بعد اتفاق لبنان وإسرائيل.. هل أصبحت غزة وحيدة في مواجهة التصعيد الإسرائيلي؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل الحديث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان برعاية دولية، تتجه الأنظار إلى المشهد الفلسطيني، حيث لا يزال قطاع غزة يعاني من تصعيد إسرائيلي مستمر دون أي جهود واضحة لتحقيق هدنة. يأتي ذلك وسط تساؤلات عن أسباب تجاهل المجتمع الدولي للأزمة الإنسانية في غزة، في وقت تستمر فيه الهجمات الإسرائيلية، وتتصاعد التصريحات التحريضية من المسؤولين الإسرائيليين ضد القطاع وسكانه.

إسرائيل تستغل الظرف الدولي لتصعيد موقفها ضد غزة

في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن هناك فرصة تاريخية مع الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترامب لتشجيع ما أسماه بـ الهجرة الطوعية من غزة، داعيًا إلى احتلال القطاع وتقليص عدد سكانه إلى النصف.

تشير هذه التصريحات إلى توجه إسرائيلي لاستغلال الأوضاع الإقليمية الحالية للضغط على غزة، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين في ظل حصار مستمر وظروف إنسانية صعبة.

الانقسام الفلسطيني يزيد العزلة عن غزة

يرى جهاد الحرازين، القيادي في حركة فتح، أن الانشغال الدولي بلبنان سببه حالة الانقسام الفلسطيني. وأكد أن حركة حماس تتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب عدم توحيد الصف الفلسطيني تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية.
 

وأوضح الحرازين أن تجربة حزب الله في لبنان تُظهر أهمية تسليم الملف للدولة لتحقيق نتائج ملموسة، معتبرًا أن حماس بحاجة إلى اتباع نهج مشابه والتخلي عن الإدارة المنفردة للقطاع.

وأضاف أن منظمة التحرير لعبت دورًا محوريًا في منع تصنيف حماس كمنظمة إرهابية على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن الوحدة الفلسطينية هي السبيل الوحيد لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.

حماس تدعو إلى العمل الجماعي لإنقاذ غزة

من جهة أخرى، أكد مدير مؤسسة فيميد للإعلام، إبراهيم المدهون، أن حماس ترحب بدور السلطة الفلسطينية في التوصل إلى هدنة وتحقيق الاستقرار. وقال إن الحركة تدعو إلى العمل بشكل جماعي ووحدوي بعيدًا عن التراشق السياسي، مشددًا على أن الأولوية هي وقف العدوان الإسرائيلي وإغاثة الشعب الفلسطيني.

وأشار المدهون إلى أن الوضع في غزة أصبح كارثيًا، ما يتطلب تحركًا فوريًا من جميع الأطراف، داعيًا إلى تسخير الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع.

غزة بين الواقع الدولي والظروف الإنسانية الصعبة

مع استمرار التصعيد الإسرائيلي، تعيش غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية نتيجة الحصار والتصعيد العسكري. وفي الوقت الذي تركز فيه الجهود الدولية على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، يبقى قطاع غزة في دائرة الإهمال، ما يفاقم معاناة سكانه.

ويؤكد محللون أن الانشغال بلبنان يضع غزة في موقف أكثر عزلة، خصوصًا مع غياب استراتيجية فلسطينية موحدة تجذب اهتمام المجتمع الدولي وتحقق مكاسب سياسية وإنسانية للشعب الفلسطيني.

هل تنجح الجهود في توحيد الصف الفلسطيني؟

بينما تدعو منظمة التحرير الفلسطينية إلى توحيد الجهود والعمل ضمن إطارها، تبدو الانقسامات بين الأطراف الفلسطينية عقبة رئيسية أمام مواجهة التحديات الحالية. ويُجمع المراقبون على أن حل الأزمة في غزة يتطلب تحركًا وحدويًا فلسطينيًا، يُعيد القضية إلى واجهة الاهتمام الدولي ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق