رغم مشاركة أكثر من مليون أوكراني في الحرب ضد روسيا، تشير تقديرات حكومة كييف إلى أنها بحاجة إلى 160 ألف جندي إضافي.

وبحسب مجلة "نيوزويك"، طالبت إدارة بايدن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على خفض سن التجنيد الإجباري من 25 إلى 18 عامًا لتعزيز صفوف الجيش، لكن هذه الخطوة قد تؤثر سلبًا على الديموغرافيا المتدهورة في أوكرانيا

كما أثار هذا الطلب تساؤلات حول تأثير خفض سن التجنيد على معدلات الولادة المنخفضة بالفعل في أوكرانيا.

وسن التجنيد الإجباري في أوكرانيا هو 25 عامًا، لكن البلاد تعمل على تشريعات تهدف إلى معالجة نقص القوات. وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت في أغسطس/ آب، أن الحكومة صادقت على قرار بمشروع تجريبي يتم فيه تسجيل الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عامًا تلقائيًا كمجندين دون فحوصات طبية.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي مشروع القانون، الذي ينظر حاليًا في البرلمان الأوكراني، على بند يسمح بتسجيل النساء اللواتي تتوفر فيهن الشروط الصحية والعمرية للخدمة العسكرية كمجندات.

وربطت الولايات المتحدة تقديم دعم لأوكرانيا بخفض زيلينسكي سن التجنيد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "إذا قاموا بتوفير قوات إضافية للقتال، سنكون نحن وحلفاؤنا مستعدين لتجهيز تلك القوات وتدريبها للمعركة".

لكن الرئيس الأوكراني رفض الدعوة الأمريكية في منشور على منصة إكس، قائلا: "هناك الكثير من النقاش في وسائل الإعلام حول خفض سن التجنيد للأوكرانيين للذهاب إلى الخطوط الأمامية. يجب أن نركز على تجهيز الألوية القائمة وتدريب الأفراد على استخدام هذه المعدات".

التأثيرات الديموغرافية المحتملة

وفقًا لأحدث تقديرات وكالة المخابرات المركزية، يبلغ عدد سكان أوكرانيا 35,661,826 نسمة، بينهم 17,510,149 من الرجال و18,151,677 من النساء، ومن المتوقع أن ينخفض بنسبة 15% ليصل إلى 31,990,132 بحلول عام 2050، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

بحسب تقرير رويترز، فقد انخفض عدد السكان بمقدار 10 ملايين بسبب الوفيات، ولجوء اللاجئين، ومشكلات الخصوبة منذ اندلاع الحرب عام 2022. كما تأثرت الديموغرافيا الأوكرانية بشكل كبير بتهجير السكان المحليين في دونيتسك، لوهانسك، خيرسون، وزابوريجيا نتيجة ضم روسيا لتلك الأراضي في عام 2022.

كيف يمكن أن يؤثر خفض سن التجنيد على المستقبل؟

تحدثت مجلة "نيوزويك" مع فلورنس باور، مديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمكتب الإقليمي في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، حول المشكلات الديموغرافية في أوكرانيا وكيفية تأثير خفض سن على المستقبل.

وقالت باور: "معدل الولادات المنخفض في أوكرانيا، الذي يقل عن طفل واحد لكل امرأة، يتأثر بالفعل بعدم الاستقرار المنتشر والتحديات الاقتصادية.. هذه الضغوط تجعل من الصعب على الأسر التفكير في إنجاب الأطفال. علاوة على ذلك، فإن تهجير الملايين والحرب المستمرة يؤديان إلى تفاقم انخفاض عدد السكان".

وأضافت أنه إذا تم تمرير القانون الجديد وتم السماح للنساء بالتسجيل للتجنيد، فإن ذلك سيضيف ضغوطًا إضافية على العائلات الأوكرانية.

أوضحت باور أن انخفاض معدلات الولادة وتراجع السكان بشكل عام يمتد تأثيره على المدى الطويل ليشمل عدم الاستقرار الاقتصادي ونقص القوى العاملة، وضعف النظم الاجتماعية. ومع شيخوخة السكان وهجرة العديد منهم، تواجه أوكرانيا انخفاضًا هائلا في قوتها العاملة، مما يهدد استدامة جهود التعافي.