عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم قبل عودة ترمب.. روسيا وأوكرانيا تسابقان الزمن لإحراز مكاسب ميدانية - في المدرج
تسابق كل من أوكرانيا وروسيا الزمن لتحقيق مكاسب عسكرية تكتيكية على الأرض، سعياً لتعزيز مواقفهما التفاوضية قبيل انطلاق أي محادثات مرتقبة، خصوصاً مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي وعد بإنهاء الحرب، إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.
وقالت مجلة "بوليتيكو"، إن الأسابيع السبعة المتبقية قبل تنصيب ترمب في 20 يناير المقبل، قد تكون حاسمة في الحرب الروسية-الأوكرانية، مُشيرة إلى تعهد الرئيس المنتخب بإنهاء الصراع خلال يوم واحد من توليه منصبه، وتعيينه الفريق المتقاعد كيث كيلوج، مبعوثاً خاصاً لروسيا وأوكرانيا، وتكليفه بالتفاوض على هدنة.
وكثفت روسيا عملياتها في شرق أوكرانيا هذا الشهر، حيث سيطرت على 574 كيلومتراً مربعاً من الأراضي منذ الأول من نوفمبر الماضي، وهو معدل أعلى من الفترات السابقة هذا العام أو في عام 2023، وفق معهد دراسات الحرب ISW.
وفي هذه الأثناء، قاد الرئيس الأميركي، جو بايدن، القوى الغربية في منح كييف الإذن، بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على أهداف داخل روسيا.
وتظهر دلالات التصعيد في كل مكان، وبالأخص في التصريحات والأفعال الصادرة من موسكو، ففي الأسابيع الأخيرة، نشرت روسيا آلاف الجنود الكوريين الشماليين، وفق مسؤولين غربيين، وأطلقت نوعاً جديداً من الصواريخ تجاه أوكرانيا، كما خففت من القيود المتعلقة باستخدام أسلحتها النووية.
إنهاء الحرب.. هدف مشترك
وقال مسؤول غربي لـ"بوليتيكو": "الجميع يتوقع مفاوضات قادمة، والأوكرانيون والروس يريدون أن يكونوا في أفضل وضع ممكن لها. مع تكثيف الجانبين لجهودهما، تتصاعد مخاطر الحسابات الخاطئة".
بدوره، يرى جيمس نيكسي، رئيس برنامج روسيا وآوراسيا في معهد "تشاتام هاوس" في لندن، أن كييف وموسكو لديهما أسبابهما الخاصة لإنهاء الحرب بسرعة.
وقال نيكسي: "كلاهما في سباق مع الزمن، ليس فقط بسبب ترمب، ولكن أيضاً لأن كلاهما يواجه مشكلات نظامية ومستعصية".
وأضاف أن أوكرانيا تعاني نقصاً في الجنود وتبدو ماضية في طريقها إلى خسارة هذه الحرب، وفي المقابل، تلقت روسيا تعزيزات من كوريا الشمالية ودعماً عسكرياً إضافياً من الصين، إلا أن اقتصادها يواجه ضغوطاً نتيجة ضعف الروبل.
وحتى الآن، يتجنب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إصدار أمر بجولة جديدة من التجنيد الإلزامي.
وعلى أرض المعركة، يعتقد مسؤولون بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أن روسيا تحقق تقدماً، ولكن مقابل "كلفة عالية"، إذ تخسر نحو 1500 جندي يومياً. بينما لا تزال أوكرانيا صامدة، رغم الصعوبات، حسبما نقلت "بوليتيكو".
ومع اقتراب بداية ولاية ترمب الثانية، قرر حلفاء أوكرانيا توخي الحذر. فإلى جانب منح كييف الإذن بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على روسيا، اجتمع مسؤولون غربيون في الأيام الأخيرة لمناقشة أفضل السبل لتحقيق أفضل نتيجة في حال فرض ترامب نوعاً من المفاوضات في يناير المقبل.
وأفادت تقارير في فرنسا، بأن لندن وباريس ناقشتا إمكانية إرسال قوات كجزء من "مبادرة سلام"، فيما لم يستبعد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، وجود قوات بريطانية على الأرض مستقبلاً.
حروب "المنطقة الرمادية"
وترى "بوليتيكو"، إن اختيار ترمب كيلوج البالغ من العمر 80 عاماً، مبعوثاً للسلام يحمل دلالات أيضاً، موضحة أنه شارك في أبريل الماضي في كتابة ورقة استراتيجية تدعو إلى الاستمرار في تسليح أوكرانيا، ولكن بشرط موافقة كييف على المشاركة في محادثات سلام مع روسيا.
وقال كيلوج إن الولايات المتحدة "يجب أن تعرض تأجيل انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو لفترة طويلة مقابل التوصل إلى اتفاق سلام شامل وقابل للتحقق مع ضمانات أمنية"، وذلك لإقناع الرئيس الروسي بالمشاركة في المفاوضات.
ولفت مبعوث ترمب، إلى أن محادثات السلام تواجه مشكلة تكمن في "عدم وجود دليل كاف على أن بوتين يريد حقاً التفاوض. بإمكانه أن يكون صبوراً عندما يكون ذلك في مصلحته".
وفي هذا الصدد، حذرت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، من أن خطر التفاوض مع بوتين، يكمن في أنه قد يعيد ترتيب قواته ويعاود غزو أوكرانيا، مضيفة: "أعتقد حقاً أن بوتين ليس لديه خط أحمر".
وأضافت جولي: "التهديد الحقيقي الذي نواجهه هو، إما أن يقرر الانسحاب وإعادة تسليح قواته، ثم معاودة الغزو، أو أن يقوم بذلك في أماكن أخرى أيضاً".
وقالت "بوليتيكو"، إن هجوم بوتين لا يقتصر على منطقة النزاع المباشرة فحسب، بل إن الحكومات الغربية في حالة تأهب متزايدة حيال ما يُعرف بحروب "المنطقة الرمادية"، سواء داخل أراضيها أو في أوكرانيا.
ويتهم مسؤولون غربيون الكرملين بوضع طرود مفخخة على الطائرات، ومحاولة تنفيذ اغتيالات مستهدفة، وتنفيذ هجمات على البنى التحتية الحيوية مثل خطوط السكك الحديدية، والكابلات البحرية، وشبكات الكهرباء.
معاناة أوكرانية
وفي تقرير منفصل، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الأحد، إن عدد الجنود الأوكرانيين الفارين من الخدمة ارتفع في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام مقارنة بالعامين السابقين من الحرب، ما يبرز الصعوبة التي تواجهها كييف في تعزيز صفوفها على جبهتها مع استيلاء روسيا على المزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة، إلى تخلي مئات الجنود من "لواء المشاة 123" الأوكرانية عن مواقعهم في مدينة فوهلدار شرقي أوكرانيا، وعودتهم إلى منازلهم في منطقة ميكولايف، حيث نظم بعضهم احتجاجاً علنياً نادراً، مطالبين بتوفير المزيد من الأسلحة والتدريب.
وفتح المدعون العامون الأوكرانيون، 60 ألف قضية في الفترة بين يناير وأكتوبر من العام الجاري، ضد جنود بتهمة "ترك مواقعهم"، ما يعادل تقريباً ضعف عدد القضايا التي فُتحت في عامي 2022 و2023 معاً، وحال إدانتهم، يواجه المتهمون أحكاماً بالسجن تصل إلى 12 عاماً.
ووفقاً للسلطات المحلية، عاد بعض من فرّوا من اللواء 123 إلى الجبهة، بينما اختبأ آخرون، وبعضهم رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة. وقال مسؤول أمني بولندي، إن نحو 12 جندياً في المتوسط يفرون شهرياً من معسكرات التدريب العسكري في بولندا.
ويُمنع الرجال في سن التجنيد من مغادرة أوكرانيا، لكن بعضهم استغل فرصة إرسالهم إلى معسكرات تدريب خارجية في البلدان الحليفة للفرار أثناء وجودهم في الخارج.
0 تعليق