دخل مشروع محطة كهرباء أسترالية عاملة بالغاز مرحلة عدم اليقين بعدما واجه مزيدًا من التأخيرات في تنفيذه، نتيجة زيادة ارتفاع موازنته قياسًا بتقديرات التكاليف الأولية المخصصة له.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتجاوز التكاليف الإجمالية لمشروع محطة كهرباء "سنوي هانتر" العاملة بالغاز المنفذ في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية -حاليًا- ملياري دولار، صعودًا من التكلفة الأولية التي قُدرت بـ600 مليون دولار.

وواجه المشروع المطور بوساطة شركة سنوي هيدرو (Snowy Hydro) كذلك سيلاً من الانتقادات نتيجة التكاليف الباهظة لتوريد الغاز وتخزينه.

وتقع محطة كهرباء سنوي هانتر العاملة بالغاز عند نهاية خط أنابيب الغاز الرئيس سيدني-نيوكاسل؛ ما يستلزم توصيل خط أنابيب جانبي بطول 21 كيلومترًا، بالإضافة إلى خط أنابيب للتخزين في الموقع.

عدم اكتمال البناء

أعلنت سنوي هايدرو الأسبوع الماضي اكتمال بناء مشروع محطة الكهرباء العاملة بالغاز سنوي هانتر، البالغة سعتها 660 ميغاواط، غير أن العيوب العديدة التي تشوب المشروع، بما في ذلك ارتفاع التكاليف التي تخطت حاليًا ملياري دولار (بعد تضمين جميع مكونات المشروع)، قد تسبّبت في تأخر إكماله 6 أشهر أخرى حتى منتصف عام 2025.

وفي مايو/أيار (2021) منح رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون الضوء الأخضر لبناء محطة كهرباء سنوي هانتر العاملة بالغاز، بعدما أخفق قطاع الطاقة في الاستجابة لتوصيته ببناء سعة طاقة جديدة، قوامها 1000 ميغاواط، تحل محل محطة كهرباء ليدل باور (Liddell Power) قبل غلقها في أبريل/نيسان (2023).

وكان من المقرر أن تلامس كلفة المشروع 600 مليون دولار، على أن يكتمل بناؤه بحلول ديسمبر/كانون الأول (2023)، وفقًا لبيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وكثّفت حكومة موريسون جهودها من أجل بناء محطة كهرباء عاملة بالغاز في منطقة وادي هانتر؛ ما سيوفر فرص عمل جديدة، ويحافظ على انخفاض أسعار الطاقة، ويساعد على تقليص الانبعاثات، بحسب البيان ذاته.

آمال لم تتحقّق

لم تتحقّق آمال تشغيل محطة كهرباء سنوي هانتر العاملة بالغاز على أرض الواقع؛ إذ لم تُسهم في توفير سوى 10 وظائف، ولم يكن هناك أي أمل في تحقيق الإيرادات اللازمة لاسترداد نفقات المشروع.

وفي أكتوبر/تشرين الأول (2021)، كشفت "سنوي هايدرو" النقاب عن توقيت مشروع المحطة وتكلفته، قائلةً: "نريد إكمال المشروع وتشغيله بحلول نهاية عام 2023، ونحن ماضون على المسار الصحيح".

وأضافت الشركة: "سننفق أكثر من 600 مليون دولار على بناء المشروع".

تعديلات في المشروع

في عام 2023 أعلنت سنوي هيدرو تعديلات في محطة كهرباء سنوي هانتر العاملة بالغاز؛ ما أدى إلى رفع تكلفتها إلى 950 مليون دولار، وتأخير إنجازها إلى ديسمبر/كانون الأول الجاري.

لكن آخر تحديث كشفت عنه الشركة قد رفع قيمة التكلفة إلى نحو 1.3 مليار دولار، كما مد أجل إنجاز المشروع إلى نهاية شهر يونيو/حزيران (2025)، أي بعد عامين من الغلق المفترض لمحطة كهرباء ليدل باور.

ولا يتضح إذا ما كانت أحداث الطقس المتطرفة التي امتدت لفترات طويلة قد أثرت سلبًا في منطقة المشروع، وأدت إلى توقف المشروع لشهور.

تقديرات التكاليف

لا تغطي تقديرات التكاليف سوى المحطة الرئيسة، ولا تشمل جميع مكونات المشروع مثل التمويل والأرض وتوصيلات الكهرباء والتصاريح وتكاليف المالكين، التي من المرجح أن يتجاوز مجموعها 250 مليون دولار.

كما أن التقديرات الخاصة بمحطة كهرباء سنوي هانتر العاملة بالغاز تستبعد كذلك التكاليف الخاصة بتوصيل خط أنابيب الغاز والتخزين، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووفق التقديرات الأولية لشركة سنوي هايدرو، تلامس تكلفة خط الأنابيب الواصل بين محطة سنوي هانتر وبين مدينتي سيدني ونيوكاسل 100 مليون دولار.

لكن تلك التقديرات المادية قفزت إلى 450 مليون دولار حينما وافقت شركة إيه بي إيه غروب (APA Group)، وهي المالك والمشغل، وكذلك المسؤولة عن بناء خط الأنابيب ونظام التخزين في المشروع، على قرار الاستثمار النهائي في نوفمبر/تشرين الثاني (2023).

ومن المرجح أن تكون التكلفة التي ستتكبدها سنوي هايدرو أعلى بمئات الملايين عندما تضيف "إيه بي إيه غروب" أي تجاوزات في التكاليف، وهامش الربح، وتكاليف التشغيل والصيانة في الاتفاقية البالغة قوامها 30 عامًا.

وبناءً عليه؛ تزيد تكلفة محطة الكهرباء العاملة بالغاز -الآن- على ملياري دولار، أي أكثر 4 مرات من تقديرات التكلفة الأولية البالغة 600 مليون دولار والمحددة قبل 3 سنوات ونصف السنة.

وتُعد تلك القيمة مبلغًا باهظًا عند مقارنتها بالتوقعات الواردة في التقرير الصادر عن هيئة البحوث الأسترالية سي إس آي آر أو (CSIRO)، بشأن محطة الكهرباء البالغة سعتها 660 ميغاواط، وتكلفتها قرابة 900 مليون دولار (1.3 مليون دولار/ميغاواط).

عيوب الموقع والتخزين

يُعد موقع محطة الكهرباء العاملة بالغاز سنوي هانتر عيبًا آخر تسبب في تعطيل المشروع؛ إذ تقع على بُعد 21 كيلومترًا من نهاية خط الغاز الرئيس الضيق من سيدني.

وبناءً عليه؛ يستوجب موقع المحطة هذا مد خط أنابيب بتكلفة باهظة وضواغط، وتخزين في الموقع.

كما أن إمدادات الغاز المحدودة تعني ضمنيًا أن المحطة لن تكون قادرة على إتاحة الكهرباء القابلة للإرسال حسب الطلب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وهي الميزة الرئيسة الواجب توافرها في محطة الكهرباء العاملة بالغاز وفق الشروط الواردة في توصية رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.إرجاء تشغيل محطة كهرباء سنوي هانتر في أستراليا نتيجة زيادة تكاليف المشروع من موقع رينيو إيكونومي.