عادة ما تكون الصحراء مكانا لتدريب قوات الجيش من المشاة والمدفعية، لكن أن تكون مكانا لتدريب القوات الجوية فهذا هو الغريب.

هذا ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية عندما قامت القوات الجوية للجيش الأمريكي ببناء سفينة حربية يابانية في وسط صحراء كاليفورنيا، وفقا لموقع war online history.

السفينة التي أطلق عليها رسميًا "Muroc Maru"بُنيت عام 1943 في بحيرة روجرز الجافة. وقد استخدمت هذه النسخة المقلدة لسفينة يابانية من طراز "تاكاو" لتدريب الطيارين الأمريكيين على تنفيذ هجمات القصف ضد السفن الحربية للعدو.

بناء سفينة "Muroc Maru"

تم بناء النسخة المقلدة باستخدام مزيج من الألواح الخشبية والأسلاك الشائكة، والتي غُطيت بورق القطران لإعطاء انطباع عن سفينة بطول 650 قدمًا وسط صحراء جنوب كاليفورنيا، بتكلفة بلغت 35,819.18 دولار.

وبحسب الموقع، تم بناء السفينة موروك مارو على قاع بحيرة روجرز الجافة لأن الموقع كان يحاكي مظهر المحيط - حتى أن الكثبان الرملية تم نحتها لخلق وهم بوجود أمواج بحرية حول الطراد!

وحصلت السفينة على لقبها من خلال الجمع بين موقعها، وقاعدة موروك العسكرية، ,والمقطع الأخير من أسماء السفن اليابانية "مارو".

تدريب الطيارين الأمريكيين على هجمات القصف

اتُّخذ قرار بناء "Muroc Maru" بعد نقل برنامج التدريب الخاص بمسرح العمليات في المحيط الهادئ من أوهايو، هاواي، إلى قاعدة موروك الجوية للحد من حركة الإمدادات البحرية.

وقد لعبت السفينة المقلدة دورًا كبيرًا في برامج تدريب أفراد القوات الجوية على تقنيات القصف، وإطلاق النار، والتعرف على السفن الحربية. وكان من بين هذه التقنيات "القصف المرتد"، وهو أسلوب يتضمن إطلاق الذخائر من ارتفاعات منخفضة لتقفز فوق الماء وتضرب السفن اليابانية.

إرث سفينة "Muroc Maru"

ظلّت "Muroc Maru" قيد الاستخدام حتى عام 1950، عندما اعتُبرت خطرًا على الملاحة الجوية بسبب الذخائر غير المنفجرة، وتم تفكيكها لاحقًا. على الرغم من تصميمها وموقعها غير التقليديين، وقد ساهمت السفينة في إعداد الطيارين للمعارك الجوية، مما جعلها جزءًا لا يُقدر بثمن من التاريخ الأمريكي.

ورغم تفكيك السفينة، لا تزال آثار وجودها باقية في بحيرة روجرز الجافة على شكل حواجز رملية ومسامير متناثرة. قد يبدو المكان عاديًا للبعض، ولكن أولئك الذين يعرفون تاريخه يدركون دوره في الحرب العالمية الثانية.