ذكرى استشهاد القديس أمساح القفطى.. تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بذكرى استشهاد القديس أمساح القفطي.
سيرة القديس أمساح القفطى
وذكر كتاب التاريخ الكنسي المعروف بـ “السنكسار”، الذي يُقرأ يوميًا للأقباط ويحتوي على الأحداث والذكريات المهمة في التاريخ الكنسي، أنه عندما أصدر الإمبراطور دقلديانوس أوامره باضطهاد المسيحيين، كان إريانا والي أنصنا يتجول في جميع أنحاء صعيد مصر، حيث لم يكن لديه عمل سوى تعذيب المؤمنين. وعندما وصل بالسفينة إلى ساحل مدينة قفط (على ضفاف النيل)، خرج إليه كهنة الأصنام لاستقباله، متفاخرين أمامه بقولهم: “عش يا مولانا إلى الأبد، فلا يوجد في مدينتنا من يذكر اسم المسيح”. وقد أسعد هذا الأمر إريانا كثيرًا، فقدم لهم الهدايا السخية وذبح للآلهة، ثم واصل رحلته بسفينته.
ADVERTISEMENT
مع أخته ثيؤدورا المعروفة بـ “تاوضورا”، في بستان يُعرف باسم حقل النسوة عرف بذلك صبي مسيحي يُدعى “إمساك” أو “بويمساح”، وهو القديس أمساح القفطي، الذي يعيش في شمال المدينة . يعملان معًا في هذا البستان لكسب قوتهم الضروري، ويقدمان ما يتبقى منه للمحتاجين.
شعر الصبي القديس أمساح القفطى بالحزن عندما علم بما فعله هؤلاء الكهنة، وقد يكون حزنه ناتجًا عن رياء وكذب هؤلاء الوثنيين الذين يسعون لجلب هدايا كثيرة من أريانا. أو ربما أحس بأنه حُرم من فرصة نيل إكليل الاستشهاد، وقد اعتبر صمته تجاه ما قاله هؤلاء الكهنة الوثنيون بمثابة إنكار ضمني لإيمانه. لم يكن يعرف ماذا يفعل، لذا صلى طالبًا إرشاد الله ومعونته.
القديس أمساح القفطى
ظهر ملاك الرب لأخت الشهيد في الليل وأخبرها بمجد أخيها. وفي الصباح، قامت بإبلاغ الكهنة الذين توجهوا مع المؤمنين إلى الساحل، حيث حملوا جسده بتكريم عظيم ودفنوه في بستانه. وبعد انتهاء فترة الاضطهاد، قام المؤمنون ببناء كنيسة باسمه، وقد أظهر الله من خلالها العديد من العجائب بفضل صلواته.
استشهاد القديس أمساح القفطى
يُروى أنه في زمن الإمبراطور أنسطاسيوس، أرسل قائدًا إلى مصر لجمع الخراج. وعنعندما دخل المدينة الصغيرة قفط، بدأت تتدفق الأحاديث عنه بين المؤمنين. لقد سمعوا أنه شخص يتميز بالظلم وقسوة القلب، بل وعنف لا يرحم. بثقل تلك السمعة، تجمعت الجموع في الكنيسة، مترقبين بركة من السماء، يرفعون أصواتهم بالصلاة إلى الله، مستمدين العون من شفاعة الشهيد القديس أمساح القفطي، عسى أن يرحمهم من براثن تلك الوحشة التي تهدد حياتهم.
وعندما علم القائد بذلك، توجه إلى الكنيسة ليجد أبوابها مغلقة، فمدّ يده ليشعل النار في الباب، لكن يده جفت وأصيب بشلل، مما اضطر رجاله لحمله إلى السفينة، حيث توفي في الطريق. وعندما سمع أنسطاسيوس بذلك، مجد الله وأمر بأن يتعامل جامعو الخراج برفق مع الناس.
0 تعليق