي البلاد لإحراز تقدُّم نحو تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050.
وفي 2023، بلغ حجم توليد الكهرباء بالفحم في تركيا 118 تيراواط/ساعة؛ ما يجعل البلاد ثاني أكبر مستهلك للفحم بإنتاج الكهرباء في أوروبا، بعد ألمانيا.
ونتيجة لذلك، فإن ما يزيد على الثلث -تحديدًا 36%- من توليد الكهرباء في تركيا جاء من المحطات العاملة بالفحم، في العام الماضي، مع نمو ملحوظ لإنتاج المحطات المعتمدة على الفحم المستورد.
مضيق البوسفور
من جهة أخرى، أعلنت وزارة النقل التركية أن حركة السفن في مضيق البوسفور في إسطنبول توقفت، أمس الأحد 17 نوفمبر/تشرين الثاني، في الاتجاهين؛ بسبب عطل في دفة الناقلة نازان التي يبلغ طولها 114 مترًا.
وقالت الوزارة إن السفينة، التي كانت في طريقها من روسيا إلى كوجالي في تركيا، واجهت مشكلات ميكانيكية في المضيق؛ ما دفع خفر السواحل بزوارق قطر لحل الأزمة.
قُطِرت الناقلة بأمان بمساعدة زوارق القطر بعد تعطل دفة السفينة في مضيق البوسفور، واستؤنفت حركة المرور المتجهة شمالًا في المضيق في الساعة 12:50 بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي اليوم الإثنين (09:50 مساءً بتوقيت غرينتش أمس الأحد) كما كان متوقعًا، حسبما ذكرت رويترز.
ويربط مضيق البوسفور البحر الأسود في الشمال الشرقي ببحر مرمرة في الجنوب الغربي، وما بعده إلى البحر الأبيض المتوسط.
0 تعليق