تشكل الأوضاع الحالية في سوريا تهديدًا مشتركًا لإيران والعراق، في ظل تصاعد الأحداث الميدانية وتقدم الفصائل الإرهابية المسلحة. وعقد وزراء خارجية الدول الثلاث "إيران، العراق، وسوريا" اجتماعًا في بغداد، أمس الجمعة، لمناقشة تداعيات التطورات في سوريا على أمن المنطقة. وأصدروا بيانًا مشتركًا يُبرز خطورة الموقف ويؤكد الحاجة إلى تنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة.
أسباب المخاطر المشتركة
تعود المخاطر المشتركة التي تواجهها الدول الثلاث إلى عدة عوامل مترابطة، إذ يشكل طول الحدود المشتركة بين سوريا والعراق وإيران تحديًا أمنيًا بالغ التعقيد، حيث تُستغل هذه الحدود أحيانًا لنقل الأسلحة والعناصر المسلحة. كما أن تصاعد أنشطة الجماعات الإرهابية، مثل هيئة تحرير الشام يعزز التهديدات العابرة للحدود، مما يستدعي تعاونًا مكثفًا بين هذه الدول.
إلى جانب ذلك، تتزايد التحديات الإقليمية مع استمرار تقدم الفصائل المسلحة في سوريا، والتي تُصنفها الدول الثلاث كقوات إرهابية، ما يعكس خطرًا مباشرًا على أمنها واستقرار شعوبها، في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مواقع في سوريا، بالإضافة إلى هجماتها على غزة ولبنان، التي تزيد من تفاقم التوترات وتُعقد الأوضاع في المنطقة.
العلاقات الحدودية وتأثير الأزمة
تلعب الحدود المشتركة بين سوريا والعراق دورًا محوريًا في تفاقم الأزمة؛ نظرًا لما تمثله من ممر استراتيجي تستخدمه الجماعات المسلحة لتعزيز وجودها ونقل إمداداتها. ومع سيطرة الفصائل المسلحة على مدينتي حلب وحماة، تزداد المخاوف من انتقال هذه التهديدات إلى المناطق الحدودية العراقية والإيرانية، مما يعزز الحاجة إلى تعاون أمني وثيق بين الدول الثلاث.
المواقف المشتركة والبيان الثلاثي
في اجتماعهم الأخير، وصف وزراء خارجية إيران والعراق وسوريا المعارضة المسلحة بأنها إرهابية، مشيرين إلى أن تقدمها يشكل خطرًا على أمن المنطقة بأكملها. وشدد البيان المشترك على أهمية العمل الجماعي لمواجهة هذه التحديات، وأدان الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة التي تفاقم الأوضاع.
وأكد الوزراء، خلال البيان، ضرورة مواصلة التشاور والتنسيق بين الدول الثلاث للتصدي لأي تطورات مستقبلية، مشددين على أهمية العمل الدبلوماسي لتخفيف التصعيد، كما دعا البيان إلى حشد الجهود العربية والدولية للتوصل إلى حلول سلمية تُحقق الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام.
تطورات الأحداث منذ بداية ديسمبر
شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا ميدانيًا كبيرًا في سوريا، ففي 27 نوفمبر، بدأت هيئة تحرير الشام هجومًا مفاجئًا واسع النطاق، أسفر عن سيطرتها على مدينتي حلب وحماة، وتزامنت هذه التطورات مع اعتداءات إسرائيلية متكررة على سوريا، مما ساهم في زيادة التوترات الإقليمية، وفي 6 ديسمبر عقد الاجتماع الثلاثي في بغداد للتباحث حول هذه التطورات وإصدار البيان المشترك الذي ركز على أهمية التنسيق والتعاون في مواجهة الأزمة.
0 تعليق