شهدت كوريا الجنوبية حادث انفجار حافلة هيدروجينية من إنتاج شركة هيونداي؛ ما أثار تساؤلات حول سلامة الاعتماد على هذا النوع من الوقود في وسائل النقل العام.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقع الحادث بمنطقة موكاينغ دونغ بمدينة تشونغجو، صباح يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في محطة شحن الهيدروجين، إذ كانت الشاحنة تتزود بالوقود.

أدى الانفجار إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم عامل في محطة الوقود تعرَّض لإصابة بالغة في الوجه، كما تسبَّب الحادث في تعطيل الحافلات الهيدروجينية في المدينة جميعها لحين إجراء تحقيق شامل.

ويسلّط حادث انفجار حافلة هيدروجينية في كوريا الجنوبية الضوء على اعتبارات السلامة التي تأتي مع اعتماد تقنيات الطاقة الجديدة في قطاع النقل، لا سيما مع تكرار حوادث حرائق السيارات الكهربائية، في الأشهر الأخيرة، نتيجة انفجار بطارياتها.

تفاصيل حادث انفجار حافلة هيدروجينية

تُظهر تفاصيل حادث انفجار حافلة هيدروجينية في كوريا الجنوبية أنه بعد مرور 10 ثوانٍ من اكتمال عملية التزود بالوقود، انفجر الجزء الخلفي من الحافلة عند تشغيل المحرك؛ ما أدى إلى تطاير الحطام وإصابة موظف بالمحطة بتمزّق عميق فوق عينه، كما أصيب سائق الحافلة وميكانيكي كانا موجودين في الموقع بجروح طفيفة.

أكد مسؤولو الإطفاء أن الانفجار لم يتسبب في اندلاع حريق، ما أسهم في تقليل الأضرار الجانبية، ومع ذلك، دفعت خطورة الحادث سلطات المدينة إلى تعليق تشغيل جميع الحافلات الهيدروجينية البالغ عددها 18 حافلة، لحين التأكد من أسباب الحادث واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.

وكانت الحافلة التي تعرضت للحادث جزءًا من أسطول اشترته مدينة تشونغجو، في أغسطس/آب 2022، مقابل 600 مليون وون (نحو 409 آلاف دولار أميركي) لكل واحدة منها؛ بهدف تعزيز نظام النقل العام لديها ببدائل طاقة أنظف.

*(الدولار الأميركي = 1466.44 وون كوري جنوبي).

أسباب الحادث والتحقيقات الجارية

أظهرت التقارير أن الحافلة المتضررة، التي اشتُريَت في أغسطس 2022 ضمن جهود تعزيز النقل النظيف في تشونغجو، كانت تعاني من مشكلة تقنية قبل الحادث، إذ أشارت لوحة القيادة إلى وجود خطأ في نظام خلايا الوقود؛ ما دفع السائق إلى التخطيط لنقل الحافلة إلى ورشة الإصلاح بعد التزود بالوقود.

وكانت الحافلة في طريقها إلى ورشة إصلاح سيارات يوم الحادث، إذ أخبرت هيونداي مُشغّلها بنقلها إلى مركز خدمة قريب للفحص بعد ظهور رمز خطأ "F" على لوحة القيادة منذ يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري؛ ما يشير إلى وجود مشكلة في مجموعة خلايا الوقود.

بدأت عدّة جهات تحقيقاتها، بما في ذلك شركة سلامة الغاز الكورية (KGS)، ووزارة التجارة والصناعة والطاقة، وهيئة سلامة النقل في كوريا.

وفي سياق متصل، أكدت شركة هيونداي موتور -صانعة للحافلة- بأنها تتعاون بشكل كامل مع الجهات المعنية لتحديد السبب الدقيق للحادث.

وتعمل خلايا وقود الهيدروجين، المكونة من "مكدس" يحول الهيدروجين المخزّن في خزان عالي الضغط إلى طاقة كهربائية، على تشغيل المحرك الكهربائي للحافلة.

ووفقًا للتحقيقات الأولية، يُعتقد أن المشكلة قد تكون في "مكدس" خلايا الوقود الموجود في الجزء الخلفي السفلي من الحافلة، وهو المكان الذي حدث فيه الانفجار.

تداعيات الحادث

يُعدّ هذا الحادث الأول من نوعه في كوريا الجنوبية منذ إدخال مركبات خلايا وقود الهيدروجين في الأسواق التجارية قبل أكثر من 10 سنوات؛ وهو ما أثار مخاوف واسعة النطاق بشأن سلامة هذا النوع من الوقود.

وارتفع عدد مركبات خلايا وقود الهيدروجين من 893 مركبة في عام 2018، إلى أكثر من 36 ألف مركبة العام الجاري 2024، مع خطط حكومية لزيادة العدد إلى 300 ألف مركبة بحلول عام 2030، وفقًا لهيئة الإحصاء الكورية.

وعمومًا، يُعدّ الهيدروجين مصدر طاقة نظيفًا ومستدامًا، لكن الخبراء يؤكدون أنه -كغيره من مصادر الطاقة- ليس خاليًا من المخاطر تمامًا.

وقال مسؤول في هيئة في هيئة المسح الجيولوجي الكورية: "الهيدروجين آمن، لكن لا يمكن ضمان السلامة المطلقة لأيّ مصدر طاقة".

أصداء الحادث

تشمل أصداء حادث انفجار حافلة هيدروجينية في كوريا الجنوبية تصاعُد المخاوف بشأن السلامة مع توسُّع شركات مثل هيونداي في تقنيات الهيدروجين

ورغم أن الإحصاءات الأميركية -على سبيل المثال- تُظهر سجلًا خاليًا من الحوادث الكبرى للمركبات الهيدروجينية، فإن حادثة تشونغجو قد تؤثّر سلبًا في ثقة المستهلكين وتحديات التوسع في الأسواق الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد قرب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة من هذه المخاوف، إذ أعرب مرارًا خلال حملته الانتخابية عن تشكّكه في سلامة المركبات التي تعمل بالوقود الثقيل.

وأعاد حادث انفجار حافلة هيدروجينية في كوريا تسليط الضوء على المخاطر المرتبطة بالتقنيات الجديدة، كما وضع الهيئات التنظيمية وصنّاع القرار أمام تحديات تتعلق بضمان سلامة المركبات التي تعمل بالطاقة النظيفة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومات لتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال دعم التقنيات البديلة مثل الهيدروجين، يتطلب ذلك مراجعة شاملة للقوانين والإجراءات لضمان سلامة الركّاب والعمّال.

رغم ذلك، تظل الحافلات الهيدروجينية جزءًا من رؤية طويلة الأجل للتنقل المستدام، لكن حادث انفجار الحافلة في كوريا الجنوبية لفت الأنظار إلى أن معايير السلامة ينبغي أن تتصدّر أولويات تطوير التقنية الخضراء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

1. انفجار حافلة هيدروجينية في كوريا الجنوبية بعد تزودها بالوقود من منصة "هيدروجين إنسايت".