يبدو أن زيادة الرسوم الجمركية على واردات أوروبا من السيارات الكهربائية الصينية قد بدأت تؤتي ثمارها، وهو ما ظهر جليًا في تسجيلات شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2024).
وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر في أكتوبر/تشرين الأول زيادة الرسوم الجمركية من 10% إلى 45% لمدة 5 سنوات على خلفية اتهامات بحصول السيارات الكهربائية على دعم من الحكومة الصينية بما يضر بالصناعة الأوروبية.
وبحسب أحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تراجعت حصة السيارات الكهربائية الصينية إلى أدنى مستوى لها في 8 أشهر، كما انخفضت تسجيلاتها في ألمانيا وفرنسا بأكثر من النصف.
وفي المقابل، ارتفعت حصة السيارات الهجينة الصينية في أوروبا، إذ لا تخضع للرسوم الجمركية الأوروبية، مع توقعات بنمو أسرع في العام المقبل (2025).
تسجيلات السيارات الكهربائية الصينية
انخفضت حصة شركتي السيارات الكهربائية الصينية "بي واي دي" وإم جي" التابعة لسايك موتو في الاتحاد الأوروبي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني لأدنى مستوى منذ مارس/آذار، لتشكل 7.4% نزولًا من 8.2% في أكتوبر/تشرين الأول السابق.
وكانت شركة "سايك" صاحبة الحصة الأقل لتسجيلات الشهر الـ11 بين العلامات الصينية بعدما كانت الأكثر مبيعًا في أوروبا لمدة طويلًا.
وأشارت بيانات شركة الأبحاثات "جاتو دايناميكس" (Jato Dynamics) إلى تراجع مبيعات المجموعة بنسبة 58% على أساس سنوي.
وعلى نحو خاص، هبطت مبيعات إم جي في أكتوبر/تشرين الأول (2024) بنسبة 56% لتصل إلى 3 آلاف و846 وحدة، ويرتفع إجمالي مبيعاتها خلال أول 10 أشهر من العام إلى 63 ألفًا و895 وحدة.
وفي المقابل، ارتفعت مبيعات شركة بي واي دي إلى 4 آلاف و796 وحدة وهو أكثر من ضعف الشهر نفسه في العام الماضي (2023).
كما يمثل ذلك ارتفاعًا من 4 آلاف و630 وحدة خلال شهر أكتوبر/تشرين الثاني السابق (2024).
ويصف المحلل في شركة "داتا فورس" (Dataforce) جوليان ليتزينغر نمو "بي واي دي" بالصحي، عازيًا قرابة 80% من تسجيلاتها إلى عملاء القطاع الخاص والشركات المشغلة للأساطيل.
وعلى الصعيد المحلي، انخفضت تسجيلات السيارات الكهربائية الصينية في ألمانيا وفرنسا بأكثر من النصف على أساس سنوي في نوفمبر/تشرين الثاني.
وهنا، قارن ليتزينغر هذا التراجع بالمملكة المتحدة التي خرجت من الاتحاد الأوروبي؛ ومن ثم لا تفرض الرسوم الجمركية؛ حيث ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية الصينية بنسبة 17% على أساس سنوي.
السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا
جاء قرار الاتحاد الأوروبي برفع الرسوم الجمركية من 10% إلى 45% على السيارات الكهربائية الصينية بعد 8 أشهر من التحقيقات حول الحصول على دعم حكومي سخي بما يقوض منافسيهم في أوروبا على صعيد الأسعار والحصة السوقية ويهدد فرص العمل أيضًا.
وتفصيليًا، ثمة تباين في حجم الرسوم بناء على حجم الدعم؛ إذ يُفرض على "بي واي دي" 17% وجيلي 18.8% وسايك 35.3%.
أما سيارات الشركات الأوروبية المصنعة في الصين -مثل فولكسفاغن وبي إم دبليو- فتصل رسومها إلى 20.7%، وتيسلا الأميركية 7.8%.
وصدمت الرسوم الجمركية الصين التي تسعى لاحتلال رقعة أكبر في مبيعات أوروبا الرامية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
والآن، تسعى شركات السيارات الكهربائية الصينية إلى نقل مصانعها إلى أوروبا للتهرب من الرسوم الجمركية، لكن تلك المحاولات ستستغرق وقتًا.
وقفزت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في دول الاتحاد الأوروبي إلى 25% في سبتمبر/أيلول (2024) من 3.9% في 2020.
وبحسب المفوضية الأوروبية، حصلت الشركات الصينية على إعانات حكومية على طول سلسلة الإنتاج مثل الأراضي الرخيصة لإقامة مصانع وإمدادات الليثيوم لإنتاج البطاريات بأسعار فائدة أقل من السوق وإعفاءات ضريبية وتمويلات مصرفية بأسعار فائدة منخفضة.
وارتفعت الطاقة الإنتاجية لقطاع السيارات الكهربائية الصينية إلى 3 ملايين وحدة، وهو ما يعادل ضعف حجم السوق الأوروبية.
وأثار النمو السريع مخاوف من تكبيل قدرة الاتحاد على إنتاج السيارات الكهربائية محليًا، فضلًا عن تهديد مستقبل 2.5 مليون عامل بالصناعة و10.3 مليون شخص يعتمد عملهم بصورة غير مباشرة على السيارات الكهربائية.
السيارات الهجينة
سجّلت صادرات السيارات الهجينة الصينية إلى أوروبا ارتفاعًا، في خطوة عزاها محللون إلى كونها تقع خارج نطاق الرسوم الجمركية.
والسيارات الهجينة (Hybrid) هي التي تضم محركين أحدهما للاحتراق الداخلي يعمل بالبنزين والديزل مع بطارية كهربائية، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وعلاوة على ذلك، تخطط شركات صينية لطرح المزيد من الطرازات الهجينة، لترتفع حصة البلد الآسيوي إلى 20% من السوق الأوروبية خلال هذا العام (2024)، ثم تنمو بسرعة أكبر في العام التالي، بحسب توقعات المحلل في شركة الأبحاث كاونتر بوينت (Counterpoint) مرتضى علي.
وخلال المدة من يوليو/تموز حتى أكتوبر/تشرين الأول، تضاعفت صادرات السيارات الهجينة إلى أوروبا بأكثر من 3 مرات على أساس سنوي لتسجل 65 ألفًا و800 وحدة، وفق بيانات جمعية سيارات الركاب الصينية.
وخلال الربع الثالث من 2024، شكلت السيارات الهجينة 18% من إجمالي مبيعات الشركات الصينية إلى أوروبا، بزيادة بأكثر من الضعف (9% في الربع الأول).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- بيانات تسجيلات السيارات الكهربائية الصينية في نوفمبر من بلومبرغ
2- حصة السيارات الهجينة الصينية في أوروبا من رويترز
0 تعليق