صلاة الاستخارة هي سنة نبويّة تهدف إلى طلب الإرشاد من الله في الأمور التي لا يُعلم فيها الصواب، سواء كانت تتعلق بالزواج أو العمل أو السفر أو غيرها من الأمور الحياتية. ومع ذلك، هناك أوقات معينة يُنهى فيها عن أداء صلاة الاستخارة، وهي تتوافق مع أوقات النهي عن الصلاة في الإسلام.
أوقات النهي عن صلاة الاستخارة
النبي صلى الله عليه وسلم بيّن في عدة أحاديث الأوقات التي لا يجوز فيها أداء الصلاة بشكل عام، ومن بينها صلاة الاستخارة. من أبرز هذه الأوقات:
بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس: حيث يُنهى عن الصلاة في هذه الفترة، لأن الشمس تشرق في وقت يعتبره الشركيون وقت عبادة لها، وهو وقت مشؤوم للصلاة. وقد ورد في الحديث الشريف: «لا صَلَاةَ بَعْدَ صَلاةِ الفجر حتى تَطْلُعَ الشمس» (رواه مسلم).
حين تكون الشمس في وسط السماء قبل الزوال: وهو ما يُعرف وقت القائلة، وهو الوقت الذي تكون فيه الشمس في أقصى ارتفاعها، ويُنهى عن الصلاة في هذه الفترة.
بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس: يتبع نفس الحكمة السابقة؛ لأن الشمس تقترب من الغروب في هذا الوقت، وهذا يشبه الفترات التي يعظم فيها السجود للشمس كما في المعتقدات الوثنية.
تجنب الصلاة في هذه الأوقات هدفه تجنب التشبه بالشركيين الذين يعبدون الشمس في تلك الفترات، وكذلك تجنب أوقات تشتد فيها حرارة النار في بعض الروايات.
اقرأ أيضا
أفضل وقت لصلاة الاستخارة
أما عن أفضل وقت لصلاة الاستخارة، فقد حدد العلماء الثلث الأخير من الليل وقبل صلاة الفجر كأفضل الأوقات للقيام بهذه الصلاة، حيث يُستحب أن يصلي المسلم الاستخارة في هذه الأوقات المباركة. في هذا الوقت، ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويستجيب للدعوات، كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ..." (رواه مسلم).
حكم صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة هي سنة مؤكدة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها. وهدف الاستخارة هو تسليم الأمر لله عز وجل، واللجوء إليه في اختيار الأفضل للمسلم في حياته. وهي تُؤدى عندما يكون المسلم في حيرة من أمره ولا يعرف أي الخيارين أفضل له، مثل اتخاذ قرار بشأن الزواج أو السفر أو العمل.
كيفية أداء صلاة الاستخارة ودعاؤها
أداء صلاة الاستخارة يتطلب الوضوء وصلاة ركعتين، كما في صلاة النفل، وفي الركعة الأولى بعد الفاتحة يُقرأ سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يُقرأ سورة الإخلاص. بعد التسليم، يُدعى دعاء الاستخارة الذي يبدأ بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يُذكر المسلم حاجته بعد قول "اللهم إني استخيرك بعلمك...".
إليك نص الدعاء كاملاً: "اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، واسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا اقدر، وتعلم ولا اعلم، وانت علام الغيوب... "
ثم يذكر حاجته مثل الزواج أو السفر أو أي أمر آخر. بعد الصلاة والدعاء، يثق المسلم بأن الله سيسهل له الخير في ذلك الأمر أو يصرفه عنه إن كان شرًا.
نتائج الاستخارة وتفسيرها
من المهم أن يعرف المسلم أن الاستخارة ليست شرطًا أن تظهر له نتيجة فورية أو رؤية معينة. قد يلاحظ المسلم بعد الاستخارة أن قلبه يميل لقرار معين، أو قد يشعر براحة أو توجيه داخلي بشأن الخيار الذي ينبغي أن يسلكه. ومع ذلك، يجب أن يتوكل المسلم على الله ويعلم أن ما يختاره الله له هو الأفضل في دينه ومعاشه وعاقبة أمره.
صلاة الاستخارة هي عبادة عظيمة تقوي علاقة المسلم بربه، وتجعله يثق في اختيار الله له. يُستحب أداء الاستخارة في الأوقات المباركة مثل الثلث الأخير من الليل، مع تجنب أوقات النهي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم.
0 تعليق