عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم بعد اتفاق لبنان.. خبراء يستشرفون لـ«العين الإخبارية» مصير حرب غزة - في المدرج
تقف بعد دقائق معدودات آلة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، منذ أشهر، إيذانا ببدء هدنة مدتها 60 يوما، لتبدأ في أعقابها تساؤلات حول مصير الحرب في غزة ومدى إمكانية توقفها باتفاق مماثل.
هذا الاتفاق الذي اعتبره خبراء ومحللون في أحاديث منفصلة لـ«العين الإخبارية»، بمثابة سقوط لمصطلح وحدة الساحات (المساندة لإيران) والرهان عليها، لكن آخرون اعتبروا أنها ستستمر بصيغ أخرى في المستقبل مع إعادة بناء أذرعها.
كما رأى الخبراء أن هدنة لبنان لن تؤدي لوقف سريع لإطلاق النار في غزة، لأن استمرار الحرب هو الحل الوحيد للحفاظ على استمرار الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعدم محاكمة وسجن رئيسها بنيامين نتنياهو.
وأقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، ، مساء الثلاثاء، رسميا اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ويدخل حيز التنفيذ الساعة 4:00 صباحا بتوقيت إسرائيل (6:00 بتوقيت أبوظبي).
و«وحدة الساحات» هو مصطلح استحدثته ما تُسمى بفصائل «محور المقاومة»، في إشارة إلى جماعات مسلحة توالي إيران بالأساس، وتتوزع في أكثر من دولة، والذي يفرض حال انخراط إحداها في صراع على الباقين دعمها.
سقوط «وحدة الساحات»
وفي تعقيبه، ذهب الدكتور ميشال الشماعي، الباحث والكاتب السياسي اللبناني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن «قبول حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار هو تخل واضح عن مفهوم وحدة الساحات، فالهدنة في لبنان ربما تعني سقوط الرهان على استراتيجية الساحات».
ونبه الشماعي، إلى أن «وقف اطلاق النار في لبنان مسار منفصل عمّا يحدث في غزة؛ حيث نجح نتنياهو بفكّ جبهة الإسناد، وبالتالي إسقاط نظرية وحدة الساحات من البوابة الكبرى أي من باب حزب الله».
وحول تأثير هدنة لبنان على الحرب في غزة، قال الخبير السياسي اللبناني، إن «وقف الحرب في لبنان مرتبط بالحسابات الإقليمية التي يجريها نتنياهو، بعد أن أكد مجددا في تصريحات أخيره ضرب رأس الأفعى، في إشارة إلى إيران، وهو ما يعني احتمال نقل الحرب إلى طهران بهدف إسقاط أذرعها بالكامل».
وأردف: «بعيدا عن الحرب في غزة، فإن ارتباط حزب الله الإقليمي هو الهدف بالنسبة لإسرائيل، ولاسيما بعدما نجح في إجباره على توقيع الاتفاق، لأنه ما لم يوقع فسوف تنتقل الحرب إلى قدرات الدولة اللبنانية بالكامل، وهذا ما لا يستطيع تحمله داخليًا».
الاختلاف بين غزة ولبنان
وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، عاموس يادلين، كشف في وقت سابق عن «الفرق الكبير» بين قطاع غزة ولبنان، مؤكدا أنه «لا يوجد مخطوفون في لبنان، والمفاوضات نجريها مع حكومة شرعية».
وقال المسؤول الإسرائيلي السابق "إن الإيرانيين خائفون، ولم يردوا على الهجوم الإسرائيلي الناجح جدا، واللبنانيون سيخرجون، لتجد حماس نفسها وحدها".
واعتبر عاموس يادلين أن "أهم إنجازات التسوية مع لبنان هو تفكيك وحدة الساحات".
«لم تنته بشكل كامل»
لكن الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اختلف في حديث خاص لـ«العين الإخبارية» مع ما قاله الشماعي حول نهاية وحدة الساحات، مؤكدا أن «وحدة الساحات تلقت ضربة قوية جدا، لكنها لم تنته بشكل كامل».
وأبرز في هذا الصدد: «لا أعتقد أن استراتيجية وحدة الساحات قد سقطت أو انتهت تماما، لكنها انكمشت وتراجعت تحت ضغط الهجوم الإسرائيلي القوي، واختلال موازين القوى عسكريا وسياسيا».
وتابع: «مع استمرار التضييق على طهران واستمرار الحصار، فإن وحدة الساحات ستستمر في وقت لاحق، بحثا عن أوراق ومراكز قوة كورقة تفاوضية، عبر إعادة بناء أذرعها في المنطقة»، وفقا للخبير السياسي المصري.
لكنه استدرك: «وإذا تمكنت طهران من إتمام صفقة مع الغرب والولايات المتحدة، فإنه يمكن الحديث هنا عن نهاية استراتيجية وحدة الساحات».
ويعتبر «عبد الفتاح» أن «الموافقة على الاتفاق من قبل حزب الله وإيران ربما يكون إجراءا مرحليا»؛ لأن ما يسمى بحركات المقاومة «بحاجة إلى هدنة وفسحة من الوقت للملمة أوراقها لإعادة بناء نفسها مجددا، وإعادة هيكلة تنظيمها وفي نفس الوقت البحث عن قيادات جديدة».
«لن يقود لاتفاق سريع»
وحول مدى تأثير اتفاق لبنان على حرب غزة، عبر المحلل السياسي الفلسطيني، عادل شديد، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، عن اعتقاده بأن «هدنة لبنان لن تؤدي لوقف سريع لإطلاق النار في غزة».
ويرى في هذا الصدد، أن «حكومة إسرائيل لن تتعاطي بشكل جدي مع إتمام صفقة في غزة ووقف إطلاق النار، لأن هذا يعني انسحاب الجيش الإسرائيلي ونهاية المشروع الاستيطاني»، وفق قوله.
مردفا : "استمرار الحرب الحل الوحيد للحفاظ على استمرار الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعدم محاكمة وسجن نتنياهو".
وبين أن "هناك حسابات لها أبعاد عقائدية وأيدلوجية واستيطانية تشكل المحدد الأهم لسياسة إسرائيل تجاه غزة، تختلف تماما عن لبنان".
وتابع: "ليست من أولويات المجتمع الإسرائيلي الحرب في الشمال، خاصة في ظل الخسائر التي تتعرض لها إسرائيل يوميا، وعدم القدرة على تحقيق أهدافها".
ويضيف: "تعتقد إسرائيل أن وقف إطلاق النار مع لبنان، من الممكن أن يشكل ضغطا على غزة وعلى حركة حماس حتى تخفف من شروطها في أي صفقات مقبلة، في حين أن حماس لم يبق لها ما تخسره، ولن تقبل بأقل من وقف إطلاق النار في القطاع".
لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اعتبر، الثلاثاء، أن "اتفاق لبنان وإسرائيل على وقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد على إنهاء الحرب في غزة، من خلال خفض التوترات في المنطقة".
«اتفاق على وقع الضغط»
وفي رأي الدكتور ألبير فرحات، الخبير الاستراتيجي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، فإن «اتفاق وقف إطلاق النار ما بين لبنان وإسرائيل لم يأت من العدم؛ لأن الأخيرة وجدت نفسها مجبرة داخليا بفعل الدمار الذي لحق ببعض المستوطنات الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان، فهناك دمارا يفوق الـ 70%».
ويقدر فرحات أن «هناك العديد من البنود السرية التي لم يتم الإفصاح المباشر عنها، أكثر ما أعلن عنه»، مشيرا إلى أن «إيران لن ترضى بتطبيق القرار 1701 في لبنان، ما لم تتوصل مع الولايات المتحدة والغرب لاتفاق حول برنامجها النووي».
وينوه إلى أنه إذا لم تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضربات قوية من جانب الفصائل الفلسطينية فإنها ستستمر في التصعيد، وتحقيق أهدافها".
ووفق تقرير للقناة الإخبارية 12 الإسرائيلية اطلعت عليه «العين الإخبارية» فإن بنود الاتفاق هي:
- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تنفذ أي عمل هجومي ضد إسرائيل
- في المقابل، لن تنفذ إسرائيل أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر
- تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701
- هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس
- ستكون قوات الأمن والجيش اللبناني الرسميان الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان
- سيتم الإشراف على بيع الأسلحة أو توريدها أو إنتاجها أو المواد ذات الصلة بالأسلحة في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية
- تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة بالأسلحة
- سيتم تفكيك جميع البُنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات
- إنشاء لجنة تحظى بموافقة كل من إسرائيل ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات
- ستقدم إسرائيل ولبنان تقارير عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)
- ستنشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار
- ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يومًا.
- ستعزز الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها
0 تعليق