اقرأ في هذا المقال
- أرباح الشركة الأميركية تصطدم المساهمين وتهبط بأسعار الأسهم بشدة
- تحميل الميزانية 150 مليون دولار تكاليف تأخيرات دون إخطار المساهمين
- إخفاء المعلومات الجوهرية عن المساهمين محظور قانونيًا في الشركات المدرجة
- الشركة الأميركية بالغت في تقديرات مشروعات جزيرة بورتوريكو الأميركية
تواجه شركة طاقة أميركية دعاوى قضائية مرفوعة من مساهمين فيها يتهمونها بالتضليل؛ ما أثار ضجة في أوساط صناعة الغاز.
وأظهر تحقيق متصل -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- رفع مجموعة واسعة جدًا من المساهمين 9 دعاوى قضائية جماعية على الأقل ضد نيو فورتريس إنرجي (New Fortress Energy).
و"نيو فورتريس إنرجي" هي شركة طاقة أميركية تعمل في في مجال البنية التحتية للطاقة، وتدير مشروعات للغاز الطبيعي والمسال على رأسها، محطة الغاز المسال العائمة قبالة سواحل ألتاميرا بالمكسيك.
وتواجه الشركة اتهامات بتضليل المساهمين بشأن هذه المحطة وإخفاء معلومات جوهرية حول تكاليف تأخيرها، ما أدى إلى انخفاض كبير في سعر السهم بسبب الدعاوى القضائية.
تفاصيل دعاوى قضائية ضد شركة طاقة أميركية
بدأت شركة نيو فورتريس إنرجي الإنتاج من المرحلة الأولى لمحطة للغاز المسال العائمة قبالة سواحل المكسيك في منتصف يوليو/تموز الماضي، وهو أسرع مشروع واسع النطاق تُطوره شركة طاقة أميركية أو عالمية على الإطلاق.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة قرابة 1.4 مليون طن سنويًا، ومن المتوقع أن تمهّد الطريق لإنشاء مركز جديد للغاز المسال قبالة الساحل الشرقي للمكسيك.
وأصدرت نيو فورتريس إنرجي نتائج أعمالها للربع الثاني في 9 أغسطس/آب 2024، بعد أيام معدودة من إعلان أول شحنة من الغاز المسال تخرج من المحطة.
وتوقع المساهمون نتائج أعمال إيجابية للغاية تصل إلى 275 مليون دولار، لكنهم فُوجئوا بأرباح أقل من ذلك بكثير لم تتجاوز 120 مليون دولار، بالإضافة إلى تخفيض الشركة لتوقعاتها حتى بقية العام.
ونسبت إدارة الشركة الأرباح المخيبة للآمال إلى تأخيرات مشروع محطة الغاز المسال في المكسيك، زاعمة أن هذه التأخيرات كلفتها 150 مليون دولار؛ ما أدى إلى تآكل هوامش الربح المتوقعة.
هبوط السهم بسبب التضليل
لم تمر ساعات على إعلان نيو فورتريس إنرجي -شركة طاقة أميركية تتخذ من نيويورك مقرًا لها- الأرباح المخيبة للآمال، حتى هبط سعر السهم بنسبة 23.6%، ليصل إلى 13 دولارًا في 9 أغسطس/آب 2024، مقارنة بنحو 17.02 دولارًا في 6 أغسطس/آب من الشهر نفسه.
وأحدث هذا الهبوط صدمة هائلة لدى المستثمرين الذين راهنوا على شراء السهم مبكرًا، استنادًا إلى تصريحات إيجابية من إدارة الشركة حول مشروع الغاز المسال الرائد في المكسيك.
وتزعم الدعاوى القضائية التي رفعها المستثمرون ضد الشركة في نيويورك، أن المعلومات والحقائق السلبية بشأن المشروع كانت مخفية عنهم؛ ما جعلهم يشترون أسهم الشركة بأسعار مبالغ فيها بسبب الخداع، على حد تعبيرهم.
وتمثّل هذه الدعاوى آلاف المساهمين الذين اشتروا أو استحوذوا بطريقة أو بأخرى على الأوراق المالية لشركة نيو فورتريس إنرجي الأميركية خلال المدة بين 19 فبراير/شباط وحتى 8 أغسطس/آب 2024، بحسب تقرير نشرته منصة أوفشور إنرجي المتخصصة.
قصة خداع أخرى في جزيرة بورتوريكو
ليست هذه المرة الأولى التي تفشل نيو فورتريس إنرجي في الوفاء بوعودها للمستثمرين والعملاء، فلديها سجل من المبالغات في المشروعات التي تدخلها، بحسب تحليل حديث نشره معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
ويشير هذا التحليل إلى مبالغات الشركة في أعمالها بجزيرة بورتوريكو الأميركية ذات الوضع الخاص؛ إذ ادّعت الشركة أنها ستمد الجزيرة بالغاز المسال اللازم لتحويل محطاتها الكهربائية إلى الغاز.
وقدّمت الشركة بيانات مخادعة للمساهمين تفيد بأن بورتوريكو ستتحول إلى الغاز بالكامل متجاهلة السياسة العامة طويلة الأجل لهذه الجزيرة التي تتجه إلى المصادر المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2050.
وتشير البيانات التي قُدمت للمساهمين إلى أن الشركة لديها فرصة لتوسيع أعمالها في بورتوريكو، عبر زيادة استعمال الغاز الطبيعي في قطاع الكهرباء بها إلى 300 تريليون وحدة حرارية بريطانية سنويًا، أي ما يقارب 3 أضعاف عقودها حالية، البالغة 105 تريليونات وحدة حرارية سنويًا.
وتزوّد نيو فورتريس إنرجي جزيرة بورتوريكو بالغاز المسال منذ عام 2019، كما أنشئت البنية الأساسية اللازمة لتسهيل وصول الغاز المسال وتخزينه في الجزيرة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرٌها واشنطن).
كشف مبالغات نيو فورتريس إنرجي
جاءت خطة توسيع استعمال الغاز في بورتوريكو مليئة بالمبالغات التي قد تمثل خداعًا للمساهمين على غرار الدعاوى القضائية المرفوعة ضدها، وفق تعبير خبير معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي توم سانزيلو.
وبحسب الخبير، فإن خطة الشركة لوصول استعمال الغاز في الجزيرة إلى 300 تريليون وحدة حرارية ستعني إنتاج 20.7 ألف غيغاواط/ساعة من الكهرباء سنويًا.
وبلغت مبيعات النظام الكهربائي القائم على الوقود الأحفوري في الجزيرة قرابة 16.3 ألف غيغاواط/ساعة في عام 2022، ما يعني أن ما تطرحه الشركة سيتطلب من الجزيرة استيراد كميات ضخمة من الغاز المسال تفوق الطلب الإجمالي على الكهرباء بنسبة 30%.
كذلك، من المتوقع حسب خطة الجزيرة للحياد الكربوني أن تنخفض قدرة التوليد القائم على الوقود الأحفوري إلى 10 آلاف غيغاواط في عام 2035، ثم إلى 6.2 ألف غيغاواط/ساعة بحلول عام 2050.
وتتجاهل نيو فورتريس إنرجي هذه الاعتبارات عند الحديث أمام المساهمين، إذ تبدو تصريحاتها إيجابية للغاية، وكأنها تتحدث عن فرصة مستقبلية رائدة ذات عائدات مضمونة.
كما لم تقدم الشركة أي وثائق تفيد بأن تحويل نظام توليد الكهرباء في بورتوريكو إلى الغاز سيحقّق وفورات لدافعي الضرائب، رغم أنها أخطرت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بأن هذا المشروع سيوفر 285 مليون دولار سنويًا.
لهذا السبب وغيره تبدو شركة نيو فورتريس إنرجي ذات سجل حافل بتضليل المستثمرين والعملاء عبر نشر المبالغات والادعاءات المخالفة للواقع، بحسب "سانزيلو".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تفاصيل دعوى المساهمين ضد شركة طاقة أميركية "نيو فورتريس إنرجي" من أوفشور إنرجي.
- تحليل خداع مشروعات تحويل بورتوريكو إلى الغاز المسال من معهد اقتصادات الطاقة.
0 تعليق