بعد خضوعه لعملية سابقة لعلاج ارتجاع المريء، كان مريض مصري يبلغ من العمر 46 عاما يعاني من صعوبة شديدة في البلع، وقيء متكرر، وألم مستمر في الصدر.

وكانت هذه الآلام المجتمعة معا جزءا من يومياته المرهقة، مما دفعه لزيارة وحدة المناظير بمستشفى بدر الجامعي، التابعة لجامعة حلوان المصرية، بحثا عن علاج.

كان التشخيص الذي توصل له الأطباء أن المريض يعاني من ظهور اضطراب يُعرف بـ"المريء المطرقة"، وهو حالة نادرة من اضطرابات حركة المريء تتميز بانقباضات عضلية قوية جدا وغير طبيعية تحدث أثناء عملية البلع، وتكون هذه الانقباضات أقوى بكثير من المعدل الطبيعي، مما يتسبب في جعل المريض يشعر بأن كل لقمة طعام يتناولها، وكأنها معركة شاقة.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فمع استمرار الفريق الطبي في إجراء الفحوصات اللازمة لاجراء جراحة تعالج هذا الاضطراب، اكتشفوا وجود مشكلة إضافية، وهي كميات كبيرة من الطعام لم تهضم في معدته رغم صيامه لفترة طويلة، وتأكدت الشكوك لاحقا بأن المريض يعاني أيضا من خزل المعدة، وهو اضطراب يؤدي إلى بطء شديد في إفراغ الطعام من المعدة.

وسط هذه التحديات الطبية، تمكن الفريق الطبي من كلية الطب بجامعة حلوان، بقيادة الدكتور أحمد مدكور، من تحقيق إنجاز جراحي غير مسبوق، حيث أجرى الفريق في جلسة واحدة، عمليتين باستخدام مناظير الفراغ الثالث: الأولى لعلاج اضطراب "المريء المطرقة" بشق عضلي داخلي للمريء، والثانية لعلاج خزل المعدة بشق عضلي داخلي للمعدة.

ويقول الدكتور مدكور لـ"العين الإخبارية": "نتيجة العملية كانت مبهرة، فقد شهد المريض تحسنا ملحوظا في حالته الصحية، حيث تراجعت حدة الأعراض بشكل كبير، وأظهرت الفحوصات تحسنا ملموسا في وظائف المريء والمعدة، مما أتاح له العودة إلى حياته الطبيعية سريعا".

ولم يمر هذا الإنجاز الطبي غير المسبوق دون تقدير، فقد اختارته الجمعية الأمريكية للمناظير ليكون الموضوع الرئيسي لغلاف عددها المقبل في يناير/ كانون الثاني، وهو ما وصفه الدكتور مدكور بـ"الإنجاز غير المسبوق"، تقديرا لهذا التدخل الجراحي غير المسبوق.

 وأضاف أن "الجمع بين هاتين العمليتين في جلسة واحدة يُمثل علامة فارقة في مجال الطب، ونحن فخورون بأن نكون جزءا من تحسين حياة المرضى بهذا الشكل الجذري".

وفي تعليق إضافي، أثنى الدكتور محمد عثمان، محرر المجلة الأمريكية، على هذا العمل قائلاً إن: " دمج التشخيص والعلاج في جلسة واحدة يعكس مستوى استثنائيا من الكفاءة الطبية، ويظهر التزام الفريق بحل المشكلات المعقدة بطريقة شاملة ومتكاملة".