استمرت مسيرة صلاح ذو الفقار على مدى ما يقرب من 40 عاما، عمل خلالها في التمثيل والإنتاج، وقدم أفلاما ومسلسلات إذاعية ودراما تلفزيونية، ولطالما كان حضوره مميز وساحر على الشاشة.

مع مرور ذكرى وفاة أحد فرسان السينما المصرية، الفنان صلاح ذو الفقار صاحب الملامح المصرية والوجه الحنون المحب، نتذكر إسهاماته للسينما المصرية وأدواره المميزة وحضوره الساحر، فجاء 10 من أفلامه ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري في احتفالية مئوية السينما المصرية.

الفنان صلاح ذو الفقار

ولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار في مدينة المحلة الكبرى بدلتا مصر في 18 يناير/ كانون الثاني 1926، والده كان الأميرالاي أحمد مراد بك ذو الفقار، كان ضمن كبار رجال وزارة الداخلية، أما والدته فهي نبيلة ذو الفقار، وفي طفولته كان صلاح ذو الفقار صاحب مواهب متعددة، ولكن التمثيل لم يكن من بينها.

أحب ذو الفقار رياضة الملاكمة، وحصل عام 1947 على كأس الملك في الملاكمة بوزن الريشة، وبداية مساره التعليمي كانت شديدة البعد عن الفن، فالتحق بكلية الطب جامعة الإسكندرية لأنه أراد أن يصبح طبيبا مثل جده، ولكنه لم يكمل تعليمه بها وانتقل إلى أكاديمية الشرطة حتى يكون بالقرب من والده، خاصة، بعد أن مرض الأب واحتاج إلى الرعاية.

خلال عمله في الشرطة، اتسم صلاح ذو الفقار بالوطنية وحب الوطن، ففي أثناء حراسته للسجون المصرية، كان ضمن أحد الضباط المكلفين بحراسة "محمد أنور السادات" في اتهامه باغتيال أمين عثمان، وكان متعاطفا معه ويحرص على مدّه بالطعام والجرائد، ويسمح بزيارة أسرته له للاطمئنان عليه.

كان صلاح ذو الفقار ضمن المشاركين في معركة الإسماعيلية في 25 يناير/ كانون الثاني 1952، وهي الواقعة التي شهدت صمود ضباط الشرطة في حراسة القسم أمام قوات الاحتلال البريطاني التي قتلت 50 ضابطا وكانت تطالب الضباط الصامدين بالاستسلام، ولكنهم أثبتوا شجاعتهم، وصارت تلك الواقعة احتفالا بعيد الشرطة المصرية.

وحصل صلاح ذو الفقار على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، تقديرا لدوره الوطني خلال العدوان الثلاثي على مصر 1956، حين تطوع مع 19 من طلابه في أكاديمية الشرطة، وقاموا بالتصدي للهجمات كفرقة كوماندوز.

أفلام صلاح ذو الفقار

بحكم عمل أشقائه عز الدين ذو الفقار ومحمود ذو الفقار المخرجين في السينما، لطالما أرادوا أن يُشركوه في الأعمال التي يقدمونها، وظهر في عدد من أفلامهما خلال فترة المراهقة، ولكن انشغل في عمله بالشرطة، ومع إلحاح شقيقه عز الدين، تقدم صلاح ذو الفقار بطلب إلى وزارة الداخلية للمشاركة في بطولة فيلم "عيون سهرانة" أمام شادية عام 1956.

نال ذو الفقار الموافقة على مشاركته، ثم اشترك في فيلم "رد قلبي" عام 1957، وكان حضوره مميز ولافت للأنظار، فأحبه الجمهور ونال شعبية كبيرة، مما استلزم استقالته من الشرطة وتفرغ للتمثيل، فتم إحالته للمعاش برتبة مقدم، وقدم على مدى مسيرته الفنية أكثر من 200 عمل فني درامي، كان آخرهم فيلم "الإرهابي" عام 1994.

أما أفضل أعمال صلاح ذو الفقار، فهي:

• مسلسل "غاضبون وغاضبات"- 1993
• مسلسل "الطاووس"- 1991
• فيلم "إسكندرية كمان وكمان"- 1990
• مسلسل "عائلة الأستاذ شلش" – 1990
• فيلم "الوداع يا بونابرت"- 1985
• فيلم "أنا لا أكذب ولكني أتجمل"- 1981
• مسلسل "الحقيقة.. ذلك المجهول"- 1977
• فيلم "عفريت مراتي"- 1968
• فيلم "كرامة زوجتي" – 1967
• فيلم "مراتي مدير عام" – 1966
• فيلم "أغلى من حياتي"- 1965
• فيلم "الناصر صلاح الدين"- 1963
• فيلم "جميلة"- 1958

إلى جانب التمثيل، كان لصلاح ذو الفقار إسهاماته من خلال إنتاج الأفلام والأعمال الدرامية، عبر الشركة التي أسسها مع أخيه، وأنتج من خلالها أفلام: "الرجل الثاني"، و"الرباط المقدس"، و"صراع الأبطال"، و"أنا الهارب"، و"رسالة من امرأة مجهولة"، و"شئ من الخوف".

وبجانب أعماله على الشاشة، قدم على خشبة المسرح: "رصاصة في القلب"، و"عازب وثلاث عوانس"، و"روبابيكيا"، وشارك في أفلام عالمية منها: فيلم "سر أبو الهول" الإيطالي عام 1964، وفيلم "الفرسان" الإنجليزي الذي قام فيه بدور "صلاح الدين الأيوبي"، وفيلم مكسيكي باسم "نفرتيتي وأخناتون".

زيجات صلاح ذو الفقار

تزوج صلاح ذو الفقار أربع مرات، الأولى من زوجته نفيسة بهجت، التي أنجب منها احمد مراد ومنى، وتزوج من الفنانة زهرة العلا، ولكن لم يستمر زواجهما طويلا، وفي عام 1964 تزوج من الفنانة شادية، وكانا يشكلا معا ثنائي فني مميز، ولكن جاء الانفصال بعد 7 سنوات، أما آخر زيجاته فكانت من السيدة بهيجة التي ظل متزوجا بها حتى وفاته.

سبب وفاة الفنان صلاح ذو الفقار

في أثناء تصويره لفيلم "الإرهابي"، تعرّض صلاح ذو الفقار لأزمة قلبية، وتم نقلها على إثرها إلى مستشفى الشرطة، ولكنه لم يصمد وتوفي في 22 ديسمبر/ كانون الأول عام 1993، عن عمر ناهز 67 عامًا.