يواصل الوقود الروسي الوصول إلى شواطئ أوروبا في ناقلات الظل، عبر التفاف موسكو على كل الإجراءات في القارة العجوز لتحول دون ذلك، إذ تمكنت من العثور على نقطة تبديل شحنات جديدة وبديلة لتلك التي سيطر عليها اليونانيون.
وكشفت بيانات شركة التحليلات "فورتيكسا" Vortexa أن روسيا تبيع مليون برميل شهريًا من وقود الديزل وزيت الوقود، إضافة إلى مشتقات نفط أخرى، إلى أوروبا من نقطة تبديل الشحنات الجديدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولبيع الوقود الروسي، وباقي منتجات الطاقة في موسكو، في ظل العقوبات الاقتصادية الهائلة على هذه الدولة، التي فرضتها الدول الغربية عقب غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تتّبع الدولة أساليب عديدة تتحايل بها على تلك العقوبات، إضافة إلى أنها تستعين بناقلات الظل، وتضمنت العقوبات الغربية على روسيا سقفًا سعريًا للشحنات المنقولة بحرًا، وملاحقة في وثائق الشحن والتأمين.
وتمثّل عائدات النفط أكثر من 70% من إيرادات الموازنة الروسية، لذلك يُعدّ تصدير إنتاجها المصدر الأهم لإبقاء قدرة الدولة في الوقوف على قدميها، ودعمت النفط الروسي، مشتريات الصين والهند، اللتين استغلّتا تخفيضات الأسعار الكبيرة المقدمة من موسكو للحصول على مشترين جدد.
تبديل شحنات الوقود الروسي
انتقلت عمليات تبديل شحن الوقود الروسي إلى أوروبا في ناقلات الظل إلى نقطة جديدة قبالة سواحل اليونان، بالقرب من جزيرتي ليسبوس وخيوس في بحر إيجة، ولم تكتسب هذه المنطقة زخمها في عمليات التبديل إلّا بعد أن أجرت البحرية اليونانية تدريبات حول خليج لاكونيان، الذي كان في السابق الموقع الأول لمثل هذه الممارسات الروسية في أوروبا.
وتُنقل شحنات الوقود الروسي سرًا، حيث تتجنب التتبع الرقمي أو تُعطِّل الإشارات، للعمل على تجنّب العقوبات، كما أن عمليات تبديل الشحنات بين السفن تزيد عدد المتعاملين في مراحل العملية، ما يعني عدم معرفة البائعين بالمشترين، حيث يفصل بينهما وسطاء عديدون.
غير أن عمليات تبديل الوقود الروسي مستمرة بين السفن بالقرب من خليج لاكونيان، ولكن بمعدل أقل بكثير منذ بدء التدريبات البحرية اليونانية.
وبدأت تدريبات البحرية اليونانية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ومُدِّدت التدريبات حتى منتصف مارس/آذار المقبل (2025).
أثار بيئية
أثارت زيادة عدد السفن المتورطة في نقل الوقود الروسي وعمليات تبديل الشحنات مخاوف بشأن البيئة المحيطة، في ضوء شكوك حول مدى سلامة والتأمين على تلك السفن.
وقد أثارت بيانات صادرة في سبتمبر/أيلول الماضي تلك المخاوف من قبل، حيث أشارت مؤسسة دان ووتش غير الربحية للصحافة الاستقصائية، إلى أن 4% من ناقلات الظل المحمّلة بصادرات النفط الروسية، رفضت خدمات الإرشاد الدنماركية خلال العام الماضي 2023. وتنصح المنظمة البحرية الدولية بالاستعانة بالمرشدين، لتفادي وقوع أيّ تسرب نفطي، وهو أمر متّبع منذ عقود.
وتتمثّل الخدمات التي يقدّمها المرشدون الدنماركيون للسفن في تزويد الناقلات بتفاصيل تتعلق بالقيادة عند الدخول للمواني، وخطوط السير عبر المياه الداخلية للدنمارك.
ويمثّل عبور المضائق المائية الدنماركية تحديًا كبيرًا، خاصة مع مرور السفن يوميًا، فضلًا عن الضفاف الرملية، وأعماق المياه المختلفة والتيارات المائية القوية.
وغادرت نحو 1200 ناقلة تحمل صادرات النفط الروسية بحر البلطيق، منذ مطلع 2023، في حين تزايدت حصة ناقلات الظل ضمن هذا الأسطول.
وحُمّلت 6 من كل 10 شحنات تحمل النفط الروسي على متن أسطول ناقلات الظل، خلال المدة من مايو/أيار وحتى يوليو/تموز الماضيين.
يُذكَر أنه في يوليو/تموز الماضي، ومع فرض الاتحاد الأوروبي قيودًا على غاز موسكو المسال.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لبيانات تتبّع السفن، فإن سوق ناقلات الغاز المسال كانت تشهد إقبالًا متزايدًا على شراء "أسطول ظل"، عبر شركات غير معروفة.
وتسبَّب ذلك في رفع أسعار الناقلات -خاصة القديمة- مثلما حدث مع ناقلات النفط أواخر عام 2022 والعام الماضي 2023.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
تحول روسي إلى نقطة ساخنة جديدة في اليونان لنقل الوقود إلى أوروبا من وكالة بلومبرغ
0 تعليق