نظام الثانوية العامة الجديد: هل يحقق أهدافه أم يزيد من أعباء الطلاب؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعد الثانوية العامة في مصر من أبرز المحطات التعليمية في حياة الطلاب، فهي تحدد مصيرهم الأكاديمي وتفتح أمامهم أبواب الجامعات والكليات. 

نظام الثانوية العامة الجديد

وقد شهد نظام الثانوية العامة الجديد تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث سعت وزارة التربية والتعليم إلى تحديثه من خلال إدخال نظام التعليم الجديد الذي يعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا والامتحانات الإلكترونية، بهدف تحسين مخرجات التعليم وتقليل الضغوط النفسية على الطلاب. 

ورغم هذه الإصلاحات، يظل هناك تساؤل مهم: هل يحقق هذا النظام أهدافه في تحسين جودة التعليم وتقليل الأعباء على

 الطلاب؟ أم أنه يزيد من الضغط النفسي والتحديات التي يواجهها الطلاب في مسيرتهم التعليمية؟

وأثار الموضوع جدلًا واسعًا بين الطلاب، أولياء الأمور، والمعلمين، بين من يرى أن النظام الجديد سيحدث نقلة نوعية في التعليم المصري، ومن يعتبره عبئًا إضافيًا على الطلاب. 

وفي هذا السياق، سنستعرض معًا أبرز ملامح النظام الجديد، ونناقش فوائده المحتملة بالإضافة إلى التحديات التي قد يواجهها الطلاب مع تطبيقه.

نظام الثانوية العامة الجديد: هل يحقق أهدافه أم يزيد من أعباء الطلاب؟

عاصم حجازي، مدير التقويم التربوي بجامعة القاهرة

وأوضح الدكتور عاصم حجازي، مدير التقويم التربوي بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، أن نظام الثانوية العامة الجديد يتضمن العديد من المزايا إلى جانب بعض السلبيات التي ينبغي مناقشتها واتخاذ إجراءات للتعامل معها، وفيما يلي أبرز المميزات والسلبيات التي تم التطرق إليها:

المزايا:

  1. تخفيف العبء على الطلاب: من خلال تقليل عدد المواد الدراسية التي يتم احتسابها في المجموع الكلي، مما يساهم في تخفيف الضغط الدراسي.
  2. تقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية: بسبب عدم احتساب بعض المواد في المجموع، تقل الحاجة إلى دروس خصوصية في تلك المواد، مما يسهم في تخفيف الأعباء المالية والنفسية على الطلاب وأسرهم.
  3. تحقيق تكافؤ الفرص: إلغاء احتساب بعض المواد في المجموع أتاح الفرصة لتقليص الفوارق المرتبطة بالصعوبة والسهولة بين المواد الدراسية، خصوصًا في مواد اللغات الأجنبية، ما يعزز المساواة بين الطلاب.

السلبيات:

  1. قلّة اهتمام الطلاب بالمواد غير المضافة للمجموع: بما أن هذه المواد لا تؤثر في التقييم النهائي للطلاب، فإنها غالبًا ما تشهد إهمالًا من قبلهم، مما يضعف استعدادهم لها.
  2. استياء المعلمين: هناك حالة من الاستياء بين المعلمين الذين تم تهميش موادهم الدراسية، وهو ما يؤثر سلبًا على مشاركتهم الفعّالة في تطوير النظام التعليمي.
  3. صعوبة تدريس مادة العلوم المتكاملة: حيث يعاني الطلاب من صعوبة فهم هذه المادة بشكل متكامل، في ظل غياب المعلمين المتخصصين القادرين على تدريس الفروع الثلاثة للمادة بجودة عالية.
  4. الدروس الخصوصية والغش لم تختفِ تمامًا: على الرغم من محاولات النظام الجديد، إلا أن الدروس الخصوصية لا تزال شائعة، بالإضافة إلى استمرار مشكلات الغش في الامتحانات، التي تعد من أبرز القضايا في الثانوية العامة.
  5. عدم جذب الطلاب للمدارس: لم تنجح الإصلاحات في تحفيز الطلاب للانتظام في المدارس، إذ تظل نسبة الحضور منخفضة مقارنة بما كانت عليه قبل تطبيق النظام الجديد، مما يشير إلى فشل الإجراءات في جذبهم إلى الفصول الدراسية.

حلول مقترحة لتحسين النظام

من أجل أن يحقق نظام الثانوية العامة الجديد أهدافه ويؤتي ثماره، لابد من معالجة هذه النقاط السلبية. ومن المقترحات التي قدمها حجازي:

  1. التحول إلى نظام الساعات المعتمدة: في هذا النظام، يُعتبر الحضور المنتظم للطلاب جزءًا من التقييم، كما يُمنح لجميع المواد نفس الأهمية من العام الأول.
  2. رفع درجة النجاح في المواد غير المضافة: اقترح أن تكون درجة النجاح في المواد التي لا تضاف للمجموع 70% بدلًا من 50%، لضمان أن يهتم الطلاب بهذه المواد وعدم إهمالها.

تعليق أولياء الأمور على نظام الثانوية العامة الجديد

علقت مروة محمد، أحد أولياء الأمور، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، إن نظام الثانوية الجديد يختلف عن القديم بأشياء بسيطة، ومنها تخفيف المواد على الطلاب وهي المواد التي لا تضاف للمجموع، "وأنا كـ أم من وجهة نظري هذه المواد مهمة جدًا للطالب، أما بالنسبة لمادة العلوم المتكاملة في النظام الجديد قد تكون صعبة على الطلاب، خصوصًا في ظل نقص المعلمين المؤهلين لتدريس المادة بشكل متكامل، ولكن هذه المادة قد تؤدي إلى تدهور فهم الطلاب إذا لم يتم تدريب المعلمين بشكل جيد.

وفيما علق ولي أمر آخر، لـ “كشكول”، إن قرار عدم إدراج بعض المواد في المجموع يقلل من حاجة الطلاب إلى الدروس الخصوصية، وهو ما يعني تخفيف العبء المالي على الأسر، كما أن إبقاء المواد الأساسية فقط في المجموع سيسمح للطلاب بالتركيز بشكل أفضل على المواد التي تهمهم، كما أن تقليص العبء الدراسي قد يسهم في تحسين تحصيل الطلاب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق