عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم سمير درويش: تراجع القراءة في مصر يعكس أزمات التعليم والأولويات المجتمعية - في المدرج
إسراء إبراهيم
كشف الشاعر والكاتب سمير درويش عن بداياته الأدبية التي انطلقت من قصر ثقافة بنها، حيث كان محظوظًا بتوجيه الكاتب الراحل فؤاد قنديل. وأوضح أن علاقته بالشاعر الكبير حلمي سالم كانت علامة فارقة، حيث وصفه بأنه "الأستاذ والصديق"، مشيرًا إلى دوره المحوري في تقديم ديوانه الأول "خريف لعينيَّ".
وعن تجربته في كتابة الشعر قال "درويش" خلال لقاء مع برنامج "فكرة" المُذاع عبر قناة "النيل الثقافية": "بدأت بكتابة القصيدة التفعيليّة متأثرًا بصلاح عبد الصبور، وانتقلت تدريجيًا نحو قصيدة النثر". وأكد أنه رغم تنوع إبداعاته بين النقد والرواية والسياسة، فإن الشعر يبقى مشروعه الأساسي الذي أصدر فيه 19 ديوانًا حتى الآن.
وفي سياق حديثه عن بداياته الشعرية، أوضح سمير درويش أن علاقته بالشعر بدأت منذ طفولته، حيث كانت البداية بكتابة محاولات بسيطة في المدرسة الابتدائية، ثم تبلورت موهبته خلال المرحلة الجامعية. أشار إلى تأثره بالشعراء الكبار آنذاك مثل صلاح عبد الصبور، الذي وصفه بأنه "أستاذ جيله"، بالإضافة إلى اهتمامه بقراءة الشعر اللبناني والسوري في السبعينيات والثمانينيات. ورغم انخراطه في محاولات لكتابة قصيدة النثر واستكشاف التجارب الحداثية، أكد أنه ظل يبحث عن صوته الخاص وسط تنوع التأثيرات.
كما تناول "درويش" خلال الحوار تطور تجربته الثقافية، حيث تحدث عن فترة عمله بالمؤسسات الثقافية، وتجربته بالسعودية وأمريكا، مؤكدًا أن البيئة الثقافية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل المبدع. وأشار إلى الاختلافات بين المجتمعات، موضحًا أن الإبداع في الغرب يعد مصدر رزق أساسيًا، بعكس العالم العربي حيث يعاني المبدعون من ضعف الإقبال على القراءة.
تحدث أيضًا عن انتقاله إلى المملكة العربية السعودية وعمله في مجال المحاسبة لمدة خمس سنوات، وهي تجربة أثرت على كتاباته بشكل غير مباشر. أشار إلى أن هذه الفترة شهدت صدور ديوانه "النوارس والكهرباء والدم"، الذي نُشر ضمن سلسلة "إضاءة 77"، وشكَّل نقطة انطلاق مهمة في مسيرته الشعرية. بعد عودته إلى مصر، اتخذ قرارًا حاسمًا بالتفرغ للعمل الثقافي، فعمل في اتحاد الكتاب وهيئة قصور الثقافة، واستمر في إصدار الدواوين التي تجاوزت تسعة عشر ديوانًا حتى الآن.
وعن استقراره الحالي في الولايات المتحدة، قال درويش إن وجوده في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي فتح أمامه آفاقًا جديدة للإبداع والنشر، حيث أسس متجرًا إلكترونيًا لبيع الكتب واطلع على نظام ثقافي مختلف. وصف تجربته بأنها فرصة لفهم مدى الفارق بين الإقبال على القراءة والنشر هناك مقارنة بمصر، مشيرًا إلى تراجع الإقبال على الثقافة والقراءة في المجتمع المصري، وهي قضية يعتبرها انعكاسًا لأزمات أكبر في التعليم والإعلام والأولويات الاجتماعية.
اختتم "درويش" حديثه بالقول إن المشهد الثقافي في مصر بحاجة إلى إعادة ترتيب الأولويات وتنشيط الوعي العام بالقراءة والفن كجزء من الحياة اليومية.
0 تعليق