فيما اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني مسعود بزشكيان على "الدعم غير مشروط" لدمشق والرئيس بشار الأسد، أبدت تركيا استعدادا للتعاون حفاظا على سلامة الأراضي السورية.

وجرت مباحثات هاتفية ماراثونية محورها التطورات في سوريا، وأطرافها الرؤساء السوري بشار الأسد، وبوتين، وبزشكيان، فضلا عن مباحثات إيرانية تركية، فيما يعقد مجلس الأمن غداً جلسة طارئة، بطلب من سوريا لمناقشة الهجوم المُسلح على حلب.

وفيما أقر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بوجود خلافات بين طهران وأنقرة حول الأزمة السورية، اتفق بوتين وبزشكيان، في اتصال هاتفي، على الدعم غير المشروط لإجراءات "السلطات الشرعية في سوريا"، وشددا أيضا على "أهمية تنسيق الجهود بمشاركة تركيا"، حسب بيان للكرملين نقلته وكالة "تاس" الروسية.

اتصال الأسد وبزشكيان

كما جرى اتصال هاتفي بين الأسد وبزشكيان، أكد خلاله الرئيس السوري أن "ما يحصل من تصعيد يعكس أهدافاً بعيدة في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد وفقاً لمصالح وغايات الغرب".

وذكرت "سانا" أن "بزشكيان أكد رفض بلاده التام لكل محاولات النيل من وحدة واستقرار سوريا"، مضيفا أن "المساس بوحدة سوريا هو ضرب للمنطقة واستقرارها ووحدة دولها"، وأكد الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم لسوريا.

اجتماع فيدان وعراقجي

وفي أنقرة، اجتمع وزير خارجية إيران مع نظيره التركي هاكان فيدان، الذي أكد أن أنقرة "مستعدة للمساهمة في التسوية في سوريا وفي الوقت نفسه تعتبر أي تدخل خارجي في وضع البلاد عملا مضللاً".

وقال وزير الخارجية التركي، حسب "رويترز": "بالتعاون مع إيران، أحرزنا بالفعل تقدماً قيماً خلال الاجتماعات في صيغة أستانا، وسنواصل التعاون ودعم سلامة أراضي سوريا ووحدتها"، معتبرا أن "أي تدخل خارجي في سوريا كرد فعل على التصعيد أمر خاطئ في هذه المرحلة".

من جهته، قال عراقجي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فيدان، إن تفعيل الجماعات المسلحة من جديد في شمال سوريا وشنها هجمات على مناطق مختلفة بما في ذلك مدينة حلب، أمر مثير للقلق، مضيفا: "المحادثات كانت مثمرة للغاية. هناك اختلافات في وجهات النظر وأيضا آراء مشتركة، والمهم أننا تحدثنا دائما عن اختلافاتنا في الرأي، والآن قررنا أن نتحدث عن كثب لنكون قادرين على إدارة التعاون في الوضع الإقليمي بشكل جيد؛ خدمة للسلام والهدوء والتنمية في المنطقة".

وأوضح أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع قريب لوزراء خارجية "صيغة أستانا" (روسيا وتركيا وإيران).

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي، الإثنين، إنه يأمل أن تنتهي حالة عدم الاستقرار في سوريا باتفاق يتماشى مع مطالب الشعب السوري، مضيفا أن أنقرة تراقب عن كثب التطورات في سوريا وتتخذ التدابير اللازمة لمنع الإضرار بأمن تركيا، حسب "رويترز".

قتل مئات المسلحين

ميدانيا، ذكرت وزارة الدفاع السورية، أن "الجيش نجح في صد هجوم من مسلحين ويحرر بلدات على طريق محردة السقيلبية بريف حماة".

وأكدت في وقت سابق أن "مئات المُسلحين قُتلوا خلال الساعات القليلة الماضية نتيجة ضربات الطيران السوري الروسي المشترك على تجمعاتهم وأرتالهم في أرياف حماة وإدلب وتدمير عتادهم وآلياتهم.

وذكرت القيادة العامة للجيش السوري، في بيان الإثنين، أن الجيش بدأ بالتحرك على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على المسلحين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي، مع استمرار وصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محاور الاشتباك.

نفي عراقي

في غضون ذلك، نفى العراق دخول أي قوات منه إلى سوريا، مشددا على أن الحدود بين البدين مؤمنة بشكل تام.

وقال قائد قوات الحدود العراقية، الفريق محمد عبد الوهاب السعيدي، إن الحدود مزودة بكاميرات حرارية ذكية تعمل على مدار الساعة لرصد أي تحركات، فيما أكد الناطق باسم وزارة الداخلية، العميد مقداد ميري، أن الحدود العراقية السورية هي الأفضل أمنياً، ولا يمكن اختراقها، حسب وكالة الأنباء العراقية.

ونفى رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، دخول قوات الحشد إلى مناطق في سوريا، موضحا أن "الحشد الشعبي قوة رسمية تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة، ولا تعمل خارج العراق".