اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الدكتور محمد أوز ليشغل منصب مدير مراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية، وهي وكالة فيدرالية رئيسية تشرف على تغطية التأمين الصحي لأكثر من 150 مليون أميركي.

وقال ترمب في بيان: "لقد عرفت الدكتور أوز لسنوات عدة، وأنا على ثقة من أنه سيقاتل لضمان حصول الجميع في أميركا على أفضل رعاية صحية ممكنة، حتى تتمكن بلادنا من أن تكون عظيمة وصحية مرة أخرى".

وأضاف: "سيكون الدكتور أوز قائداً في تحفيز الوقاية من الأمراض، حتى نحصل على أفضل النتائج في العالم مقابل كل دولار ننفقه على الرعاية الصحية في بلدنا العظيم".

واكتسب أوز شهرة كبيرة كضيف متكرر لمقدمة البرامج الحوارية الأميركية أوبرا وينفري، ليطلق في النهاية برنامجه الحواري التلفزيوني النهاري الخاص في عام 2009، إذ بات أوز واحداً من أشهر الأطباء في البلاد، بعد عرض برنامجه "دكتور أوز"، الذي فاز بالعديد من جوائز "إيمي" ووصل إلى ملايين المشاهدين.

من هو محمد أوز؟

ومحمد أوز (64 عاماً) أميركي من أصل تركي، ولد في كليفلاند بولاية أوهايو لأبوين تركيين، واشتهر ببرنامج "دكتور أوز"، الذي عُرض من عام 2009 إلى عام 2022.

وبعد تخرج أوز من المدرسة الثانوية في ولاية ديلاوير، تم قبوله في جامعة هارفارد، كما خدم في الجيش التركي من أجل الحفاظ على الجنسية المزدوجة، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".

ويملك الدكتور أوز أكثر من 20 عاماً من الخبرة كجراح قلب وصدر في مركز "بريسبيتيريان كولومبيا" الطبي في نيويورك، وكان أيضاً أستاذاً في كلية الطب بجامعة كولومبيا.

حياة أوز السياسية

في العام 2007، كان أوز نشطاً سياسياً ومؤيداً للحزب الجمهوري في نيوجيرسي لعدة سنوات، وتبرع للجمهوريين جون ماكين وبيل فريست.

كما دعم حملة إعادة انتخاب الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2004 وترشيح شمولي بوتيتش، الحاخام الذي ترشح للكونجرس كجمهوري في نيوجيرسي في عام 2012.

وفي عام 2018، تم تعيين أوز في مجلس الرئيس للرياضة واللياقة البدنية والتغذية من قبل الرئيس دونالد ترمب، وفي العام 2022، طلب منه الرئيس جو بايدن الاستقالة من المجلس على أساس أن استمرار عضوية أوز أثناء الترشح لمجلس الشيوخ سيكون "انتهاكاً" لقانون Hatch، لكن أوز رفض، ليقيله بايدن من منصبه.

وترشح أوز لمجلس الشيوخ في عام 2022 في ولاية بنسلفانيا بدعم من ترمب، لكنه لم ينجح، وخسر أمام السناتور الديمقراطي جون فيترمان، بحسب شبكة CNN.

مؤيد سابق لبرنامج Obamacare

قبل ترشحه لمجلس الشيوخ، أعرب أوز عن دعمه لبرنامج "أوباما كير"، رغم أن المتحدث باسم حملته آنذاك تراجع عن تلك الآراء، قائلاً إن أوز لم يكن ليصوت لصالح قانون الإصلاح الصحي التاريخي في العام 2022.

ومع ذلك، فإن دعم أوز السابق لقانون الرعاية الميسرة يتناقض بشكل حاد مع وجهة نظر ترمب، الذي وعد بإلغائه واستبداله في حملته الرئاسية الأولى. 

ورغم أن ترمب يقول الآن إنه "لن يحاول التخلص من برنامج أوباما كير"، إلا أنه قال مراراً إنه سيستبدله بخطة أفضل دون تقديم مزيد من التفاصيل. 

وكان الجمهوريون يجادلون بأن قانون "أوباما كير" أصبح غير دستوري لعدم وجود تأمين صحي في حزمة التخفيضات الضريبية لعام 2017، وقالوا إن القانون بأكمله يجب أن يسقط.

وبالمقابل، هاجم الديمقراطيون خصومهم الجمهوريين لتهديدهم التأمين الصحي لأكثر من 20 مليون شخص، ما وضع ترمب في موقف دفاعي بسبب إخفاقه في وضع خطة رعاية صحية كان قد وعد بها منذ فترة طويلة.

مهام أوز

سيخلف أوز  المديرة الحالية لمراكز الخدمات الطبية تشيكيتا بروكس لاسور، إذ سيكون مسؤولاً عن الإشراف على قانون الرعاية الميسرة، والتي سجل فيها أكثر من 20 مليون شخص في عام 2024.

كما سيكون لأوز سيطرة على برنامجين صحييْن فيدرالييْن Medicare و Medicaid، يغطيان عشرات الملايين من كبار السن الأميركيين والسكان ذوي الدخل المنخفض.

ولطالما أعرب أوز عن دعمه لبرنامج Medicare Advantage، سريع النمو الذي تدفع فيه الحكومة الفيدرالية لشركات التأمين الخاصة لتوفير التغطية لكبار السن وذوي الإعاقة. 

ومن المتوقع أن يلعب مدير مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية دوراً مهماً في إدارة ترمب الثانية، حيث من المتوقع أن يقترح الجمهوريون تغييرات على برنامج Medicaid، الذي سعوا إلى تقليصه في الماضي. 

انتقادات المجتمع الطبي 

وتعرض أوز، الذي يدافع عن الأدوية والعلاجات البديلة، لانتقادات شديدة من المجتمع الطبي لسنوات. 

ففي عام 2015، كتبت مجموعة من الأطباء إلى جامعة كولومبيا، قائلين إنهم "منزعجون" من أن أوز كان عضواً في هيئة التدريس.

وفي عام 2014، وبّخ أعضاء مجلس الشيوخ أوز خلال جلسة استماع بالكونجرس بشأن ترويجه لمنتجات إنقاص الوزن في برنامجه التلفزيوني.

كما واجه أوز استجواباً من قبل أعضاء مجلس الشيوخ في عام 2014، بشأن مزاعم قدمها وإعلان كاذب مزعوم عن مكملات غذائية روج لها في برنامجه، فيما أثارت آراؤه عن جائحة فيروس كورونا ضجة واسعة، بسبب نشره معلومات مضللة من المجتمعات الطبية آنذاك.