التحول من الغاز إلى الهيدروجين يواجه عدة تحديات.. هل تتبدّد طموحات أوروبا؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة المتجددة توفّر الآن نحو نصف توليد الكهرباء في ألمانيا
  • على مستوى العالم ما يزال استعمال الهيدروجين لتوليد الكهرباء محدودًا
  • الهيدروجين الأخضر هو الذي علّقت عليه قمة المناخ كوب 29 آمالها
  • من المقرر أن يشهد إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون على نطاق تجاري نموًا متسارعًا

تواجه خطط التحول من الغاز إلى الهيدروجين في أوروبا العديد من التحديات، في ظل ارتفاع التكاليف وتراجع خطط الاستثمارات الخضراء.

ويتابع المراقبون والمحللون "إعلان الهيدروجين" الصادر عن قمة المناخ كوب 29، التي انعقدت في أذربيجان، مؤخرًا، من منظور التحديات والفرص.

ودعا البيان الختامي لهذه القمة إلى التحول من الغاز إلى الهيدروجين وزيادة استعمال الوقود الأخضر على نطاق صناعي، بدعم من نمو الطلب والمعايير والشهادات والتمويل وبناء القدرات والبحث والتطوير، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وكان "إعلان الهيدروجين" واحدًا من مجموعة من التعهدات والاتفاقيات الملزمة التي اتفق عليها المندوبون المشاركون في قمة المناخ كوب 29 التي انعقدت مؤخرًا في أذربيجان.

على الرغم من ذلك، أدرك المشاركون في قمة المناخ هذه التحديات التي واجهوها لتحقيق النجاح، حيث خلص الإعلان نفسه إلى أن الإجراءات حتى الآن "تظل غير كافية".

الصعوبات في نشر الهيدروجين

من الأمثلة الرئيسة على الصعوبات في نشر الهيدروجين شركة "كرافت ويركس ستراتيجي" Kraftwerksstrategie الألمانية، التي تسبّبت في ضجة في جميع أنحاء أوروبا عندما خرجت إلى النور لأول مرة في فبراير/شباط الماضي.

بدورها، أعلنت وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الاتحادية -دون ضجة- الخطة التي تشمل بناء محطات لتوليد الكهرباء بالغاز، وتنتج 10 غيغاواط من الهيدروجين، مع التحول من الغاز إلى الهيدروجين بنسبة 100% بين عامي 2035 و2040.

محطة بيبليس لتوليد الكهرباء من الغاز في ولاية هيسن بألمانيا
محطة بيبليس لتوليد الكهرباء من الغاز في ولاية هيسن بألمانيا - الصورة من الموقع الرسمي لشركة آر دبليو إي

وقد شكّك المنتقدون، مرارًا وتكرارًا، في جدوى التحول من الغاز إلى الهيدروجين، خاصة لتوفير طاقة مستدامة وبتكلفة ميسورة.

وقال محلل قطاع الطاقة في معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA)، جوناثان بروغل، إن ألمانيا، ثاني أكبر منتج للكهرباء التي تعمل بالغاز في أوروبا مع توليد 70 تيراواط/ساعة في عام 2023، أصبحت تعتمد على الوقود الأحفوري منذ إعلان خطة التخلص التدريجي من الطاقة النووية في البلاد عام 2011.

وأضاف أنه على الرغم من نمو الطاقة المتجددة بصورة كبيرة على مدى العقد الماضي، إذ توفّر، حاليًا، نحو نصف توليد الكهرباء في ألمانيا، فمن المرجح أن يظل الغاز مصدرًا للتوليد القابل للإرسال وموازنة الشبكة للعقد المقبل على الأقل.

العوائق المالية أمام الهيدروجين

أوضحت المحللة الرئيسة لتحول الطاقة لدى شركة الاستشارات وتحليل البيانات غلوبال داتا GlobalData، فرانسيسكا غريغوري، وجود 11 مشروعًا في ألمانيا تستعمل الهيدروجين وقودًا ثانويًا (قيد التطوير حاليًا)، ومشروع واحد للهيدروجين فقط في مرحلة الترخيص، وجميعها جاهزة للعمل بحلول نهاية العقد.

وعلى مستوى العالم، ما يزال استعمال الهيدروجين لتوليد الكهرباء -سواء المحدث أو الجديد- محدودًا، مع تشغيل نحو 30 مشروعًا فقط، مما يشير إلى صعوبات التحول من الغاز إلى الهيدروجين.

وقالت غريغوري: "تُعد هذه المشروعات أمثلة حصرية تقريبًا على الإطلاق المشترك، إذم يتم استعمال الهيدروجين وقودًا ثانويًا وليس مستقلًا".

وأضافت أن "هذا من المقرر أن يتغيّر، مع وجود 65 مشروعًا أخرى قيد التطوير، وفقًا لقاعدة بيانات محطات الكهرباء لدى شركة غلوبال داتا".

في المقابل، تخفي هذه الأرقام إلى حد ما الصعوبات التي يواجهها الهيدروجين، وليس أقلها الإنفاق الرأسمالي المطلوب.

على سبيل المثال، تُعد إعادة تجهيز توربينات الغاز المفتوحة أو ذات الدورة المركبة لتكون جاهزة للهيدروجين أمرًا مهمًا من الناحية المالية.

وأردفت بروغل: "لجعل الاستثمار مربحًا، مع انخفاض عامل الحمل المتوقع لمحطات الغاز المستقبلية، ستحتاج الأصول إلى أن تكون جاهزة للتشغيل لمدة عقد آخر على الأقل، وهو ما سيتجاوز الخطة المتمثلة في أن تكون محايدة كربونيًا بحلول عام 2045".

ارتفاع تكاليف الإنتاج

قالت المحللة الرئيسة لتحول الطاقة لدى شركة غلوبال داتا، فرانسيسكا غريغوري: "إن استمرار ارتفاع تكاليف الإنتاج أدى إلى إحجام المشتريات عن الالتزام باتفاقيات الشراء، ما تسبب في ظهور حالة (البيضة والدجاجة) فيما يتعلق بالعرض والطلب".

وتابعت: "إن الافتقار إلى خطوط الأنابيب الجاهزة للهيدروجين والبنية الأساسية للتخزين يعقّد مدى قدرة الهيدروجين منخفض الكربون على توفير بديل فعال من حيث التكلفة ومتاح بسهولة لتوليد الكهرباء باستعمال الغاز الطبيعي، أو توليد الكهرباء باستعمال الهيدروجين الرمادي".

تجدر الإشارة إلى أن البني والرمادي والأزرق والأخضر هي أنواع من الهيدروجين، مصنّفة حسب مصدرها.

محطة التحليل الكهربائي للهيدروجين
محطة التحليل الكهربائي للهيدروجين "ريفاين" بالقرب من مدينة كولونيا بألمانيا - الصورة من رويترز

الهيدروجين الأخضر

يُعد الهيدروجين الأخضر هو الوحيد المنتج دون انبعاثات، وهو النوع الذي علقت عليه قمة المناخ كوب 29 آمالها.

وقالت المحللة الرئيسة لتحول الطاقة لدى شركة غلوبال داتا، فرانسيسكا غريغوري: "إنه مع التزام الحكومات بالهيدروجين الأخضر، من المقرر أن يشهد إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون على نطاق تجاري نموًا متسارعًا، إذ تترقب المشروعات الحالية زيادة سنوية بنسبة 56% بين عامي 2021 و2030".

وحذّرت من أن "هذا يعتمد بشدة على المشروعات في مرحلة الجدوى، التي تظهر عادةً معدلات إنجاز أقل، ما يفاقم الغموض المحيط بمستويات العرض المتوقعة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق