محمد عبدالعزيز
الثلاثاء 03/ديسمبر/2024 - 08:38 ص 12/3/2024 8:38:31 AM
أتابع باهتمام شديد تلك التنويهات الاجتماعية والتربوية التي تذيعها قنوات المتحدة منذ عدة أيام وبمشاركة عدد كبير من نجوم المجتمع. تأتي هذه الخدمة الإعلامية الجديدة في شكل حديث مباشر قصير للغاية وفيه تركيز شديد، ورسالته لا تحمل أي نوع من الغموض. قد يأخذ أحدهم على المادة الفنية تلك المباشرة، إلا أنني أتبنى ذلك الرأي القائل بأن المباشرة مطلوبة في بعض الأحيان ومع نوعية معينة من الرسائل التي تخاطب عموم الجماهير وليس فئة بعينها أو مستوى ثقافي وتعليمي محدد.
تذكرني هذه الحملة بتلك الحملات التوعوية الاجتماعية التي كان يقدمها التليفزيون المصري قديما وشارك فيها عدد من نجوم الجيل السابق كالقديرة الراحلة كريمة مختار، المعلم محمد رضا، الفنان عبد السلام محمد، والمطربة الشعبية فاطمة عيد في إعلان شلبية، وكذلك الإعلان الأشهر في حينه حسانين ومحمدين. وأتذكر - وربما أبناء جيلي - جملة منير في أغنيته التعليمية القديمة التي تقول " عدو عايش ويّانا يقول كلام مايفيدش، يمكن يعطّل مسيرتنا نفضل مانتقدّمش، وشعب عايز يتقدّم لازم يحطم معلهش "، إذ جاءت تلك الأغنية ضمن الحملة الرائعة التي أخرجها الأخوين مُهيب باستخدام الكارتون، فخرجت تلك الحملة كطلقات رصاص مباشرة ومؤثرة وبسيطة وفاعلة.
من بين هذه الحملات الاجتماعية أيضا حملة قام ببطولتها الفنان القدير أحمد ماهر حملت شعار " الراجل مش بس بكلمته، الراجل برعايته لبيته وأسرته ". لم تقتصر تلك الحملات على الاستعانة بالفنانين، فقد كان لنجوم الرياضة مشاركة واضحة كتلك التي استعانت بنجوم الزمن الجميل حسن شحاتة، الخطيب، ثابت البطل وإكرامي ليوعوا المواطنين بأهمية الحفاظ على نظافة الشارع المصري، في حملة حملت شعار " من أجل مصر ". وإعلان آخر كان يدعو المواطنين لإفساح الطريق لسيارات الخدمات الطارئة كالإسعاف والمطافئ ونحوهما وبدون كلام كثير كان يظهر صوت مذيع برسالة نافذة إلى القلوب تقول " أفسح لهم الطريق، قد يكونوا في طريقهم لإنقاذك أنت ".
و اليوم أتابع تلك الحملة الجديدة التي تنظمها الشركة المتحدة عبر قنواتها بتيتر مختصر ومغنى لا يتجاوز الخمسة ثواني، يعقبها ظهور نجم مجتمع في رسالة بسيطة على نحو رسالة الفنانة الكبيرة يسرا، والتي تتحدث في دقيقة واحدة عن الشائعات والأخبار المضللة بأرقام موثقة، لتنهي رسالتها الموجزة بدعوة لعدم التفاعل على وسائل التواصل مع الأخبار غير الدقيقة. وكذلك نصيحة الإعلامية الكبيرة سناء منصور التي تحذر أولياء الأمور من خطورة تعامل الأطفال مع الموبايل، وتدعو لعدم ترك المحمول في أيدي الطفل دون الثامنة لأكثر من ثلاثة ساعات أسبوعيا.
الجميل في الحملة أن منظميها لم يكتفوا بالاستعانة بالفنانين وحدهم، بل استعانوا بعدد من العلماء كما حدث مع أستاذ الطب النفسي هشام رامي، والشيخ رمضان عبد المعز، والدكتور أيمن البدراوي أستاذ التغذية، وكذلك أخصائي العلاقات الزوجية سماح عبد الفتاح. كما لم تنس الحملة متحدّي الإعاقة فاستعانت بأحد خبراء لغة الإشارة هو بيشوي عماد ليُعرّف المشاهدين بأهم مصطلحات الطوارئ بلغة الإشارة.
مبلغ ظني أن هذا ليس كل ما في جعبة أصحاب الفكرة، وأن لديهم الكثير من الأسماء التي سيفاجئوننا بها من الشخصيات العامة ذات الجماهيرية والقبول الشعبي،و لا أعتقد أن نجما ستوجه له دعوة للمشاركة فيعتذر أو يتعلل بمشاغل وخلافه، لكن يبقى على المنظمين عدم الاستعانة إلا بحسني السيرة من نجوم المجتمع الذين تشعر كمشاهد بأنهم جزء من عائلتك وأصدقائك المقربين. بالطبع لن أجتهد في طرح أسماء من رموزنا الوطنية في السياسة والأدب والإعلام والفن والعلم والرياضة، فقيادات المتحدة يعرفونهم بالتأكيد. هناك أيضا مزيد من الموضوعات والتخصصات التي تستأهل الطرح بهذه اللغة العصرية والموجزة، فمُشاهد اليوم وخاصة من الشباب - وهم الفئة الأكبر المستهدفة بتلك الحملة - لم يعد لديهم قابلية لتحمل تلك الدروس الطويلة المملة.
مرة ثانية شكرا للمتحدة، وفي انتظار المزيد من هذه الأفكار الهادفة في مثل تلك الحملات وفي غيرها على مستوى الدراما والبرامج والحفلات والأغنيات التي تتصدى المتحدة لإنتاجها. كما ننتظر جهدا مشابها من منصات الهيئة الوطنية للإعلام عبر شاشاتها وإذاعاتها، فهي صاحبة السبق والريادة في حياتنا الإعلامية، وفي اعتقادي أن قياداتها الجديدة ستدفع في هذا الاتجاه سعيا لاستعادة ثقة جمهورها من المستمعين والمشاهدين، لتتناغم الجهود من كلا الكيانين الإعلاميين لصالح الوطن والمواطن.
0 تعليق