عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم الشراكة الاستراتيجية.. مصر والصومال تبحثان ترفيع العلاقات - في المدرج
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي الذي يزور القاهرة، الاثنين، على أهمية ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، والإسراع في تشكيل البعثة الإفريقية الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مصري صومالي مشترك، إن الوزيرين أجريا مباحثات ثنائية بالقاهرة لمتابعة مُجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وأبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واتفق الوزيران، بحسب البيان، على "أهمية ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بحيثُ يتم عقد دورات مباحثات مُتعاقبة يتم تخصيصها لمحاور استراتيجية مُحددة، تشمل المحور السياسي، والاقتصادي والتجاري، والأمني والعسكري، والثقافي والتعليمي، وبناء القدرات".
وأكد بدر عبد العاطي على "دعم مصر الكامل لسيادة الصومال ووحدتها، واستقلالها وسلامة أراضيها في إطار مبادئ القانون الدولي"، مشيراً إلى "ما تضمنه إعلان أنقرة الصادر في 11 ديسمبر الجاري، من تأكيد لتلك المبادئ التي يتعين الالتزام بها بما يُعزز من استقرار الصومال ووحدتها وأمنها".
وشدد الجانبان على أهمية الإسراع في تشكيل البعثة الإفريقية الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال AUSSOM.
وناشد الوزيران شركاء الاتحاد الإفريقي من أجل توفير التمويل اللازم والمستدام للبعثة الجديدة أخذاً في الاعتبار تأثير الاضطرابات في القرن الإفريقي والبحر الأحمر على حركة التجارة والملاحة الدوليتين.
كما دعيا لمساندة جهود الجيش الصومالي في مكافحة الإرهاب وصيانة مقدرات الدولة.
وأعرب وزير الخارجية الصومالي، بحسب البيان المشترك، عن "تطلع الصومال نحو تحقيق مشاركة مصرية نوعية وفعالة بالبعثة الجديدة بما يساعد على تحقيق أهدافها بالنظر إلى القدرات العسكرية المصرية المتطورة وخبراتها الممتدة في مكافحة الإرهاب، وكذلك خبراتها في دعم بناء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التعاون العسكري الثنائي بين البلدين وفقاً لبروتوكول التعاون العسكري الموقع في أغسطس 2024".
واستعرض الجانبان تطورات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والصومال في شتى المجالات بما في ذلك التدريب الدبلوماسي والعسكري والصحي، ودعم قدرات الجانب الصومالي في المجالات التشريعية.
كما أكدا على أهمية تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، والارتقاء بها والعمل على إنجاح منتدى الأعمال المصري الصومالي المزمع استضافة القاهرة له "قريباً".
تعاون أمني وعسكري
من جهته، شدد وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصومالي، على "احترام سيادة الصومال"، مشيراً إلى أنه "تم بحث الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، وعدد من القضايا التي تهم البلدين".
وأفاد بـ"توافق البلدين على العمل لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية"، وأن تشمل محاور "المشاورات السياسية"، و"العلاقات الاقتصادية والتجارية بما في ذلك التعزيز المصري في الصومال".
وأضاف: "اتفقنا على عقد المنتدى الاقتصادي قريباً، في النصف الثاني من يناير في القاهرة"، لافتاً إلى أنه تحدث مع فقي على "التعاون الأمني والعسكري، وتوفير التمويل اللازم للشرطة والجيش في الصومال لمكافحة الإرهاب، وتحدثنا عن التعاون في بناء القدرات وتقديم الدعم الكامل لهم".
وتابع: "تحدثنا عن الرفض الكامل لأي إجراءات أحادية تهدد وحدة وسلامة الصومال.. وسيكون هناك لقاء مصري صومالي إيريتري على مستوى وزراء الخارجية قريباً".
"انفجار خطير"
وتوجه وزير الخارجية الصومالي بالشكر إلى مصر قائلاً: "ساندتنا في صنع الفارق، وجعلتنا نثبت في الموقف الأخير الذي كان يمس وحدة الصومال"، في إشارة إلى إعلان إثيوبيا في يناير 2024، أنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.
ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبي منذ إعلانها الاستقلال عام 1991.
وجاءت هذه الزيارة بعد أيام من إعلان تركيا اتفاق إثيوبيا والصومال على إنهاء الخلاف بين البلدين بشأن إقليم أرض الصومال الانفصالي، ووصفت ذلك بأنه "مصالحة تاريخية".
وأعلنت مقديشو وأديس أبابا على أنهما سيعملان معاً على حل نزاع بشأن رغبة إثيوبيا بناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، والتي استقطبت قوى إقليمية، وهددت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي.
وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، إذ تدرب قوات الأمن الصومالية، وتقدم مساعدة إنمائية مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.
واعتبر فقي أن "إعلان أنقرة لبى مطالبنا على سيادة الصومال"، إذ أكد الإعلان أن "حكومة الصومال هي الجهة الوحيدة التي لها الحق في إبرام اتفاقيات مع الجهات الخارجية حسب القوانين الدولية".
ولفت إلى أن "إعلان أنقرة أنقذ المنطقة من انفجار خطير كاد أن يحرق مصالح الجميع".
زيارة صومالية إلى أديس أبابا
وبالتزامن مع زيارة فقي إلى القاهرة، أعلنت الصومال، الاثنين، توجه وفد من الحكومة بقيادة وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي علي عمر إلى أديس أبابا.
وقالت الخارجية الصومالية، في بيان، إن الزيارة "ستركز على استكشاف الفرص التحويلية لتنمية شراكة مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والتعاون".
وشدد البيان على أن هذه الزيارة "تؤكد على التزام الصومال الثابت بتعميق العلاقات الثنائية مع إثيوبيا، كما هو مبين في إعلان أنقرة الذي صاغته قيادة البلدين".
وأشار إلى أن الحكومة الصومالية "لا تزال حازمة في رؤيتها لتعزيز علاقات قوية مع دول الجوار، راسخة في مبادئ السيادة والوحدة والسلامة الإقليمية".
0 تعليق