تشهد منصة بلو سكاي نموًا متزايدًا في شعبيتها، خاصة بين المستخدمين الباحثين عن بيئة رقمية أكثر إيجابية وأقل تعقيدًا من منصة إكس.

ورغم أن المنصة لا تزال صغيرة مقارنةً بعمالقة التواصل الاجتماعي، إلا أنها تقدم رؤية جديدة قد تُعيد تشكيل مفهوم الشبكات الاجتماعية.

نشأة بلو سكاي

تأسست بلو سكاي على يد جاك دورسي، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لتويتر، وبدأت كمشروع يعتمد على نظام الدعوات، ما ساعد في تطوير أدوات المعتدل والمزايا قبل فتح المنصة للعامة في فبراير/شباط 2024.

وتتشابه المنصة مع إكس في ميزات مثل خلاصة الزمنية وخلاصة الاكتشاف، إلى جانب إمكانية إرسال الرسائل المباشرة، وتثبيت المنشورات، واستكشاف "حزم البداية" التي تسهّل العثور على مستخدمين وموضوعات محددة.

شعبية متزايدة

شهدت بلو سكاي قفزات ملحوظة في أعداد المستخدمين، حيث ارتفع العدد إلى 15 مليون مستخدم في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، مقارنة بـ13 مليونًا في نهاية أكتوبر/تشرين الثاني.، 

هذا النمو جاء مدفوعًا بأحداث بارزة، مثل الحظر الذي فرض على إكس في البرازيل خلال أغسطس/آب، ما أدى إلى انضمام 2.6 مليون مستخدم جديد، معظمهم من البرازيل، كما سجلت المنصة نصف مليون مستخدم جديد في يوم واحد خلال أكتوبر/تشرين الأول، عقب قرار إكس السماح للحسابات المحظورة بمشاهدة المنشورات العامة.

واستقطبت المنصة مجموعة متنوعة من المستخدمين، بما في ذلك الصحفيين، والسياسيين من اليسار، والمشاهير، وأبدى العديد منهم إعجابهم بغياب الإعلانات وخطاب الكراهية، ما أضفى على بلو سكاي أجواءً تُذكّرهم بالأيام الأولى لتويتر.

الرؤية المستقبلية

لا تهدف بلو سكاي إلى منافسة إكس فقط، بل تسعى إلى بناء بنية تقنية تُعرف بـ"بروتوكول المحادثات العامة"، الذي يهدف إلى تحقيق التوافق بين منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

على غرار البريد الإلكتروني، سيمكن هذا البروتوكول المستخدمين من التفاعل بين الشبكات المختلفة، مثل التعليق على منشورات من تيك توك عبر بلو سكاي.

هذا التوجه يمثل تحديًا للنموذج الحالي، حيث تعمل الشبكات الاجتماعية بشكل معزول، مما يجعل التعاون والتكامل بين المنصات أمرًا صعبًا.

في ظل هذه الخطوات الطموحة، يُتوقع أن يصبح بلو سكاي لاعبًا مؤثرًا في مشهد التواصل الاجتماعي، خاصة مع تقديم تجربة استخدام تتسم بالمرونة والانفتاح. ورغم صغر حجمه حاليًا، إلا أن المنصة تمتلك رؤية واعدة قد تعيد صياغة قواعد اللعبة في هذا القطاع.