ابني علمني الرجولة.. قصة غير عادية عن "تروسيكل بليلة سخنة" في شوارع الشرقية (صور) - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم ابني علمني الرجولة.. قصة غير عادية عن "تروسيكل بليلة سخنة" في شوارع الشرقية (صور) - في المدرج

11:34 م الخميس 12 ديسمبر 2024

الشرقية - ياسمين عزت:

في شوارع محافظة الشرقية، حيث تتشابك الأصوات بين أزقة المدينة وضوضاء الحياة اليومية، يتجول شابان على تروسيكل محمل بأطباق "البليلة" الساخنة.

يتنقلان ليلًا ونهارًا، يجلبان الحلاوة للمارة في كل زاوية، يديران غنوة عبر مكبرات الصوت التي تروج لبضاعتهم: "اللي عاوز البليلة حلوة وجميلة، بليلة بالسكر والموز والمكسرات".

يتجمع الأطفال والكبار حول التروسيكل، وفي عيونهم بريق من السعادة، وأيديهم تمتد لشراء طبق الحلو.

لكن في هذه القصة، ليس التروسيكل هو ما يجذب الانتباه فقط، بل العلاقة العميقة بين الأب وابنه، التي تتجاوز حدود العمل إلى مدرسة الحياة الحقيقية.

الأب، عمرو يحيي (37 عامًا)، كان سائقًا لميكروباص في الماضي، وكانت حياته اليومية تدور حول تلبية احتياجات أسرته. لكن مع تدهور حالته المعيشية، شعر بالعجز وفقدان الأمل في مواصلة العمل، تاركًا نفسه في دائرة من اليأس.

لكن هذا المشهد لم يكن النهاية. كان هناك شاب صغير، "محمد" (17 عامًا)، ابن عمرو، الذي قرر أن يحمل على عاتقه مسؤولية لم تكن تخصه في سنه.

"محمد علمني الرجولة والجدعنة"، يقول الأب بينما يتذكر كيف أصر ابنه على تحمل مسؤولية الأسرة بعد أن مر بأزمة نفسية ألقت به في فخ الاستسلام.

محمد، الذي لم يكن مجرد طفل يسير في طريقه، قرر أن يحقق شيئًا أكبر. تعلم العديد من الحرف ليجمع بين التعليم والعمل، ويُظهر جديته في مواجهة الحياة.

لم يتوقف الطموح عند هذا الحد. قرر محمد أن يفتح مشروعًا خاصًا به. وسيلة لتحقيق دخل ثابت للأسرة. اخترع مشروع البليلة الساخنة، وهو أمر بدا بسيطًا للوهلة الأولى لكنه كان مشروعًا يدور حوله حلم صغير لشاب أراد أن يكون هو من يتحمل مسؤولية حياته وحياة أسرته.

بدأ محمد في البحث عن التروسيكل والأدوات اللازمة لبيع البليلة، وبمساعدة والده، بدأ يجوب شوارع الشرقية ليلًا ونهارًا، يُقدم الأطباق الساخنة للزبائن.

ورغم التحديات الكثيرة، بما فيها ساعات العمل الطويلة وتحضير الطعام في الصباح الباكر، كان محمد مصرًا على النجاح.

"محمد عمل لي مشروع البليلة، وأعاد لي شعور الاستقرار بعدما كنت مستسلمًا للأزمات"، يقول الأب الذي تملأ وجهه ابتسامة من الفخر بعد أن لاحظ تطور ابنه في تحمل مسؤولياته.

مشهد الأب وابنه في هذا المشروع هو أكثر من مجرد قصة عن العمل. "تروسيكل البليلة" بات أكثر من مجرد مصدر دخل للأسرة، لقد أصبح رمزًا للجدعنة والرجولة، لتلك اللحظات التي يثبت فيها الابن أنه قادر على شق طريقه الخاص ويعيد للأب شعور الاستقلالية والثقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق