آلاف النازحين يعودون إلى جنوب لبنان مع بدء تنفيذ الهدنة بين إسرائيل وحزب الله

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ صباح الأربعاء، في خطوة بارزة لتهدئة الأوضاع بعد أشهر من التصعيد العسكري الذي شرد آلاف العائلات. الاتفاق، الذي أعلنته الولايات المتحدة وفرنسا، يمثل بارقة أمل للنازحين اللبنانيين الذين بدأوا بالعودة إلى منازلهم في الجنوب. ومع ذلك، تحيط بالاتفاق تساؤلات حول استدامته وتأثيره على المنطقة، وخاصة على جبهة غزة.

عودة النازحين وسط تحذيرات أمنية

مع دخول الهدنة حيز التنفيذ، شوهدت قوافل النازحين وهي تعود إلى قراها في جنوب لبنان، بعد أشهر من النزوح بسبب القصف الإسرائيلي. إلا أن الجيش اللبناني حثّ المواطنين على التريث في العودة، محذرًا من مخلفات الحرب مثل الذخائر غير المنفجرة.

وأكد الجيش اللبناني في بيان له أنه يتخذ الإجراءات اللازمة للانتشار في الجنوب وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، لضمان تطبيق القرار 1701.

التحولات الميدانية: انسحاب وعودة الجيش اللبناني

بموجب الاتفاق، ستنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بينما سيتولى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل المسؤولية الأمنية بدلاً من حزب الله. وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن لبنان يدخل مرحلة جديدة تشمل تعزيز حضور الدولة في الجنوب وإعادة الإعمار.
 

وقال ميقاتي: "الحكومة اللبنانية ملتزمة بتحقيق الاستقرار على الخط الأزرق، مع تعليق كل الآمال على الجيش اللبناني لبسط سيطرة الدولة".

مواقف متباينة بين اللبنانيين

تفاوتت آراء اللبنانيين العائدين إلى مناطقهم بشأن الاتفاق. بينما يرى البعض أن الاتفاق يمثل خطوة نحو الاستقرار، يشكك آخرون في نوايا إسرائيل ويعتبرون بنود الاتفاق غامضة وتسمح بتجدد المواجهات.

تقول إحدى النازحات: "لا يمكن الوثوق بإسرائيل، ولهذا ما زلت مترددة في العودة". بينما يعتقد آخرون أن الاتفاق سيمضي قدمًا بفضل الدعم الدولي والإجراءات الأمنية الجديدة.

موقف إسرائيل: حذر واستعداد للرد

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن القوات الإسرائيلية ستظل في حالة تأهب قصوى، وستتحرك ضد أي خروقات للاتفاق. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحقه في الرد إذا انتهك حزب الله بنود وقف إطلاق النار.

وأضاف أدرعي: "سلاح الجو على أهبة الاستعداد للعمل في جميع أنحاء لبنان، ولن يُسمح بالمساس بأمن مواطني إسرائيل".

إعادة الإعمار ودعم الاستقرار

من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الاتفاق يطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان، داعيًا إلى الوحدة الوطنية والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وأشار بري إلى أن المرحلة المقبلة يجب أن تركز على إعادة إعمار المناطق المتضررة، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بلبنان.

إشادة من حماس ودعوات لتوسيع الاتفاق إلى غزة

أشادت حركة حماس بدور المقاومة في لبنان، مؤكدة أن الاتفاق يمثل نجاحًا لمحور المقاومة. ودعت الحركة إلى تطبيق اتفاق مشابه في غزة يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية وعودة النازحين.

وأضافت حماس في بيانها أن قبول إسرائيل للاتفاق دون تحقيق شروطها يمثل ضربة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأوهامه بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوة.

لماذا لم يحدث اتفاق مشابه في غزة؟

يشير مراقبون إلى أن الظروف التي ساعدت على تحقيق الاتفاق في لبنان ليست متوفرة في غزة. فقد أوكل حزب الله مهمة التفاوض للحكومة اللبنانية، مما أعطى الاتفاق طابعًا سياديًا، بينما تصر حركة حماس على إدارة المفاوضات بنفسها.

إضافة إلى ذلك، يعاني قطاع غزة من انقسامات سياسية وجغرافية بين الضفة الغربية والقطاع، فضلاً عن غياب قيادة موحدة بعد اغتيال عدد من كبار قادة حماس، مما يجعل التوصل إلى هدنة مع إسرائيل أكثر تعقيدًا.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق